الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والعرب الذين انحدروا من نسل قحطان هم الذين يطلق عليهم النسابون اسم "العرب العاربة" أو "العرب العرباء" أي العرب الحقيقيين، وأما نسل عدنان فهم العرب المستعربة أو المتعربة -أي الذين لم يكونوا عربا واستعربوا1.
إن نسل قحطان هم عرب الجنوب "قبائل اليمن" الذين نشأوا في الزاوية الجنوبية الغربية من الجزيرة في حين أن نسل عدنان هم عرب الشمال الذين ظهروا أول ما ظهروا في القسم الشمالي من الجزيرة2.
1 تاريخ العرب القديم وعصر الرسول ص36 تأليف درنية عاقل طبعة دار الفكر -بيروت- الطبعة الثالثة 1975م.
2 المرجع السابق ص37.
إبراهيم عليه السلام مؤسس البيت العبري والعربي:
كانت آخر مرحلة من مراحل فتوحات حمورابي في إقليم ما بين النهرين هي هزيمته لغريمه القوي "رم-س-Rim-Sin" ملك لارسا، وكانت مدينته تقع إلى الجنوب شرق "لجش" وشمال "أور" بل إن مدينة "أور" أعلنت عن نفسها بأنها تحت حماية ملك بابل، ولقد كان بين رعايا "رم-س" رجل ما زالت أعظم ديانات العالم تتطلع إليه على أنه شيخها الجليل الوقور، والأب الروحي لعقيدتها، ذلك هو نبي الله إبراهيم الخليل، يقطن مدينة ذكرها الكتاب المقدس على أنها مدينة "أور الكلدانيين" وأنه طبقا لما جاء في سفر التكوين الإصحاح الحادي عشر1 "فخرجوا معا" في صحبة أسرته كلها؛ "ليذهبوا إلى أرض كنعان"، وكانت هذه الرحلة واحدة من أعظم الرحلات أهمية قام بها إنسان2.
وطبقا لما جاء من بيان في "سفر التكوين" كان أول مكان استقر به إبراهيم عليه السلام في رحلته إلى أرض كنعان هو: حران، وهي مدينة تقع الآن جنوب تركيا بالقرب من الحدود السورية، وكان إبراهيم ينتمي إلى قوم يسمون بالعبيرو، وهم أنفسهم العبرانيون، وفي سفر التكوين: إن إبراهيم عليه السلام نفسه يوصف على أنه إبرام العبراني، ثم بعد ذلك يفتون على أنه سوري أو آرامي، ولا شك كما يذهب
1 آية 31.
2 فلاسفة الشرق ص109 تأليف: "أوف توملين" ترجمة عبد الحميد سليم، مراجعة: علي أدهم. طبعة دار المعارف.
المؤرخون أن الآراميين قبيلة مماثلة تماما أو لها علاقة بالآموريين. أما عن الآموريين فقد تمتعوا بنفس الشهرة التي تمتع بها العاييرو في عهد "رم-س" معنى ذلك أن العابيرو كانوا مقرونين بمجموعة من الناس وكان يلصق بهم اسم شامل هو الآراميون، وأن هذه المجموعة كانت تحيا حياة مماثلة لحياة البدو، وطبقًا لما جاء من بيان في "سفر التكوين" كان أول مكان استقر به إبراهيم عليه السلام في رحلته إلى أرض كنعان هو: حران يؤكد الكتاب المقدس "يشوع"1 أن عائلته توافرت على خدمة آلهة أخرى -آلهة سومر، بنوع خاص آلهة "أور"، وكان الإله القومي وقتذاك لمدينة "أور" هو "نانار" إله القمر، وكانت تلك المدينة هي:"حران" وكذا كان والد نبي الله إبراهيم2.
وطبقا لما جاء في الكتاب المقدس: تلقى إبراهيم أول رسالة مباشرة موجهة إليه من "الإله"، وكانت الرسالة في هذه الحالة قد اتخذت صيغة الأمر؛ إذ كان على إبراهيم أن يقود قومه إلى أرض كنعان، وأن ينشئ مجتمعا جديدا هناك.
وإله إبراهيم هو إله: إسحق ويعقوب وإسماعيل، بعد هذا الأمر نبذ إبراهيم آلهة "أور" القومية؛ وآلهة "سومر" الوطنية.
ثم قيل لإبراهيم3: "اذهب من أرضك" يعني ما بين النهرين، فخرج إبراهيم مع قومه العابيرو يدعو إلى عقيدة التوحيد؛ ومع كل معركة صحراوية كانت تقوى الوحدة القلبية. وازدادت شهرة إبراهيم، وعظم قدر إله إبراهيم -خلال رحلته من "أور" إلى "حران" ومن "حران" إلى "فلسطين"، صان إبراهيم العهد إلى أن أقام هاجر زوجته بجوار عين ماء في الصحراء4؛ وأسس نبي الله إبراهيم عقيدة التوحيد لإله ليس للطبيعة، وإنما للتاريخ الديني كانت عين الماء: زمزم والصحراء حمى مكة؛ قال تعالى: {إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ}
…
[إبراهيم: 37] .
1 إصحاح 14 آية 13.
2 فلاسفة الشرق ص112.
3 سفر التكوين 12-1.
4 سفر التكوين 16-7، 13،