الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يتكلم أحد من أهل مصر لأجله كلمة واحدة؛ وكان قتله لسبع خلون من شوال سنة ثمان وستين ومائة؛ فكانت ولايته على مصر عشرة أشهر، وولي بعده عسامة بن عمرو، وكان موسى استخلفه بعد خروجه للقتال. وكان موسى هذا من شر ملوك مصر، كان ظالماً غاشماً، سمعه الليث بن سعد يقرأ في خطبته:(إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها) فقال الليث: اللهم لاتقه منها.
ومن غريب الاتفاق: أن موسى بن كعب أمير مصر المقدم ذكره في موضعه لما عزله أبو جعفر المنصور عن إمرة مصر بمحمد بن الأشعث كتب إليه: إني قد عزلتك لا لسخط ولكن بلغني أن غلاما يقتل بمصر من أمرائها يقال له موسى فكرهت أن تكونه، فأخذ موسى كلام المنصور لغرض. وبقي أهل مصر يتذاكرون ذلك إلى أن قتل موسى هذا بعد ذلك بسبع وعشرين سنة.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 168]
السنة التي حكم فيها موسى بن مصعب على مصر وهي سنة ثمان وستين ومائة- فيها جهز المهدي سعيداً الحرشي لغزو طبرستان في أربعين ألفا. وفيها حج بالناس علي بن المهدي. وفيها نقضت الروم الصلح بعد «1» فراغه بثلاثة أشهر، فتوجّه إليهم يزيد بن بدر بن أبي محمد البطال في سرية فغنموا وظفروا. وفيها مات عمر «2»
الكلواذاني عريف الزنادقة وتولى بعده حمدويه الميساني. وفيها توفي الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد الهاشمي المدني، وأمه أم ولد كان عابداً ثقة، ولي المدينة لأبي جعفر المنصور خمس سنين، ثم غضب عليه أبو جعفر وعزله واستصفى أمواله وحبسه، فلم يزل محبوسا حتى مات المنصور فأخرجه المهدي ورد عليه كل شيء كان أخذ له؛ ولم يزل عند المهدي مقرباً إلى أن مات في هذه السنة.
وفيها توفي حماد بن سلمة أبو سلمة البصري مولى بني تميم، كان من أهل البصرة وهو ابن أخت حميد الطويل، كان ثقة عالماً زاهداً صالحاً كبير الشأن.
الذين ذكر وفاتهم الذهبي على اختلاف في وفاتهم، قال: وتوفى أبو أميّة [أيوب] ابن خوط «1» البصري، وجعفر الأحمر بخلف، وأبو الغصن «2» ثابت بن قيس المدني، والأمير الحسن بن زيد بن السيد الحسن سبط النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت وهو الذي ذكرناه في هذه السنة. قال: وتوفي خارجة بن مصعب السرخسي «3» ، وسعيد بن بشير بدمشق وقيل سنة تسع، وأبو مهدي سعيد بن سنان الحمصي، وطعمة بن عمرو الجعفري الكوفي، وعبيد الله بن الحسن العنبرىّ قاضي البصرة، وغوث بن سليمان بمصر، ومحمد بن صالح التمار، وأبو حمزة السكري في قول، ومفضل بن مهلهل «4» في قول، ونافع بن يزيد الكلاعي بمصر ويحيى بن أيوب المصري وقيل سنة ثلاث.