الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا التعدد في الأصنام والأوثان والأنصاب واختلاف أسمائها ليس نتيجة فكر شغل به العقل العربي، ولكن ذلك ناشئا من مجاورتهم لأهل هذه الملل والنحل "إن أديان العرب كانت مختلفة بالمحاورات لأهل الملل والانتقال إلى البلدان والانتجاعات"1.
ولم تأتِ هذه الآلهة جميعها من التراث القومي؛ فبعضها وفد من الشعوب المجاورة طبقًا لاستعداد عام بين العرب الجنوبيين يحدوهم إلى النقل والاستيعاب استعداد يسّر في مراحل متأخرة دخول عقائد اليهودية والمسيحية.
1 اليعقوبي في تاريخ "1: 210".
اتجاه قريش نحو الزعامة:
1-
ولاية الكعبة:
ولي قصىٌّ البيت وأمر مكة، وجمع قومه من منازلهم إلى مكة، وتملك على قومه وأهل مكة فملكوه، فكان قصي أول رجل من كعب بن لؤي أصاب ملكا أقر له به قومه، ثم أعطوه مقاليد الأمور فكان له أمر:
الحجابة.
والسقاية.
والرفادة.
والندوة
واللواء.
وبها حاز شرف مكة كله.
أعاد تخطيط مكة، فقطعها رباعًا بين قومه. فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من مكة التي أصبحوا عليها، وأصبحت داره بيت شورى لقريش والعرب، فلا يقضى أمر من أمورها إلا وفيه تشريعاته.
وقد أقر للعرب ما كانوا عليه، وذلك أنه كان يراه دينا في نفسه، لا ينبغي تغييره، فأقر: آل صفوان، وعدوان، والنسأة، ومرة بن عوف على ما كانوا عليه حتى جاء الإسلام.
على أي شيء أقرهم؟
آل صفوان:
كان صفوان هو الذي يجيز للناس بالحج من عرفة، ثم بنوه من بعده، حتى كان آخرهم الذي قام عليه الإسلام هو كرب بن صفوان.
وعدوان:
وكانت الإفاضة من المزدلفة: في عدوان، يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم الذي قام عليه الإسلام: هو أبا سيادة بن الأعزل.
والنسأة:
هي التي كانت تحرم صفرا أو غيره من الأشهر بدلا من الشهر الحرام.
ومرة بن عوف:
وكان يلي للناس الإجازة بالحج من بعد عرفة.
والغوث:
كان الغوث إذا دفع بالناس يقول:
لا هم إني تابع تباعه
…
إن كان إثم فعلى قضاعه
وتقول بعض الأخبار أن ولاية الغوث بن مرة كانت من قبل ملوك كندة، قسم بعد تقسيمهم في مكة ففرض على قريش: رفادة الحاج وهي وضع طعام لمن لا زاد له من الحجاج فقال: