الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن ابن عباس قال: إن أهل فارس لما مات نبيهم كتب لهم إبليس كتابًا.
القدرية والمجوس:
قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر""4: 85": من حديث أبي هريرة قال:
القدرية مجوس هذه الأمة.
قيل: إنما جعلهم مجوسا؛ لمضاهاة المجوس في قولهم بالأصلين وهما: النور والظلمة.
يزعمون أن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة.
وكذا القدرية: يضيفون الخير إلى الله، والشر: إلى الإنسان والشيطان، والله تعالى خالقهما معا لا يكون شيء منهما إلا بمشيئة الله، فهما مضافان إليه خلقا وإيجادا وإلى الفاعلين لهما: عملا وكتابا.
المشركون والمجوس:
"الذين أشركوا" قال الألوسى: هم المجوس، ووصفوا بالإشراك؛ لأنهم يقولون بالنور والظلمة1.
النيسابوري على هامش الطبرى يقول2: ومن الذين أشركوا: عبدة النار وهم المجوس.
لماذا كان حاجب بن زرارة هو الذي تمجس؟
يقول صاحب السيرة الحلبية3: لما أجدبت أرض تميم "بدعاء" النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ذهب سيدهم حاجب بن زرارة والد عطارد رضي الله عنه إلى كسرى؛ ليأخذ منه أمانا لقومه؛ لينزلوا ريف العراق؛ لأجل المرعى، فقال له كسرى: أنتم قوم غدر وأخاف على الرعايا منكم، فقال له حاجب: أنا ضامن أن لا نفعل شيئا من ذلك، فقال له كسرى: ومن لي بوفائك؟
1 روح المعانى "1: 270".
2 "1: 97".
3 ص"1: 10".
قال: هذه فرسي رهينة، فحمقه كسرى وجلساؤه وضحكوا منه، فقال له: العرب لو رهن أحدهم شيئا فلا بد أن يفي به، فكانت بنو تميم تعد ذلك القول من مفاخرها.
وأورد البلاذري في فتوح البلدان، قال: أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر.
ومجوس أهل اليمن وفرض على كل من بلغ الحلم من مجوس اليمن من رجل وامرأة دينارًا. هذه روايات تفيد أن المجوسية هي دين زرادشت في المفهوم العربي.
وأما الروايات التاريخية الخاصة بتجمس حاجب بن زرارة فهي -من وجهة نظري- غير صحيحة؛ لأننا تتبعنا كلمة وفد بني تميم بين يدي الرسول فما وجدنا ما يشير من قريب أو بعيد إلى نسبة المجوسية إليهم أو نسبتهم إليها سواء أكان القول قول خطيبهم أم كان القول قول حسان بن ثابت.
وإذا كنا رفضنا الرواية الخاصة بحاجب بن زرارة فإنا لا نمنع أن يكون بين قومه من تمجس، ولا سيما أنهم كانوا من غسان وهم ملوك الشام وهم وسط الأعاجم يقول حسان:
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا
…
ولا تلبسوا زيا كزي الأعاجم
وجاء في كلمة وفد بنى تميم ما يفيد ذلك على لسان الزبرقان "من أسماء القمر" حيث قال:
نحن الكرام فلا حيٌّ يعادلنا
…
منا الملوك وفينا تنصب البيع
يقال عن الزبرقان إنه كان يرفع بيتا من عمائم وثياب وينضحه بالزعفران والطيب، وكانت بنو تميم تحج ذلك البيت، قال الشاعر وهو المخبل السعدى وأمه كعب بن ربيعة:
وأشهر من عوف جلولا كثيرة