الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضلا. ثم كبح بعضهم بغلة قثم فامتنعت مضر وقطعوا الّذي كبحها فتشاجر الحيّان وتعصبت لليمن ربيعة والخراسانية للدولة وأصبحوا أربع فرق، وقال قثم للمنصور: اضرب كل واحدة بالأخرى وسيّر لابنك المهدي فلل أنير له [1] بجنده فيتناظرون أهل مدينتك فقبل رأيه وأمر صالحا صاحب المصلى ببناء الرّصافة للمهدي.
مقتل معن بن زائدة
كان المنصور قد ولّى على سجستان معن بن زائدة الشيبانيّ وأرسل إلى رتبيل في الضريبة التي عليه فبعث بها عروضا زائدة الثمن فغضب معن وسار إلى الرّخّج على مقدمته يزيد [2] ابن أخيه يزيد ففتحها وسبى أهلها وقتلهم ومضى رتبيل إلى عزمه وانصرف معن إلى بست فشتى بها ونكر قوم من الخوارج سيرته فهجموا عليه وفتكوا به في بيته وقام يزيد بأمر سجستان وقتل قاتليه واشتدّت على أهل البلاد وطأته فتحيل بعضهم بأن كتب المنصور على لسانه كتابا يتضجر من كتب المهدي إليه ويسأله أن يعفى من معاملته، فأغضب ذلك المنصور وأقرأ المهدي كتابه وعزله وحبسه ثم شفع فيه شخص إلى مدينة السلام فلم يزل مجفوا حتى بعث إلى يوسف البرم بخراسان كما يذكر بعد.
العمال على النواحي أيام السفاح والمنصور
كان السفاح قد ولّى عند بيعته على الكوفة عمّه داود بن علي وجعل على حجابته عبد الله بن بسّام وعلى شرطته موسى بن كعب وعلى ديوان الخراج خالد بن برمك وبعث عمه عبد الله لقتال مروان مع أبي عون بن يزيد بن قحطبة تقدمة، وبعث يحيى ابن جعفر ابن تمام بن العبّاس إلى المدائن، وكان أحمد بن قحطبة تقدمة وبعث أبا اليقظان عثمان بن عروة بن عمّار بن ياسر إلى الأهواز مددا لبسام بن إبراهيم،
[1] المعنى غير واضح وفي الكامل لابن الأثير ج 5 ص 604: وقال قثم للمنصور: قد فرقت بين جندك وجعلتهم أحزابا كل حزب منهم يخاف ان يحدث عليك حدثا فتضربه بالحزب الآخر. وقد بقي عليك في التدبير بقية، وهي ان تعبر بابنك فتنزله في ذلك الجانب وتحول معه قطعة من جيشك فيصير ذلك بلدا وهذا بلدا. فان فسد عليك أولئك ضربتهم بهؤلاء
…
فقبل رأيه واستقام ملكه وبنى الرّصافة وتولى صالح المصلّى ذلك.»
[2]
مزيد ابن أخيه يزيد: ابن الأثير ج 5 ص 606.
ودفع ولاية خراسان إلى أبي مسلم، فولّى أبو مسلم عليها إيادا وخالد بن إبراهيم وبعث عمّه عبد الله في مقدمته لحرب مروان أخاه صالحا ومعه أبو عون بن يزيد، فلما ظفر وانصرف ترك أبا عون يزيد بمصر واستقل عبد الله بولاية الشام وولّى السفاح أخاه أبا جعفر على الجزيرة وأرمينية وأذربيجان فولّى على أرمينية يزيد بن أسد وعلى أذربيجان محمد بن صول ونزل الجزيرة. وكان أبو مسلم ولّى على فارس محمد بن الأشعث حين قتل أبا مسلمة الخلّال، فبعث السفّاح عليها عيسى فمنعه محمد بن الأشعث واستخلفه على الولاية فبعث عليها عمه إسماعيل. وولّى على الكوفة ابن أخيه موسى، وعلى البصرة سفيان بن معاوية المهلّبيّ وعلى السّند منصور بن جمهور ونقل عمه داود إلى ولاية الحجاز واليمن واليمامة. ثم ولّى على البصرة وأعمالها وكور دجلة والبحرين وعمان وتوفي داود بن عليّ سنة ثلاث وثلاثين، فولّى مكانه على اليمن محمد بن يزيد بن عبد الله بن عبد المدان وعلى مكة والمدينة والطائف واليمامة خاله زياد ابن عبد الله بن عبد المدان الحارثي وهو عمّ محمد بن يزيد. وفيها بعث محمد بن الأشعث إلى إفريقية ففتحها وفي سنة أربع وثلاثين بعث صاحب الشرطة موسى بن كعب لقتال منصور بن جمهور، وولّاه مكانه على السّند، فاستخلف مكانه على الشرطة المسيّب بن زهير. وتوفي عامل اليمن محمد بن يزيد، فولّى مكانه عليّ بن الربيع بن عبيد الله الحارثي. ولما استخلف المنصور وانتقض عبد الله بن علي وأبو مسلم ولّى على خراسان أبا داود خالد بن إبراهيم وعلى مصر صالح بن علي وعلى الشام عبد الله بن عليّ. ثم هلك خالد ابن إبراهيم سنة أربعين فولّى مكانه عبد الجبّار ابن عبد الرّحمن فانتقض لسنة من ولايته، فبعث المنصور ابنه المهدي على خراسان وفي مقدمته خازم بن خزيمة فظفر بعبد الجبّار. وتوفي سليمان عامل البصرة سنة أربعين فولّى مكانه سفيان بن معاوية، ومات موسى بن كعب بالسّند وولّى مكانه ابنه عيينة فانتقض، فبعث المنصور مكانه عمر بن حفص بن أبي صفرة وولّى مصر في هذه السنة حميد بن قحطبة. وولّى على الجزيرة والثغور والعواصم أخاه العبّاس ابن محمد وكان بها يزيد بن أسيد وعزل عمه إسماعيل عن الموصل، وولّى مكانه مالك ابن الهيثم الخزاعيّ. وفي سنة ست وأربعين عزل الهيثم بن معاوية وولّى على مكة والطائف مكانه السريّ بن عبد الله بن الحرث بن العبّاس نقله إليها من اليمامة، وولّى مكانه من اليمن قثم بن العبّاس بن عبد الله بن العبّاس، وعزل حميد بن
قحطبة عن مصر وولّى مكانه نوفل بن الفرات، ثم عزله وولّى مكانه يزيد بن حاتم ابن قبيصة بن المهلّب بن أبي صفرة. وولى على المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القسريّ ثم اتهمه في أمر ابن أبي الحسن فعزله، وولّى مكانه رباح بن عثمان المزنيّ ولما قتله أصحاب محمد المهدي ولّى مكانه عبد الله بن الربيع الحارثيّ. ولما قتل إبراهيم أخو المهدي سنة خمس وأربعين ولّى المنصور على البصرة سالم بن قتيبة الباهليّ، وولّى على الموصل ابنه جعفرا مكان مالك بن الهيثم وبعث معه حرب بن عبد الله من أكابر قوّاده. ثم عزل سالم بن قتيبة عن البصرة سنة ست وأربعين، وولّى مكانه محمد بن سليمان، وعزل عبد الله بن الربيع عن المدينة، وولّى مكانه جعفر بن سليمان، وعزل السريّ بن عبد الله عن مكة وولّى مكانه عمه عبد الصمد بن عليّ.
وولى سنة سبع وأربعين على الكوفة محمد بن سليمان مكان عيسى بن موسى لما سخطه بسبب العهد. وولّى مكان محمد بن سليمان على البصرة محمد بن السفّاح فاستعفاه ورجع إلى بغداد فمات، واستخلف بها عقبة بن سالم فأقرّه. وولّى على المدينة جعفر بن سليمان، وولّى سنة ثمان وأربعين على الموصل خالد بن برمك لإفساد الأكراد في نواحيها، وعزل سنة تسع وأربعين عمه عبد الصمد عن مكة، وولّى مكانه محمد بن إبراهيم. وفي سنة خمسين عزل جعفر بن سليمان عن المدينة، وولّى مكانه الحسن بن زيد بن الحسن. وفي سنة إحدى وخمسين عزل عمر بن حفص عن السّند وولّى مكانه هشام بن عمر والثعلبيّ، وولّى عمر بن حفص على إفريقية.
ثم بعث يزيد بن حاتم من مصر مددا له، وولّى مكانه بمصر محمد بن سعيد. وفي هذه السنة قتل معن بن زائدة بسجستان كما تقدّم فقام بأمره يزيد ابن أخيه يزيد، فأقرّه المنصور ثم عزله وفي هذه السنة سار عقبة بن سالم من البصرة واستخلف نافع ابن عقبة فغزا البحرين وقتل ابن حكيم العدويّ واستقصره المنصور بإطلاق أسراهم فعزله وولّى جابر بن مومة الكلابيّ، ثم عزله وولّى مكانه عبد الملك بن طيبان النهيري. ثم عزله وولّى الهيثم بن معاوية العكّيّ. وفيها ولّى على مكة والطائف محمد بن إبراهيم الإمام، ثم عزله وولّى مكانه إبراهيم ابن أخيه يحيى بن محمد، وولّى على الموصل إسماعيل بن خالد بن عبد الله القسريّ. ومات أسيد بن عبد الله أمير خراسان فولّى مكانه حميد بن قحطبة وفي سنة ثلاث وخمسين توفي عبيد الله بن بنت أبي ليلى قاضي الكوفة فاستقضى شريك بن عبد الله النخعيّ وكان على اليمن
يزيد بن منصور وفي سنة خمس وأربعين بل أربع وخمسين عزل عن الجزيرة أخاه العبّاس وأغرمه مالا، وولّى مكانه موسى بن كعب الخثعميّ، وكان سبب عزله شكاية يزيد بن أسيد منه، ولم يزل ساخطا على العبّاس حتى غضب على عمه إسماعيل، فشفع فيه إخوته عمومة المنصور فقال عيسى بن موسى: يا أمير المؤمنين شفعوا في أخيهم وأنت ساخط على أخيك العبّاس منذ كذا! ولم يكلمك فيه أحد منهم فرضي عنه. وفي سنة خمس وخمسين عزل محمد بن سليمان عن الكوفة وولّى مكانه عمر بن زهير الضبّي أخا المسيّب صاحب الشرطة، وكان من أسباب عزله، أنه حبس عبد الكريم بن أبي العوجاء خال معن بن زائدة على الزندقة، وكتب إليه أن يتبين أمره فقتله قبل وصول الكتاب، فغضب عليه المنصور وقال: لقد هممت أن أقيده به. وعزل عمه عيسى في أمره لأنه الّذي كان أشار بولايته. وفيها عزل الحسن بن زيد عن المدينة وولّى مكانه عمه عبد الصمد بن علي، وكان على الأهواز وفارس عمارة بن حمزة. وفي سنة سبع وخمسين ولّى على البحرين سعيد بن دعلج صاحب الشرطة بالبصرة، فأنفذ إليها ابنه تميما ومات سوار بن عبد الله قاضي البصرة فولّى مكانه عبيد الله بن الحسن بن الحصين العيريّ. وعزل محمد بن الكاتب عن مصر وولّى مكانه مولاه مطرا وعزل هشام بن عمر عن السّند وولّى مكانه معبد بن الخليل. وفي سنة ثمان وخمسين عزل موسى بن كعب عن الموصل لشيء بلغه عنه فأمر ابنه المهديّ أن يسير إلى الرقّة موريا بزيارة القدس ويكفل طريقة على الموصل فقبض عليه، وكان المنصور قد ألزم خالد بن برمك ثلاثة آلاف ألف درهم وأجّله في إحضارها ثلاثا وإلا قتله، فبعث ابنه يحيى إلى عمارة بن حمزة ومبارك التركي وصالح صاحب المصلّى وغيرهم من القوّاد ليستقرض منهم، قال يحيى:
فكلهم بعث إلا أنّ منهم من منعني الدخول ومنهم من يجيبني بالردّ إلا عمارة بن حمزة فإنه أذن لي ووجهه إلى الحائط، ولم يقبل عليّ، وسلّمت فردّ خفيفا، وسأل كيف خالد فعرّفته واستقرضته فقال: إن أمكنني شيء يأتيك فانصرفت عنه. ثم أنفذ المال فجمعناه في يومين وتعذرت ثلاثمائة ألف. وورد على المنصور انتقاض الموصل والجزيرة وانتشار الأكراد بها، وسخط موسى بن كعب فأشار عليه المسيّب بن زهير بخالد بن برمك فقال: كيف يصلح بعد ما فعلنا؟ فقال: أنا ضامنه فصفح له عما بقي عليه، وعقد له على الموصل، ولابنه يحيى على أذربيجان. وسارا مع المهدي