الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
***
[ما وقع من الحوادث سنة 236]
السنة التى حكم فيها إسحاق بن يحيى على مصر وهى سنة ست وثلاثين ومائتين- فيها حجّ بالناس المنتصر محمد بن الخليفة المتوكّل على الله. وحجّت أيضا أمّ المتوكّل، وشيّعها المتوكّل الى أن استقلّت بالمسير ثم رجع. وأنفقت أمّ المتوكّل أموالا جزيلة فى هذه الحجّة، واسمها شجاع. وفيها كان ما حكيناه من هدم قبر الحسين وقبور العلويّين وجعلت مزارع، كما تقدّم ذكره. وفيها أشخص المتوكل القضاة من البلدان لبيعة ولاة العهد أولاده: المنتصر بالله محمد، ومن بعده المعتزّ بالله محمد، وقيل الزبير، ومن بعده المؤيد بالله إبراهيم؛ وبعث خواصّه الى الأمصار ليأخذوا البيعة بذلك. وفيها وثب أهل دمشق على نائب دمشق سالم بن حامد، فقتلوه يوم الجمعة على باب الخضراء. وكان من العرب «1» ، فلمّا ولّى أذلّ قوما بدمشق من السّكون والسّكاسك لهم وجاهة ومنعة، فثاروا به وقتلوه. فندب المتوكّل لإمرة دمشق أفريدون التركىّ وسيّره إليها، وكان شجاعا فاتكا ظالما؛ فقدم فى سبعة آلاف فارس، وأباح له المتوكّل القتل بدمشق والنهب ثلاث ساعات. فنزل أفريدون بيت لهيا «2» ، وأراد أن يصبّح البلد؛ فلما أصبح نظر الى البلد، وطلب الركوب فقدّمت له بغلة فضربته بالزوج فقتلته، فدفن مكانه، وقبره ببيت لهيا، وردّ الجيش الذين كانوا معه خائفين.
وبلغ المتوكّل، فصلحت نيّته لأهل دمشق. وفيها توفى إسماعيل بن إبراهيم بن بسّام «3»
الحافظ أبو إبراهيم التّرجمانى «1» كان إماما عالما محدّثا صاحب سنة وجماعة، كتب عنه الإمام أحمد بن حنبل أحاديث، وروى عنه محمد بن سعد وغيره، ووثّقه غير واحد. وفيها توفى الحسن بن سهل الوزير أبو محمد أخو ذى الرياستين الفضل بن سهل. كانا من بيت رياسة فى المجوس، فأسلما مع أبيهما فى خلافة الرشيد هارون واتصلوا بالبرامكة، فانضم سهل ليحيى بن خالد البرمكىّ، فضمّ يحيى الأخوين الى ولديه:
فضمّ الفضل بن سهل الى جعفر، والحسن بن سهل هذا الى الفضل بن يحيى؛ فضمّ جعفر الفضل بن سهل الى المأمون وهو ولىّ عهد، فكان من أمره ما كان. ولمّا مات الفضل ولى الحسن هذا مكانه وزيرا؛ ثم لم تزل رتبته فى ارتفاع، الى أن تزوّج المأمون بابنته بوران بنت الحسن بن سهل، وقد تقدّم ذلك كلّه فى محلّه. ولم يزل الحسن بن سهل وافر الحرمة إلى أن مات بسرخس «2» فى ذى القعدة من شرب دواء أفرط به فى إسهاله، وخلّف عليه ديونا لكثرة إنعامه. وفيها توفى عبد السلام بن صالح ابن سليمان بن أيوب أبو الصّلت الهروىّ الحافظ الرحّال، رحل فى طلب العلم إلى البلاد، وأخذ الحديث عن جماعة، وروى عنه غير واحد. قيل: إنه كان فيه تشيّع.
وفيها توفى منصور ابن الخليفة المهدىّ محمد ابن الخليفة أبى جعفر المنصور بن محمد ابن علىّ بن عبد الله بن العباس الهاشمىّ العباسىّ، الأمير عمّ الرشيد هارون. وكان منصور هذا ولى إمرة دمشق للأمين بن الرشيد، وتولّى أيضا عدّة أعمال جليلة.
وكانت لديه فضيلة. وكانت وفاته فى المحرّم من السنة. وفيها توفى نصر بن زياد ابن نهيك الإمام أبو محمد النّيسابورىّ الفقيه الحنفىّ، سمع الحديث وتفقّه على محمد ابن الحسن، وولى قضاء نيسابور مدّة وحمدت سيرته. وكان نزيها عفيفا. رحمه الله.