الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما- "الشمس والقمر": فقد مثلا إنسانين كاملين ونجد هذا التصور للآلهة في الديانات الفطرية، التي استمدت إدراكها لكُنْه الآلهة عن مظاهر الطبيعة.
ولعل تصور الجاهليين الإله: "رضو" على هيئة طفل هو الذي يحل لنا المشكلة الواردة في أخبار "نيلوس" عن تقديم العرب قرابين أطفالا لكوكب الصباح.
ذكر "نيلوس" أن العرب سرقوا ابنه الجميل الصغير "ثيودولس"، وقرروا تقديمه قربانا لكوكب الصباح، وقد قضى الطفل ليلة تعسة، صعبة، فلما طلع الكوكب، وحان وقت تقريب الطفل قربانًا له نام مختطفوه ولم يستيقظوا إلا وقد طلعت الشمس وفات وقت القربان؛ وبذلك نجا الطفل من الهلاك.
وقد تفسر جملة: "إننا نقدم لك قربانًا يشبهك"؛ الواردة في دعاء "عثتر" على نصه في "حران". قصة تقديم الأطفال الجميلة قرابين إلى هذا الإله.
وقد أشار كتاب يونان إلى تعبد العرب إلى الشمس، والقمر وكوكب الصباح؛ وهي أجرام سماوية تراها العين، ذاكرين أن العرب لا يتعبدون لآلهة روحية، لا يبصرونها بأعينهم. ولهذا: تعبدوا لهذه الأجرام المادية وللأحجار1.
1 نص ص171 من جـ6 من المفصل.
الاتجاه نحو الوثنية وأصنامها:
رحلة إبراهيم:
الكعبة مركز ديني قديم عده المؤرخون أحد البيوت السبعة المقدسة، ووصفه القرآن بأنه أول بيت وضع للناس وهو الذي بمكة مباركًا فيه آيات بينات، ويسند القرآن تجديد بنائه إلى إبراهيم وإسماعيل فيقول:
وليس في القرآن ما يدل على أن إبراهيم دعا سكان البلد الحرام أو من جاورهم إلى دعوته الحنيفية، وكل ما أشار إليه القرآن أن إبراهيم كلف بأمرين:
الأمر الأول: إيداع إسماعيل وأمه في جوار البيت.
الأمر الثاني: بناؤه هو وإسماعيل البيت الحرام.
كانت مكة وهي المدينة الرئيسية بالحجاز والتي اشتق اسمها من كلمة "محراب" بلغة أهل سبأ1 تضم ما لا يقل عن ثلاثمائة وثن تُرضِي كل ذوق.
أي أوجدت كل قبيلة وكل أسرة بل كل محراب مستقل طقوس دينه ومادة عبادته كما عمدت إلى تغييرها، ولكن الأمة العربية في كل عصر خضعت لدين مكة كما أحنت الرأس أمام لهجتها.
ويرجع تاريخ الكعبة حقًّا إلى ما قبل العصر المسيحي، وقد لاحظ المؤرخ اليوناني "ديودوروس" في وصفه لشاطئ البحر الأحمر أن هناك معبدًا شهيرًا يقع بين أرض ثمود وأرض سبأ ييجله العرب؛ لما له من قدسية سامية.
وجدير بالذكر أن الكسوة المصنوعة من التيل أو الحرير كان أول من قدمها ملك تقي من ملوك حمير عاش قبل زمن محمد بسبعمائة سنة2.
وتعتبر مكة من البلاد القديمة قدم بيتها، وكان اليونانيون يعرفون مكة ويطلقون عليها "ماكواريا" يقول جيبون: وهذا يدل على عظمة هذه البلدة3.
ويبدو أن اسم مكة4 لم يكن معروفا قبله، وذلك يظهر من قول إبراهيم حكاية عنه في قوله تعالى:{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} .
1 العرب ص22 نتنج ترجمة د. راشد البراوى.
2 اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها تأليف: إدوارد جيبون. ترجمة: د. محمد سليم سالم. مراجعة: محمد أبو درة.
3 المرجع السابق ص13 جـ 3.
4 أسماء مكة: من تمككت العظم إذا اجتذبت ما فيه من المخ، وتمكك الفصيل ما في ضرع الناقة، فكأنها تجذب إلى نفسها ما في البلاد من الناس والأقوات التي تأتيها من المواسم، وقيل: لما كانت في بطن واد فهى تكمك الماء من جبالها عند نزول المطر وتنجذب إليها السيول، قال الراجز:
إذا الشريب آخذته أكَّهْ
…
فخلِّه حتى تبك بكَّهْ
فالأكه: الشدة، وأكاك الدهر: شدائده.
بكة: من أنها تبك الجبارين أي تكسرهم وتقرعهم. وقيل من التباك وهو الازدحام.
قال أبو عبيدة: إن بكة اسم للبطن؛ لأنهم يتباكون فيها أي يزدحمون.
وأيضا يذكر من أسمائها: الرأس، وصلاح، وأم رحم، وكوثا.
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} "إبراهيم"، {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} "الحج".
وواضح من الآيات أن نبي الله إبراهيم لم يدعها مكة وإنما دعاها: بواد غير ذى زرع مرة، وبلدا آمنا مرة أخرى، والبلد الأمين الثالثة.
ثم يذكره الله تبارك وتعالى بقوله: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} .
فلم تذكر مكة في الروايات التاريخية للقرآن -كما رأينا- وفي هذا مدخل لبعض مؤرخي اليهود أو المسيحية؛ لينكروا رحلة إبراهيم إلى مكة وبناءه البيت؛ حيث لم يسمعوا ذاكرا لمكة، ويذكر المؤرخون المنصفون بعض الأسماء القديمة التى تشير إلى ذلك؛ يقول الشهرستاني نقلا عنهم وكما ورد في التوراة: إن الله تعالى جاء من "طور سيناء" وظهر "بساعير" واستعلن "بفاران".
وساعير: جبال المقدس التي كانت مظهر عيسى عليه السلام وفاران: جبال مكة التي كانت مظهر المصطفى صلى الله عليه وسلم فمن يتمعن الآيات القرآنية يجدها لا تشير من خلال رواياتها التاريخية إلى أن إبراهيم سماها مكة.
ويغلب في وجهة نظري من خلال آيات القرآن أن إبراهيم سار بهاجر وابنه إسماعيل بوحي إلهي وليس كما تزعم الروايات الأخرى أن سارة طردتها ولطمتها فتلك نزعة عرقية من اليهود تراودهم في كل وقت: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} ، هذه النزعة صورت لهم دائما أنهم سلالة واحدة وعنصر لا يزاوج العناصر الغريبة عنه وهذا الإسراف في فهم الذات جعلهم مولعين بتزييف بعض الروايات التاريخية التي تخدم فكرتهم. ولذلك حدث أن نبي الله إبراهيم سار بهاجر وإسماعيل وفق نداء الله وحكمته في قوله:{وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} فكانت المسيرة ذات هدف وظيفى وليست طردا أو غضبا، ولنا في ذلك حجة بالغة هى قوله تعالى:{أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} ، وأما تساؤل أهل الكتاب عن مصدر معرفة الرسول من أين استقى أخباره عن إبراهيم وبعضها
غير موجود في التوراة والإنجيل فإن الله رد عليهم بقوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ، هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} .
فروايات التوراة والإنجيل كانت من بعده فلا تنهض حجة لموقف سارة من هاجر1.
ومما نحب أن نقرره: أن الآيات القرآنية الخاصة بإسماعيل وصفته بالنبوة والرسالة معًا فهو نبي ورسول، واشترك مع والده في بناء البيت وإعداده مثابة للناس وأمنا، غير أن القرآن لم يوضح أو لم يُشِرْ إلى أي قوم كان مبعثه من العرب أو غيرهم. ويبدو أن رسالته كما أشار القرآن كانت إلى أهله.
قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا، وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} "مريم" وأهله هم الذين حطوا بجوار زمزم وتزوج منهم، ومما أشار إليه القرآن أنه كان من الصابرين. قال تعالى:{وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} "الأنبياء".
وعلى الرغم من أن دعوة إسماعيل كانت إلى ذلك الرهط الذى نزل بجوار زمزم وتزوج منهم إسماعيل فإنه لقي منهم عنتا ورهقا استلزما أن يصفه القرآن بأنه كان من الصابرين، ويبدو أن قريشا خلفهم لم يكونوا بأحسن حالا من سلفهم أصهار أبيهم إسماعيل.
ومما يحسن الالتفات إليه أن رسالة إسماعيل كانت لا تخرج عن ملة إبراهيم؛ لأن القرآن كثيرا ما كان يذكر العرب بأن الإسلام ملة إبراهيم حنيفا هو
1 يقول أبو حيان صاحب التفسير "1: 217": إنهم ذكروا قصصا كثيرة واستطردوا من ذلك للكذب في شأن البيت المعمور، والحجر الأسود، وطولوا في ذلك بأشياء لم يتضمنها القرآن ولا الحديث الصحيح وبعضها، يناقض بعضًا وذلك على مجرى عادتهم ولا ينبغي أن يعتمد إلا على ما صح في كتاب الله وسنة رسوله. قال ابن عطية: والذي يصح من هذا كله أن الله أمر إبراهيم برفع القواعد من البيت.
سماكم المسلمين من قبل، وفي هذا ما يشير إلى أن ملة إبراهيم هي دعوة إسماعيل غير أنه أسند إليه أمر الدعوة في قومه العرب، فمنذ أن أقام إبراهيم وإسماعيل قواعد البيت مثابة للناس وأمنا ودين التوحيد قائم معه لولا ما طرأ عليه من عوامل التغيير، وقد أصبحت رحلة إبراهيم تعني إقامة أهله حول البيت، ثم رفع قواعده وتأسيس دين التوحيد، ومن بقي من العرب على بقية من دين إسماعيل قبائل:"معد وربيعة ومضر الذين كانوا جميعا على بقية من دينه"1.
"والذين العربي القديم هو الخطوة السابقة للدين البابلي الآشوري المعقد، كما أن ذلك الدين العربي القديم هو الذي مهد لهذا الطور التاريخي للدين العربي اليهودي مع حرصه على الاحتفاظ بدين الآباء، دين الصحراء البدائي الذي دان به آباء الشعب وأجداده الأولون كما أنه بقي زمنا طويلا موضوع نزاع وعراك شديدين بين العقيدتين الدينيتين: السامية الشمالية والسامية الجنوبية والذى تحول أخيرا إلى الثالوث الإلهي "أب، وابن، والروح القدس"، ومن ثم خطا خطوة إلى التوحيد المسيحي في صورته القديمة التي نعرفها في الحضارة العربية القديمة2.
ومن بين الباحثين المتخصصين الذين أكدوا الدور الفعال الذى أداه الساميون العرب من شبه جزيرتهم العربية في التحول السياسي أو الحضاري لمنطقة الشرق الأدنى وعلاقته الوثيقة بالعنصر السامي كما يقرر المستشرق الألماني دكتور أنطوان موتكات إذ يقول: "لا تعتبر بلدان الشرق الأدنى مركز الديانات فحسب بل مصدر الإشعاع الديني الذى أنار الأرض بكاملها"3.
ويؤيد هذا ما يشير إليه الكلبي في رواية أخرى غير رواية عمرو بن لحي إلى أن الوثنية طارئة والأصل عندهم عبادة التوحيد التي كانت أثرا من دعوة إبراهيم وإسماعيل فيقول: وكان الذي سلخ بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتمل حجرا من حجارة الحرم تعظيمًا للحرم وصبابة بمكة، فحيثما حلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة تيمنا منهم بها أو صبابة بالحرم حبا له، ففكرة الأحجار المقدسة نشأت من حبهم لمكة.
1 الأصنام ص 13 للكلبي تحقيق أحمد زكي باشا.
2 يراجع العرب واليهود في التاريخ ص198 د أحمد سوسة.
3 التاريخ العربي القديم ص53 د. دنتلف نليش ورفاقه.
وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة ويحجون ويعتمرون على إرث إبراهيم وإسماعيل، ثم سلخ ذلك بهم إلى أن عبدوا ما استحبوا ونسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كنت عليه الأمم من قبلهم1، يقول المقدسى: وكان في مشركيهم بقية من دين إسماعيل كالنكاح والختان والمناسك وتعظيم الأشهر الحرم وغير ذلك2.
وذكر الشهرستاني من سننهم التى وافقهم عليها القرآن فقال: قال محمد بن السائب الكلبي: كانت العرب في جاهليتها تحرم أشياء نزل القرآن بتحريمها: كانوا لا ينكحون الأمهات، ولا البنات، ولا الخالات، ولا العمات.
وكانوا يطلقون ثلاثا على التفرقة، وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أول من طلق ثلاثا على التفرقة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وكان العرب يفعلون ذلك، فيطلقها واحدة وهو أحق الناس بها، حتى إذا استوفى الثلاث: انقطع السبيل عنها، ومنه قول "الأعشى ميمون بن قيس" حين تزوج امرأة فرغب قومها عنه، فأتاه قومها، فهددوه بالضرب أو يطلقها:
أيا جارتا بِينِي فإنك طالقهْ
…
كذاك أمور الناس غادٍ وطارقه
قالوا: ثنِّه، فقال:
وبِينِي فإن البَيْنَ خيرٌ من العصا
…
وأن لا ترى لي فرق رأسك بارقَه
قالوا: ثلِّث، فقال:
وبِينِي حصان الفرج غير ذميمة
…
وموموقة قد كنت فينا، ووامقهْ
قال: وكانوا يحجون البيت ويعتمرون، ويحرمون، قال زهير":
وكم بالقيان من محل ومحرم
ويطوفون بالبيت سبعا، ويمسحون بالحجر، ويسعون بين الصفا والمروة، قال أبو طالب:
1 الأصنام ص6.
2 البدء والتاريخ "4: 33".
وأشواط بين المروتين إلى الصفا وما فيهما من صورة وتخايل
وكانوا يلبون، إلا أن بعضهم كان يشرك في تلبيته، بقوله:"إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك"، ويقفون المواقف كلها، قال العدوى:
فأقسم بالذى حجت قريش
…
وموقف ذى الحجيج على اللآلي
وكانوا يهدون الهدايا، ويرمون الجمار، ويحرمون الأشهر الحرم، فلا يغزون ولا يقاتلون فيها
…
إلا "طيئ" وخثعم وبعض "بني الحارث بن كعب"؛ فإنهم كانوا لا يحجون، ولا يعتمرون، ولا يحرمون الأشهر الحرم ولا البلد الحرام، وكانوا يكرهون الظلم في "الحرم"، وقالت امرأة منهم تنهى ابنها عن الظلم:
أبني! لا تظلم بمكـ
…
ـةَ لا الصغير، ولا الكبيرْ
أبني من يظلم بمكـ
…
ـة يلق أطراف الشرورْ
أبني! قد جربتها
…
فوجدت ظالمها يبورْ
قال صاحب "الروض الأنف":
وينسبون إلى الوليد بن المغيرة قوله: يا معشر قريش لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيِّبًا، لا يدخل فيه مهر بغيٍّ، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس.
ثم قال معلقا: وهو يدل على أن الربا كان محرما عليهم في الجاهلية كما كان الظلم والبغاء. وكانوا يعلمون ذلك ببقية من بقايا شرع إبراهيم، كما كان بقي فيهم الحج والعمرة وشيء من أحكام الطلاق والعتق.
وفي هذا ما يفيد ويقوي ما نحن بصدده؛ وهو أن الدعوة إلى التوحيد رافقت بناء البيت، وإذا كانت ملة إبراهيم هي الملة الكبرى، فإن رحلته في التاريخ هي الرحلة الكبرى؛ إذ كان لها أثرها في فلسطين، وكان لها أثرها في مكة، وأن الإله "إيل" هو إله إبراهيم الذي أصبح دينه منتشرا من مكة إلى فلسطين، وأنه ما دعا إلى الله إلا بعد أن حارب الصابئة وأبطل عبادة التنجيم، وحارب الوثنية، وجعل مسئولية تحطيمها على صنمهم الأكبر إمعانا في الزراية بهم.