الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثوّار بالنواحى
[1]
كان المثنّى بن يزيد بن عمر بن هبيرة قد ولّاه أبو عليّ اليمامة، فلما قتل يزيد أبوه امتنع هو باليمامة فبعث إليه زياد بن عبيد المدن [2] بالعساكر من المدينة مع إبراهيم بن حبّان [3] السلميّ فقتله وقتل أصحابه وذلك سنة ثلاث وثلاثين (وفيها) خرج شريك بن شيخ اسحارا على أبي مسلم ونقض أفعاله واجتمع إليه أكثر من ثلاثين ألفا فبعث إليه أبو مسلم زياد بن صالح الخزاعيّ فقاتله وقتله. (وفيها) توجه أبو داود وخالد بن إبراهيم إلى الختّل فتحصن ملكهم ابن السبيل [4] منهما ومنعه الدهاقين فحاصره أبو داود حتى جهد الحصار فخرج من حصنه مع الدهاقين ولحق بفرغانة ثم سار منها إلى بلد الصين وأخذ أبو داود من ظفر به في الحصن فبعث بهم إلى أبي مسلم (وفيها) الفتنة بين إخشيد فرغانة وملك الشاش، واستمدّ الإخشيد ملك الصين فأمدّه بمائة ألف مقاتل وحصروا ملك الشاش حتى نزلوا على حكم ملك الصين، فلم يعرض له ولا لقومه بسوء. وبعث أبو مسلم زياد بن صالح لاعتراضهم فلقيهم على نهر الطراز فظفر بهم وقتل منهم نحوا من خمسين ألفا وأسر نحوا من عشرين ألفا ولحق بهم بالصين، وذلك في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين. ثم انتقض بسّام بن إبراهيم ابن بسّام من فرسان أهل خراسان وسار من عسكر السفّاح وجماعة على رأيه سرّا إلى المدائن، فبعث السفّاح في أثرهم خازم بن خزيمة فقاتلهم وقتل أكثرهم واستباحهم، وبلغ ماه. وانصرف، فمرّ بذات المطامير، وبها أخوال السفّاح من بني عبد المدان في نحو سبعين من قرابتهم ومواليهم. وقيل له إنّ المغيرة من أصحاب بسّام عندهم فسألهم عنه فقالوا مرّ بنا مجتازا فهدّدهم إن لا يأخذه فأغلظوا له في القول فقتلهم أجمعين، ونهب أموالهم وهدم دورهم، وغضبت اليمانية لذلك ودخل بهم زياد بن عبيد الله الحرثي على السفّاح وشكوا إليه ما فعل بهم فهمّ بقتله وبلغ ذلك موسى بن كعب وأبا الجهم بن عطيّة فدخلا على السفّاح وذكراه سابقة الشيعة وطاعتهم وأنهم آثروكم على الأقارب والأولاد وقتلوا من خالفكم، فإن كان لا بدّ من
[1] المراد بالثوار الخارجون عن الطاعة المحاربون للخليفة «من خط الشيخ العطار أهـ.»
[2]
زياد بن عبد الله بن عبد المدان: ابن الأثير ج 5 ص 448.
[3]
إبراهيم بن حسّان: المرجع السابق.
[4]
ابن الشّبل. الكامل في التاريخ لابن الأثير.
قتله فابعثه لوجه من الوجوه، فإن قتل فهو الّذي تريد وإن ظفر فلك، بعثه إلى الخوارج الذين بجزيرة ابن كاوان من عمان مع شيبان بن عبد العزيز اليشكري، فبعث معه سبعمائة رجل فحملهم سليمان بن عليّ من البصرة في السفن وقد انضمّ إليه من أهله وعشيرته ومواليه وعدّة من بني تميم من البصرة، فلما أرسوا بجزيرة ابن كاوان قدّم خازم فضلة بن نعيم المنشلي [1] في خمسمائة إلى شيبان فانهزم هو وأصحابه وكانوا صفريّة، وركبوا إلى عمان فقاتلهم الجلندي في الإباضيّة، فقتل شيبان ومن معه كما مرّ، وشيبان هذا غير شيبان بن سلمة الّذي قتل بخراسان فربما يشتبهان. ثم ركب خازم البحر إلى ساحل عمان فنزل وقاتل الجلندي أياما أمر خازم أصحابه في آخرها أن يجعلوا على أطراف أسنّتهم المشاقة ويدوّروها [2] بالنفط ويشعلوها بالنيران ويرموها في بيوت القوم، وكانت من خشب فلما اضطرمت فيها النار شغلوا بأهليهم وأولادهم عن القتل، فحمل عليهم خازم وأصحابه فاستلحموهم وقتل الجلندي وعشرة آلاف، فبعث خازم برءوسهم إلى البصرة فبعثها سليمان إلى السفّاح فندم أهـ، ثم غزا خالد بن إبراهيم أهل كشّ فقتل الاخريد [3] ملكها وهو مطيع واستباحهم وأخذ من الأواني الصينية المنقوشة المذهّبة، ومن الديباج والسروج ومتاع الصين وظرفه ما لم ير مثله، وحمله إلى أبي مسلم بسمرقند. وقتل عدّة من دهاقين كشّ وملك طازان [4] أخا الأخريد على كش، ورجع أبو مسلم إلى مرو بعد أن فتك في الصغد وبخارى وأمر ببناء سور سمرقند. واستخلف زياد بن صالح على بخارى وسمرقند ورجع أبو داود إلى بلخ. ثم بلغ السفّاح انتقاض منصور ابن جمهور بالسّند فبعث صاحب شرطته موسى بن كعب واستخلف مكانه على الشرطة المسيّب بن زهير. وسار موسى لقتال ابن جمهور فلقيه بتخوم الهند وهو في نحو اثني عشر ألفا فانهزم ومات عطشا في الرمال ورحل عامله على السّند بعياله وثقلته فدخل بهم بلاد الخزر. ثم انتقض سنة خمس وثلاثين زياد بن صالح وراء النهر. فسار أبو مسلم إليه من مرو وبعث أبو داود خالد بن إبراهيم نصر بن راشد إلى
[1] فضلة بن نعيم النّهشليّ: ابن الأثير ج 5 452.
[2]
ويرووها بالنفط: ابن الأثير ج 5 ص 452.
[3]
وفي نسخة ثانية الإخشيد.
[4]
طاران: ابن الأثير ج 5 ص 453.