الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واسمه عامر بن عمارة المري أحد فرسان العرب. وكان سبب الفتنة أموراً: منها أن أحد غلمان الرشيد بسجستان قتل أخاً لأبي الهيذام، فرثى أبو الهيذام أخاه وجمع جمعاً وخرج إلى الشام، فاحتال عليه الرشيد بأخ له وأرغبه «1» حتى قبض عليه وكتفه، وأتى به إلى الرشيد فمن عليه وأطلقه؛ وقيل: إن أول ما هاجت الفتنة بالشام، أن رجلاً من القين خرج بطعام له يطحنه في الرحى بالبلقاء فمر بحائط رجل من لخم أو جذام وفيه بطيخ فتناول منه، فشتمه صاحبه وتضاربا، وسار القينىّ، فجمع صاحب البطيخ قوماً ليضربوه إذا عاد من اليمن، فلما عاد ضربوه، فقتل رجل من اليمانية فطلبوا بدمه واجتمعوا لذلك، فخاف الناس أن يتفاقم ذلك؛ فاجتمع الناس ليصلحوا بينهم فأتوا بني القين فكلموهم فأجابوهم، فأتوا اليمانية فقالوا: انصرفوا عنا حتى ننظر في أمرنا؛ ثم ساروا وبيتوا للقين فقتلوا منهم ستمائة وقيل ثلثمائة، فاستنجدت القين قضاعة وسليحاً «2» فلم ينجدوهم، فاسنجدت قيسا فأجابوهم، وساروا معهم فقتلوا من اليمانية ثمانمائة؛ وكثر القتال بينهم والتقوا غير مرة نحو سنتين ثم آصطلحوا ثم تقاتلوا؛ وتعصب لكل طائفة آخرون ودام ذلك إلى يومنا هذا بسائر بلاد الشام «3» .
***
[ما وقع من الحوادث سنة 171]
السنة الأولى من ولاية موسى بن عيسى الأولى على مصر وهي سنة إحدى وسبعين ومائة- فيها أخرج الرشيد من كان ببغداد من العلويين إلى المدينة.
وفيها في شهر رمضان حجت الخيزران أم الرشيد وكان أمير الموسم عبد الصمد بن علي العباسي، وأقامت بمكة شهراً وتصدقت بأموال كثيرة. وفيها توفي اسماعيل بن
محمد بن زيد «1» بن ربيعة، أبو هاشم ويلقب بالسيد الحميري؛ كان شاعراً مجيداً وله ديوان شعر. وفيها توفي عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب أبو الوليد التيمي «2» المدني، كان راوية العرب وافر الأدب عالماً بالنسب، أعطاه الخليفة موسى الهادي مرة ثلاثين ألف دينار. وفيها توفي المفضل «3» بن محمد بن يعلى الضبي، كان أحد الأئمة الفضلاء الثقات، وكان علامة في النسب وأيام العرب. قال جحظة: اجتمعنا عند الرشيد فقال للمفضل: أخبرني بأحسن ما قالت العرب في الذئب ولك هذا الخاتم وشراؤه ألف وستمائة دينار، فقال: أحسن ما قيل فيه:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي
…
بأخرى المنايا فهو يقظان نائم
فقال الرشيد: ما ألقى الله هذا على لسانك إلا لذهاب الخاتم ورمى به إليه؛ فبلغ زبيدة فبعثت إلى المفضل بألف وستمائة دينار وأخذت الخاتم منه وبعثت به إلى الرشيد، وقالت: كنت أراك تعجب به؛ فألقاه إلى المفضل ثانياً وقال له: خذه وخذ الدنانير ما كنت لأهب شيئاً وأرجع فيه.
الذين ذكر الذهبي وفاتهم على اختلاف في وفاتهم، قال: وفيها توفي إبراهيم بن سويد المدنىّ «4» ، وحبّان «5» بن علي بخلف، وحديج بن معاوية فيها أو بعدها، وأبو المنذر سلام القارئ، وعبد الله بن عمر العمري المديني، وعبد الرحمن بن الغسيل وله مائة