الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبيدة بن الوليد بن عبد الملك. وقيل: إنّ إبراهيم المخلوع قتل معهم، وقيل إنّ أسديفا هو الّذي أنشد هذا الشعر للسفّاح وأنه الّذي قتلهم. ثم قتل سليمان بن علي بن عبد الله بن العبّاس بالبصرة جماعة من بني أمية فأمر بأشلائهم في الطرق فأكلتهم الكلاب، وقيل إنّ عبد الله بن علي أمر بنبش قبور الخلفاء من بني أمية فلم يجدوا في القبور إلّا شبه الرماد وخيطا في قبر معاوية وجمجمة في قبر عبد الملك. وربّما وجد فيها بعض الأعضاء الا هشام بن عبد الملك فإنه وجد كما هو لم يبل، فضربه بالسوط ثم صلبه وحرقة وذرّاه في الريح، والله أعلم بصحّة ذلك. ثم تتبعوا بني أمية بالقتل فلم يفلت منهم إلا الرضعاء أو من هرب إلى الأندلس مثل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام وغيره ممن تبعه من قرابته كما يذكر في أخبارهم.
بقية الصوائف في الدولة الاموية
قد انتهينا بالصوائف إلى آخر أيام عمر بن عبد العزيز وفي سنة اثنتين ومائة أيام اليزيد غزا عمر بن هبيرة الروم من ناحية أرمينية وهو على الجزيرة قبل أن يلي العراق، فهزمهم وأسر منهم خلقا وقتل منهم سبعمائة أسير. وغزا العبّاس بن الوليد الروم أيضا ففتحها لسنة. ثم غزا سنة ثلاث بعدها فافتتح مدينة رسلة. ثم غزا الجرّاح الحكميّ أيام هشام سنة خمس فبلغ وراء بلنجر وغنم، وغزا في هذه السنة سعيد بن عبد الملك أرض الروم وبعث ألف مقاتل في سرية فهلكوا جميعا. وغزا فيها مروان بن محمد بالصائفة اليمنى، ففتح مدينة قريبة من أرض الزوكخ. ثم غزا سعيد بن عبد الملك بالصائفة أيام هشام سنة ست. ثم غزا مسلمة بن عبد الملك الروم من الجزيرة وهو وال عليها ففتح قيساريّة. وغزا إبراهيم بن هشام ففتح حصنا [1] . وغزا معاوية بن هشام في البحر قبرس، وغزا سنة تسع ففتح حصنا آخر يقال له طبسة [2] . وغزا سنة عشر بالصائفة عبد الله بن عقبة الفهريّ، وكان على جيش البحر عبد الرحمن بن معاوية بن خديج. وغزا بالصائفة اليسرى سنة إحدى عشرة معاوية بن هشام وبالصائفة اليمنى سعيد بن هشام وفي البحر عبد الله بن أبي مريم. وافتتح معاوية في
[1] فتح حصنا من حصون الروم.
[2]
طيبة: ابن الأثير ج 5 ص 145.
صائفة ثلاث عشرة مدينة خرشفة [1] . وغزا سنة ثلاث عشرة عبد الله البطّال، فانهزم فثبت عبد الوهّاب من أصحابه فقتل. ودخل معاوية بن هشام أرض الروم من ناحية مرعش. ثم غزا سنة أربع عشرة بالصائفة اليسرى وأصحاب ربض أفرق [2] .
والتقى عبد الله البطّال مع قسطنطين، فهزمه البطّال وأسره. وغزا سليمان بن هشام بالصائفة اليسرى [3] فبلغ قيساريّة، وهزم مسلمة بن عبد الملك خاقان وباب الباب [4] . وغزا معاوية بن هشام بالصائفة سنة خمس عشرة وغزا سفيان بن هشام بالصائفة اليسرى سنة سبع عشرة. وسليمان بن هشام بالصائفة اليمنى من ناحية الجزيرة، وفرّق السرايا في أرض الروم وبعث فيها مروان بن محمد من أرمينية [5] فافتتحوا من أرض اللان آهلها أخذها قومانساه صلحا، وغزا معاوية وسليمان أيضا أرض الروم سنة ثماني عشرة. وغزا فيها مروان بن محمد من أرمينية ودخل أرض وارقيس [6] ، فهرب وارقيس إلى الحرور [7] ونازل حصنه فحاصره. وقتل وارقيس بعض من اجتاز به وبعث برأسه إلى مروان ونزل أهل الحصن على حكمه فقتل وسبى. وغزا سنة تسع عشرة مروان بن محمد من أرمينية ومرّ ببلاد اللّان إلى بلاد الخزر على بلنجر وسمندر وانتهى إلى خاقان فهرب خاقان منه. وغزا سليمان بن هشام سنة عشرين بالصائفة فافتتح سندرة وغزا إسحاق بن مسلم العقيلي قومانساه [8] وافتتح قلاعه وخرب أرضه.
وغزا مروان من أرمينية سنة إحدى وعشرين وأفنى [9] قلعة بيت السرير فقتل وسبى، ثم قلعة أخرى كذلك ودخل عزسك [10] وهو حصن الملك فهرب منه الملك ودخل
[1] خرشنة: ابن الأثير ج 5 ص 171
[2]
العبارة غير واضحة وفي الكامل لابن الأثير ج 5 ص 179: «وفي هذه السنة (أي سنة اربع عشرة ومائة) غزا معاوية بن هشام بالصائفة اليسرى فأصاب ربض أقرف.»
[3]
بالصائفة اليمنى «المرجع السابق» .
[4]
هزم خاقان وأحكم ما هناك وبنى الباب: ابن الأثير ج 179
[5]
بياض بالأصل وفي الكامل لابن الأثير ج 5 ص 186: «وفيها بعث مروان بن محمد وهو على أرمينية، بعثين وافتتح أحدهما حصونا ثلاثة من اللّان، ونزل الآخر على تومان شاه فنزل أهلها على الصلح.»
[6]
أرض ورنيس: ابن الأثير ج 5 ص 198
[7]
الخزر: ابن الأثير ج 5 ص 198
[8]
وغزا إسحاق بن سلم العقيلي تومان شاه: ابن الأثير ج 5 ص 228
[9]
لعلها أتى قلعة بيت السرير
[10]
غوميك: ابن الأثير ج 5 ص 240
حصنا له يسمى جرج [1] فيه سرير الذهب فنازله مروان حتى صالحه على ألف فارس كل سنة ومائة ألف مدني [2] ثم دخل أرض أرزق ونصران [3] فصالحه ملكها. ثم أرض تومان كذلك. ثم أرض حمدين [4] فأخرب بلاده وحصر حصنا له شهرا حتى صالحه ثم أرض مسداد [5] ففتحها على صلح ثم نزل كيلان [6] فصالحه أهل طبرستان وكيلان [7] وكل هذه الولايات على شاطئ البحر من أرمينية إلى طبرستان. وغزا مسلمة بن هشام الروم في هذه السنة فافتتح بها مطامير وفي سنة اثنتين وعشرين بعدها قتل البطّال واسمه عبد الله بن الحسين الأنطاكي وكان كثير الغزو في بلاد الروم والإغارة عليهم. وقدّمه مسلمة على عشرة آلاف فارس فكان يغزو بلاد الروم إلى أن قتل هذه السنة. وفي سنة أربعة وعشرين غزا سليمان بن هشام بالصائفة على عهد أبيه فلقي أليون ملك الروم فهزمه وغنم. وفي سنة خمسة وعشرين خرجت الروم إلى حصن زنطره [8] وكان افتتحه حبيب بن مسلمة الفهري وخزينة [9] الروم وبني بناء غير محكم فأخربوه ثانية أيام مروان. ثم بناه الرشيد وطرقه الروم أيام المأمون فشعبوه فأمر ببنائه وتحصينه ثم طرقوه أيام المعتصم وخبره معروف. وفي هذه السنة غزا الوليد بن يزيد بالصائفة أخاه العمر وبعث الأسود بن بلال المحاربي [10] بالجيش في البحر إلى قبرس ليجير أهلها بين الشام والروم فافترقوا فريقين، وغزا أيام مروان سنة ثلاثين بالصائفة الوليد بن هشام ونزل العمق وبنى حصن مرعش
[1] خيزج: ابن الأثير ج 5 ص 240
[2]
مدي: ابن الأثير ج 5 ص 240
[3]
أزر وبطران: ابن الأثير ج 5 ص 240
[4]
حمزين: ابن الأثير ج 5 ص 240
[5]
مداز: ابن الأثير ج 5 ص 240
[6]
كيران: ابن الأثير ج 5 ص 240
[7]
فصالحه أهل طبرستان وفيلان: المرجع السابق
[8]
زبطرة: ابن الأثير ج 5 ص 274
[9]
حسب مقتضى السياق: واضربته الروم
[10]
اغزى الوليد أخاه الغمر بن يزيد وأمّر على جيوش البحر الأسود بن بلال المحاذيّ: ابن الأثير ج 5 ص 274.