الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما سدنته: هم "الغطاريف" من الأزد. وذُكر أن تلبيته كانت: لبيك اللهم لبيك، لولا أن بكرا دونك، يبرك الناس ويهجرونك، وما زال حج عثج يأتونك، أنا على عدوائهم من دونك1.
ويظهر من أقوال ابن الكلبي ابن هذا الصنم كان معظما وخاصة عند الأوس والخزرج؛ أي أهل يثرب، ومن كان يأخذ مأخذهم من عرب المدينة، والأزد، وغسان؛ فكانوا يحجون ويقفون مع الناس المواقف كلها، ولا يحلقون رءوسهم؛ فإذا نفروا أتوا "مناة" وحلقوا رءوسهم عنده، وأقاموا عنده لا يرون لحجهم تماما إلا بذلك، ولكن القبائل العربية الأخرى كانت تعظمه كذلك، وفي جملتها:"قريش، وهذيل، وخزاعة، وأزدشنوءة"2.
1 المفصل جـ6 ص246، الطبري 270، 32.
2 المفصل جـ6 ص247.
4-
هبل:
يقول ابن الكلبي: وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها وكان أعظمها "هبل"، وكان فيما بلغني من عقيق أحمر على صورة إنسان مكسور اليد اليمنى، أدركته قريش فجعلت له يدا من ذهب، وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
وكان يقال له: "هبل خزيمة"، وكان في جوف الكعبة، قدامه سبعة أقداح، مكتوب في أولها:"صريح" والآخر: "ملصق" إذا شكوا في مولود أهدوا إليه هدية؛ ثم ضربوا بالقداح، فإن خرج "صريح" ألحقوه، وإن خرج "ملصق" دفعوه وقدح على الميت، وقدح على النكاح، وثلاثة لم تفسر على ما كانت فإذا اختصموا في أمر، أو أرادوا سفرا أو عملا أتوه فاستقسموا بالأزلام عنده، فما خرج عملوا به وانتهوا إليه، وعنده ضرب عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله.
وجاء في رواية أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره؛ فلما قدم "مآب" من أرض البلقاء، وبها يومئذ العماليق، وهم ولد عملاق -ويقال: عمليق- وجدهم يتعبدون للأصنام فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا: هذه الأصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا، ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: أفلا تعطونني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه؟ فأعطوه صنما يقال له "هبل" وأخذه فتقدم به إلى مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته.
وكانت تلبية من نسك "هبل": لبيك اللهم لبيك؛ إننا لقاح، حرمتنا على أسنة الرماح، يحسدنا الناس على النجاح1.
وذهب بعض المستشرقين إلى أن "هبل" هو رمز إلى الإله "القمر" وهو إله الكعبة، وهو الله عند الجاهليين وكان من شدة تعظيم قريش له أنهم وضعوه في جوف الكعبة، وأنه كان الصنم الأكبر في البيت، وقد ورد اسم "هبل" في الكتابات النبطية التي عثر عليها في الحجر، ورد مع اسم الصنمين: دوشرا: ذي الشرى. منوتو: مناة.
وقد تسمى به أشخاص وبطون من قبيلة كلٍّ؛ مما يدل على أن هذه القبيلة كانت تتعبد له، وأنه كان من معبودات العرب الشماليين.
وباسم هذا الصنم سمي: "هبل بن عبد الله بن كنانة الكلبي"2.
وزعم ابن الكلبي3: أن خمسة أصنام من أصنام العرب من زمن نوح وهي:
ود، سواع، يغوث، يعوق، نسر.
1 المفصل جـ6 ص251، الأصنام ص27 وما بعدها.
2 المفصل جـ6 ص252 ص253 سيرة ابن هشام جـ1 ص62.
3 المفصل جـ6 ص254.