الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا معنى ظريف فحضرني فيه مقطوع غير أنه من غير المادّة:
كانتا مقلتاه قبل عماها
…
لقتال الورى تسل نصالا
فأمنا قتالها حين كفت
…
وكفى الله المؤمنين القتالا
وفيها توفي الأمير موسى ابن الخليفة الأمين محمد بن الرشيد هارون العباسي الهاشمي الذي كان ولاه أبوه الأمين العهد من بعده وسماه بالناطق بالحق وخلع المأمون وقامت تلك الحروب التي كان فيها هلاك الأمين. وكان موسى هذا عند جدته لأبيه زبيدة بنت جعفر، وأمه أم ولد ومات وسنه دون عشرين سنة.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وأربعة عشر إصبعاً.
مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وثمانية عشر إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 209]
السنة الثالثة من ولاية عبيد الله بن السري على مصر وهي سنه تسع ومائتين- فيها قرب المأمون أهل الكلام وأمرهم بالمناظرة بحضرته وصار ينظر فيما يدل عليه العقل، وجالسه بشر بن غياث المريسي، وثمامة بن الأشرس وهؤلاء الجنوس. وفيها ولى المأمون علي بن صدقة إمرة أرمينية وأذربيجان وأمره بمحاربة بابك وأعانه بأحمد ابن الجنيد الإسكافي فقاتل بابك فأسره بابك، فولى المأمون عوضه إبراهيم بن الليث.
وفيها حج بالناس أمير مكة صالح بن العباس بن محمد بن علي العباسي. وفيها توفي بشر بن منصور الشيخ أبو محمد، كان أحد العبّاد الزهّاد المجتهدين، كان يتجنّب الناس ويتورّى «1» بالخلوة. وفيها توفي الحسن بن موسى أبو علي الأشيب الحنفي الخراساني، كان ولي القضاء بالموصل ثم حمص في أيام الرشيد، ثم ولي قضاء طبرستان للمأمون
وكان عالما عارفا. وفيها توفي سعيد بن سلم «1» بن قتيبة أبو محمد الباهلي البصري، كان ولي بعض أعمال خراسان ثم قدم بغداد وحدث بها، وكان عالماً بالحديث والعربية وغيرهما رحمه الله. وفيها توفي الحسن بن زياد اللؤلؤي الإمام، أحد العلماء الأعلام فقيه عصره أبو علي أحد أصحاب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه؛ وكان أصله من الكوفة ونزل بغداد. قال محمد بن شجاع الثلجي «2» : سمعت الحسن بن أبي «3» مالك يقول:
كان الحسن بن زياد إذا جاء إلى أبي يوسف أهمت أبا يوسف نفسه من كثرة سؤالاته. وقال أبن كاس النخعي «4» حدثنا أحمد بن عبد الحميد بن الحارث قال:
ما رأيت أحسن خلقاً من الحسن بن زياد ولا أقرب ولا أسهل جانباً مع توفر فهمه وعلمه وزهده وورعه، وكان يكسو مماليكه كما يكسو نفسه. وقال جعفر بن محمد بن عبيد الله الهمداني «5» : سمعت يحيى بن آدم يقول: ما رأيت أفقه من الحسن بن زياد انتهى.
وكان ديناً قوالاً بالحق، وقصته مع الرشيد في أمر يحيى العلوي ومحمد بن الحسن مشهورة. وكانت وفاته في هذه السنة، في قول، وقيل: في سنة أربع وهو الأصح رحمه الله. وفيها توفي سعيد بن وهب أبو عثمان «6» البصري مولى بني سامة بن لؤىّ كان شاعرا مجيدا أكثر شعره في الغزل والمجون وكان مقدماً عند البرامكة، ومن شعره فى سوداء: