الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والإذخر: نبات ذكي الرائحة وأن الرجل منهم يقلد بعيره، أو نفسه قلادة من لحاء شجر الحرم فلا يخاف من أحد، ولا يتعرض له أحد بسوء.
وتذكرنا هذه العادة بما يلبسه بعض الحجاج عند إتمامهم حجهم، وعودتهم إلا بلادهم من لباس: كوفية خاصة بأهل مكة ومن عقال حجازي؛ وذلك بالنسبة للرجال، وخمار أبيض بالنسبة للنساء، وذلك طيلة الأيام السبعة الأولى من احتفالهم بالعودة من الحج.
رمزياتهم:
الاختلاف في النفس عند العرب في الجاهلية:
يقول المسعودي: كانت للعرب مذاهب في الجاهلية في النفوس، وآراء يتنازعون في كيفياتها:
1-
فمنهم من زعم أن النفس هي الدم لا غير، وأن الروح والهواء الذي في باطن جسم المرء منه نفسه.
ولذلك سموا المرأة منه نفساء؛ لما يخرج منها الدم، ومن أجل ذلك تنازع فقهاء الأمصار فيما له نفس سائلة إذا سقط في الماء: هل بنجسه أم لا؟
وقال تأبط شرا لخاله الشنفرى الأكبر وقد سأله عن قتيل قتله: كيف كانت قصته؟ فقال: ألقمته عضبا، فسال نفسه سكبا، وقال: إن الميت لا ينبعث منه الدم ولا يوجد فيه أبدا في حالة الحياة. وطبعة الحياة: النماء مع الحرارة والرطوبة؛ لأن كل حي فيه الحرارة ورطوبة فإذا ما بقي اليبيس والبرد نفيت الحرارة.
وقال ابن براق بن كلعة:
وكم لاقيت ذا نجب شديد
…
تسيل به النفوس على الصدور
إذا الحرب العوان به استهامت
…
وحال فذاك يوم قمطرير
2-
وطائفة منهم تزعم أن النفس طائر ينبسط في جسم الإنسان فإذا مات أو قتل لم يزل مطبقا به متصورا إليه صورة طائر يصرخ على قبره مستوحشًا.
وفي ذلك يقول بعض الشعراء وذكر أصحاب الفيل:
سلط الطير والمنون عليهم
…
فلهم في صدى المقابر هام
البعث:
لم يكن كثير من الجاهليين يؤمنون بالبعث؛ كما يتبين ذلك من القرآن الكريم.
لقد كانوا يرون أن: الموت نهاية؛ وأنهم غير مبعوثين، وأن البعث بعد الموت شيء غير معقول؛ لذا تعجبوا من قول النبي بوجود البعث والحساب؛ {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} 1
…
إلخ الآية، {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} 2، {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} 3
…
إلخ الآية.
ونجد: رأي الناكرين للبعث في قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} 4
…
إلخ الآية.
فهم يقولون: ما هي إلا حياتنا الدنيا، نموت ويحيا أبناؤنا بعدنا فجعلوا حياة أبنائهم بعدهم حياة لهم؛ لأنهم منهم، وبعضهم؛ فكأنهم بحياتهم أحياء.
والدهر: الزمان، هو الذي يهلك ويفنى، فالحياة بهذا المعنى فعل مستمر، وتطور لا ينتهي؛ يهلك جيل؛ ليأخذ محله الجيل الذي نبت منه، وكل يأخذ دوره في الحياة فإذا انتهى دور إنسان قام بدوره نسله، وهكذا، وبهذا المعنى تفسير الحياة، ويفسر الموت.
الروح والنفس والقول بالدهر:
الرجعة:
واعتقد قوم من العرب في الجاهلية بالرجعة، أي: الرجوع إلى الدنيا بعد الموت فيقولون: إن الميت يرجع إلى الدنيا كرة أخرى، ويكون فيها حيا كما كان.
1 سورة الأنعام: 29.
2 سورة النحل: 38.
3 سورة التغابن: 7.
4 سورة الأنعام: 29.