الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الواعظ، ومحمد بن أبي عبيدة بن معن، وموسى الكاظم بن جعفر، وموسى بن عيسى الكوفىّ القارئ، والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني، ونوح بن قيس البصري، وهشيم بن بشير، ويحيى بن حمزة قاضي دمشق، ويحيى بن [زكرياء «1» بن] أبي زائدة في قول، ويوسف بن [يعقوب بن عبد الله بن أبي سلمة «2» بن] الماجشون، قاله الواقدىّ، ويونس بن حبيب صاحب العربية.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان وثمانية عشر إصبعا، مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعا وثلاثة وعشرون إصبعا.
ذكر ولاية الليث بن الفضل على مصر
هو الليث بن الفضل الأبيوردي أمير مصر، أصله من أبيورد «3» ، ولاه الرشيد على إمرة مصر على الصلاة والخراج معاً في شهر رمضان في سنة ثلاث وثمانين ومائة بعد عزل إسماعيل بن عيسى؛ وقدم إلى مصر لخمس خلون من شوال من السنة المذكورة، وسكن المعسكر، وجعل أخاه علي بن الفضل على الشرطة، ومهد أمور مصر واستوفى الخراج، ودام على ذلك إلى أن خرج من مصر وتوجه إلى الخليفة هارون الرشيد في سابع شهر رمضان سنة أربع وثمانين ومائة بالهدايا والتحف، واستخلف أخاه علي بن الفضل على صلاة مصر، فوفد على الرشيد وأقام عنده مدة ثم عاد إلى مصر على عمله في آخر السنة، واستمر على إمرة مصر إلى أن خرج منها ثانياً إلى الرشيد في اليوم الحادي «4» والعشرين من رمضان سنة خمس وثمانين ومائة.
واستخلف على صلاة مصر هشام «1» بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج، فتوجه إلى الرشيد لأمر اقتضى ذلك، ثم عاد إلى مصر في رابع عشر المحرم سنة ست وثمانين ومائة، وكان هذا دأبه كلما غلق «2» خراج سنة ونجز حسابها وفرق أرزاق الجند، أخذ ما بقي وتوجه به إلى الرشيد ومعه حساب السنة. ودام على ذلك إلى أن خرج عليه أهل الحوف بشرقي مصر وساروا إلى الفسطاط، فخرج إليهم الليث هذا في أربعة آلاف من جند مصر، وكان ذلك في الثامن والعشرين «3» من شعبان من سنة ست وثمانين ومائة المذكورة؛ واستخلف على مصر عبد الرحمن بن موسى بن علي بن رباح على الصلاة والخراج، فواقع أهل الحوف فانهزم عنه الجند وبقي هو في نحو المائتين من أصحابه، فحمل بهم على أهل الحوف حملة هزمهم فيها، فتولوا وتبع أقفيتهم فقتل منهم خلقاً كثيراً، وبعث إلى مصر بثمانين رأساً. ثم قدم إلى مصر فلم ينتج أمره بعد ذلك من خوف أهل الحوف منه، فخافوه ومنعوا الخراج فلم يجد الليث بداً من خروجه إلى الرشيد، فتوجه إليه وعرفه الحال وشكا له من منع الخراج وسأله أن يبعث معه جيشاً إلى مصر فإنه لا يقدر على استخراج الخراج من أهل الحوف إلا بجيش؛ فلم يسمح له الرشيد بذلك؛ وأرسل محفوظاً «4» إلى مصر، فقدم إليها محفوظ المذكور وضم خراجها من غير سوط ولا عصا، فولاه الرشيد عوضه على خراج مصر، ثم عزل الليث عن إمرة مصر بأحمد بن إسماعيل في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين ومائة، فكانت ولاية الليث على مصر أربع سنين وسبعة أشهر، وتوجه إلى الرشيد، وكان ممن حضر الإيقاع بالبرامكة في سنة سبع وثمانين ومائة المذكورة.
ولنذكر أمر البرامكة هنا وإن كان ذلك غير ما نحن بصدده غير أنه في الجملة خبر يشتاقه الشخص فنقول على سبيل الاختصار من عدة أقاويل:
كان من جملة أسباب القبض على جعفر أن الرشيد كان لا يصبر عن جعفر وعن أخته عباسة بنت المهدي، فقال لجعفر: أزوجها لك ليحل لك النظر إليها ولا تقربها؛ فقال: نعم، فزوجها منه، وكانا يحضران معه ويقوم الرشيد عنهما، فجامعها جعفر فحملت منه وولدت غلاماً، فخافت الرشيد فسيرت الولد مع حواضن إلى مكة ثم وقع بين العباسة وبعض جواريها [شر «1» ] ، فأنهت الجارية أمرها إلى الرشيد، وقيل: الذي أنهته زبيدة لبغضها لجعفر.
وقيل في قتله سبب آخر وهو أن الرشيد دفع إليه عدوه يحيى بن عبد الله العلوي فحبسه جعفر ثم دعا به وسأله عن أمره فقال له: اتق الله في أمري، فرق له جعفر وأطلقه ووجه معه من أوصله الى بلاده؛ فنم على جعفر الفضل بن الربيع إلى الرشيد وأعلمه القصة من عين كانت للفضل على جعفر، فطلب الرشيد جعفراً على الطعام وصار يلقمه ويحدثه عن يحيى بن عبد الله، وجعفر يقول: هو بحاله في الحبس؛ فقال: بحياتي، ففطن جعفر وقال: لا وحياتك، وقص عليه أمره، فقال الرشيد: نعم ما فعلت! ما عدوت ما في نفسي! فلما قام عنه قال: قتلني الله إن لم أقتلك. وقيل غير ذلك، وهو أن جعفراً ابتنى داراً غرم عليها عشرين ألف ألف درهم؛ فقيل للرشيد: هذه غرامته على دار فما ظنك بنفقاته! وقيل: إن يحيى بن خالد لما حج تعلق بأستار الكعبة وقال: اللهم إن كان رضاك أن تسلبني نعمك فاسلبني، اللهم إن كان رضاك أن تسلبني مالي وأهلي وولدي فاسلبني إلا