الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنه، وأنه قطع على أمر لم يصح، مخافة أن يعاقبهم معاوية جميعا فكتب لهم وسار ابن غيلان إلى معاوية رأس السنة وأوفاه الضبّيّون بالكتاب، فادّعوا أنّ ابن غيلان قطع صاحبهم ظلما فلما قرأ معاوية الكتاب قال: أمّا القود من عمّالي فلا سبيل إليه، ولكن أدي صاحبكم من بيت المال وعزل عبد الله بن غيلان عن البصرة، واستعمل عليها عبيد الله بن زياد، فسار إليها عبيد الله وولّى على خراسان أسلم بن زرعة الكلابي فلم يغز ولم يفتح.
العهد ليزيد
ذكر الطبري بسنده قال: قدم المغيرة على معاوية فشكا إليه الضعف، فاستعفاه فأعفاه وأراد أن يولّي سعيد بن العاص وقال أصحاب المغيرة للمغيرة: إنّ معاوية قلاك، فقال لهم: رويدا ونهض إلى يزيد وعرض له بالبيعة. وقال ذهب أعيان الصحابة وكبراء قريش ورادوا أسنانهم، وإنما بقي أبناؤهم وأنت من أفضلهم وأحسنهم رأيا وسياسة، وما أدري ما يمنع أمير المؤمنين من العهد لك فأدّى ذلك يزيد إلى أبيه واستدعاه وفاوضه في ذلك. فقال: قد رأيت ما كان من الاختلاف وسفك الدماء بعد عثمان وفي يزيد منك خلف، فاعهد له يكون كهفا للناس بعدك فلا تكون فتنة ولا يسفك دم وأنا أكفيك الكوفة ويكفيك ابن زياد البصرة فردّ معاوية المغيرة إلى الكوفة، وأمره أن يعمل في بيعة يزيد فقدم الكوفة وذاكر من يرجع إليه من شيعة بني أمية فأجابوه، وأوفد منهم جماعة مع ابنه موسى فدعاه إلى عقد البيعة ليزيد.
فقال: أوقد رضيتموه؟ قالوا: نعم! نحن ومن وراءنا. فقال: ننظر ما قدمتم له ويقضي الله أمره، والأناة خير من العجلة ثم كتب إلى زياد يستنيره بفكر [1] .
وكف عن هدم دار سعيد وكتب سعيد إلى معاوية يعذله في إدخال الظعينة بين قرايته ويقول لو لم تكن بني أب واحد لكانت قرابتنا ما جمعنا الله عليه من نصرة الخليفة المظلوم يجب عليك أن تدعي ذلك فاعتذر له معاوية وتنصّل. وقدم سعيد عليه وسأله عن مروان فأثنى خيرا فلما كان سنة سبع وخمسين عزل مروان وولّى مكانه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وقيل سنة ثمان [2] .
[1] بياض بالأصل وفي تاريخ الطبري «حدثني الحارث قال: حدثنا علي عن مسلمة، قال: لما أراد معاوية
[2]
هذا المقطع غير منسجم مع العنوان: العهد ليزيد، فهو يتكلم عن عزل سعيد بن العاص وتولية مروان بن الحكم مكانه، وأمره مروان بهدم دار سعيد والقصة مذكورة في مكان سابق من هذا الكتاب.
506-
511- طبعة دار صادر 1965
_________
[ () ] ان يبايع ليزيد كتب الى زياد يستشيره، فبعث زياد إلى عبيد ابن كعب النميري فقال: ان لكل مستبشر ثقة ولكل سر مستودع وان الناس قد أبدعت من خصلتان: اذاعة السر وإخراج النصيحة إلى غير أهلها. وليس موضع السر إلا أحد رجلين: رجل آخره يرجو ثوابا، ورجل دنيا له شرف في نفسه وعقل يصون حسبه، وقد عجمتها منك فاحمدت الّذي قبلك. وقد دعوتك لأمر اتهمت عليه بطون الصحف. ان أمير المؤمنين كتب إلي يزعم أنه قد عزم على بيعة يزيد وهو يتخوف نفرة الناس ويرجو مطابقتهم ويستشيرني وعلاقة أمر الإسلام وضمانه عظيم. ويزيد صاحب رسلة وتهاون، مع ما قد أولع به من الصيد، فالق أمير المؤمنين مؤدّيا عني، فأخبره عن فعلات يزيد، فقل له: رويدك بالأمر، فأقمن ان يتم لك ولا تعجل. فان دركا في تأخير خير من تعجيل عاقبته الفوت.
فقال عبيد له أفلا غير هذا؟ قال ما هو؟ قال: لا تفسد على معاوية رأيه ولا تمقت اليه ابنه، وألقى أنا يزيد سرا من معاوية فأخبره عنك ان أمير المؤمنين كتب إليك يستشيرك في بيعته، وأنك تخاف خلاف الناس لهنات ينقمونها عليه، وانك ترى له ترك ما ينقم عليه، فيستحكم لأمير المؤمنين الحجة على الناس ويسهل لك ما تريد. فتكون قد نصحت يزيد وأرضيت أمير المؤمنين، فسلمت مما تخاف من علاقة أمر الأمة.
فقال زياد: رميت الأمر بحجره، اشخص على بركة الله، فان أصبت فما لا ينكر وان يكن خطأ فغير مستغش وأبعد بك إنشاء الله من الخطأ. قال تقول بما ترى ويقضي الله بغيب ما يعلم، فقدم على يزيد فذاكره ذلك. وكتب زياد الى معاوية يأمره بالتؤدة وان لا يعجل فقبل ذلك معاوية، وكف يزيد عن كثير مما كان يصنع، ثم قدم عبيد على زياد فاقطعه قطيعة» . الطبري ج 6 ص 169- 170.
وورد في الكامل لابن الأثير بعد ذكر الرواية المذكورة أعلاه عن الطبري بفارق قليل: ج 3 ص 507.
«فلما مات زياد عزم معاوية على البيعة لابنه يزيد فأرسل الى عبد الله بن عمر مائة ألف درهم فقبلها، فلما ذكر البيعة ليزيد قال ابن عمر: هذا أراد ان ديني عندي إذن لرخيص وامتنع، ثم كتب معاوية بعد ذلك الى مروان بن الحكم: إني قد كبرت سني ودق عظمي وخشيت الاختلاف على الأمة بعدي. وقد رأيت ان أتخير لهم من يقوم بعدي، وقد كرهت ان اقطع امرا دون مشورة من عندك، فاعرض ذلك عليهم واعلمني بالذي يردون عليك. فقام مروان بالناس فأخبرهم به. فقال الناس:
أصاب ووفق، وقد أحببنا ان يتخير لنا فلا يألو.
فكتب مروان الى معاوية بذلك، فأعاد اليه الجواب يذكر يزيد، فقام مروان فيهم وقال: ان أمير المؤمنين قد اختار لكم فلم يأل، وقد استخلف ابنه يزيد بعده. فقام عبد الرحمن بن أبي بكر فقال:
كذبت والله يا مروان وكذب معاوية، ما الخيار أردتما لأمة محمد، ولكنكم تريدون ان تجعلوها هرقلية كلما مات هرقل قام هرقل. فقال مروان: هذا الّذي أنزل الله فيه وَالَّذِي قال لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما 46: 17 الآية.
فسمعت عائشة مقالته فقامت من وراء حجاب وقالت: يا مروان يا مروان! فأنصت الناس وأقبل مروان بوجهه فقالت: أنت القائل لعبد الرحمن أنه نزل فيه القرآن؟ كذبت والله وما هو به ولكنه فلان بن فلان ولكنك أنت فضض من لعنة نبي الله.
وقام الحسين بن عليّ فأنكر ذلك، وفعل مثله ابن عمر وابن الزبير. فكتب مروان بذلك إلى معاوية، وكان معاوية قد كتب الى عماله بتقريظ يزيد ووصفه وان يوفدوا اليه الوفود من الأمصار
…
تم ذكر الوفود التي وفدت على معاوية ويزيد وذكر كلام المتكلمين بهذا الشأن. وسفر معاوية الى المدينة ثم الى مكة الى ان قال ص 510: ثم أقبل معاوية على ابن الزبير فقال: هات لعمري انك خطيبهم فقال: نعم نخيرك بين ثلاث خصال. قال اعرضهن قال: تصنع كما صنع رسول الله (ص) أو كما صنع أبو بكر أو كما صنع عمر. قال معاوية: ما صنعوا؟ قال: قبض رسول الله (ص) ولم يستخلف