الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للمستنصر العلويّ بمصر فسار أبو نصر عميد العراق لحربه فهزمه وأسر من أصحابه.
ووصل الى السور فحاصره حتى تسلّم البلد. ومرّ أبو الغنائم ومعه الوزير ابن فسانجس ورجع عميد العراق إلى بغداد بعد أن ولّى على واسط منصور بن الحسين فعاد ابن فسانجس إلى واسط وأعاد خطبة العلويّ وقتل من وجده من الغزّ. ومضى منصور بن الحسين إلى المدار وبعث يطلب المدد فكتب إليه عميد العراق ورئيس الرؤساء بحصار واسط فحاصرها، وقاتله ابن فسانجس فهزمه وضيّق حصاره. واستأمن إليه جماعة من أهل واسط فملكها وهرب فسانجس واتبعوه فأدركوه وحمل إلى بغداد في صفر سنة ست وأربعين فشهّر وقتل.
الوقعة بين البساسيري وقطلمش
وفي سلخ شوّال من سنة ثمان وأربعين سار قطلمش وهو ابن عم السلطان طغرلبك وجدّ بني قليج أرسلان ملوك البلاد الروم، فسار ومعه قريش بن بدران صاحب الموصل لقتال البساسيري ودبيس، وسار بهم إلى الموصل وخطبوا بها للمستنصر العلويّ صاحب مصر وبعث إليهم بالخلع. وكان معهم جابر بن ناشب وأبو الحسن وعبد الرحيم [1] وأبو الفتح ابن ورائر [2] ونصر بن عمر ومحمد بن حمّاد.
مسير طغرلبك إلى الموصل
لما كان السلطان طغرلبك قد ثقلت وطأته على العامّة ببغداد، وفشا الضرر والأذى فيهم من معسكره فكاتبه القائم يعظه ويذكّره، ويصف له ما الناس فيه فأجابه السلطان بالاعتذار بكثرة العساكر. ثم رأى رؤيا في ليلته كأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم يوبّخه على ذلك. فبعث وزيره عميد الملك إلى القائم بطاعة أمره فيما أمر، وأخرج الجند من وراء العامّة ورفع المصادرات. ثم بلغه خبر وقعة قطلمش مع البساسيري وانحراف قريش صاحب الموصل إلى العلويّة، فتجهز وسار عن بغداد ثلاثة عشر شهر من نزوله عليها، ونهبت عساكره أوانا وعكبرا، وحاصر تكريت حتى رجع صاحبها نصر بن عيسى إلى الدعوة العبّاسيّة، وقتله السلطان، ورجع
[1] هو أبو الحسن بن عبد الرحيم.
[2]
ابو الفتح بن ورّام: ابن الأثير ج 9 ص 626.
عنه إلى البواريج فتوفي نصر وخافت أمّه غريبة بنت غريب بن حكن [1] أن يملك البلد أخوه أبو الغشّام، فاستخلفت أبا الغنائم بن المجلبان ولحقت بالموصل، ونزلت على دبيس بن مزيد. وأرسل أبو الغنائم رئيس الرؤساء فأصلح حاله ورجع إلى بغداد وسلّم له تكريت، وأقام السلطان بالبواريخ [2] إلى سنة تسع وأربعين، وجاءه أخوه ياقوتي في العساكر فسار إلى الموصل، وأقطع مدينة بلد هزارشب بن شكر الكردي، وأراد العسكر نهبها فمنعهم السلطان. ثم أذن لهم في اللحاق إلى الموصل، وتوجه إلى نصيبين، وبعث هزارشب إلى البرّيّة في ألف فارس ليصيب من العرب، فسار حتى قارب رحالهم، وأكمن الكمائن، وقاتلهم ساعة. ثم استطرهم واتّبعوه فخرجت عليهم الكمائن فانهزموا وأثخن فيهم الغزّ بالقتل والأسر. وكان فيهم جماعة من بني نمير أصحاب حرّان والرقّة، وحمل الأسرى إلى السلطان فقتلهم أجمعين. ثم بعث دبيس وقريش إلى هزارشب يستعطف لهم السلطان فقبل السلطان ذلك منهما، وورد أمر البساسيري إلى الخليفة ومعه الأتراك البغداديون، وقتل ابن المقلّد وجماعة من عقيل إلى الرحبة، وأرسل السلطان إليهما أبا الفتح بن ورّام يستخبرهما فجاء بطاعتهما، وبمسير هزارشب إليهما فأذن له السلطان في المسير، وجاء إليهما واستحلفهما وحثّهما على الحضور فخافا. وأرسل قريش أبا السيد هبة الله بن جعفر، ودبيس ابنه منصورا فأكرمهما السلطان، وكتب لهما بأعمالهما. وكان لقريش نهر الملك وباذروبا والأنبار وهيت ودجيل ونهر بيطر وعكبرا وأوانا وتكريت والموصل ونصيبين. ثم سار السلطان إلى ديار بكر فحاصر جزيرة ابن عمر، وبعث إليه يستعطفه ويبذل له المال، وجاء إبراهيم ينال أخو السلطان وهو محاصر، ولقيه الأمراء والناس، وبعث هزارشب إلى دبيس وقريش يحذرهما فانحدر دبيس إلى بلده بالعراق. وأقام قريش عند البساسيري بالرحبة ومعه ابنه مسلم، وشكا قطلمش ما أصاب أهل سنجار منه عند هزيمته أمام قريش ودبيس، فبعث العساكر إليها، وحاصرها ففتحها عنوة واستباحها، وقتل أميرها عليّ بن مرجى [3] وشفع إبراهيم في الباقين فتركها وسلّمها الله وسلّم معها الموصل وأعمالها ورجع إلى بغداد في سنة تسع وأربعين فخرج رئيس
[1] اميرة بنت غريب بن مقن: ابن الأثير ج 9 ص 627.
[2]
تردد هذا الاسم في محلات عديدة البواريخ وهي البواريج كما عند ابن الأثير ج 9 ص 627.
[3]
مجلى بن مرجا: ابن الأثير ج 9 ص 631.