الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمعتمد عند علماء الإسلام أنهم ليسوا أهل كتاب ولا نبي أي هؤلاء الفلاسفة الصابئة:
صابئة أهل الكتاب:
أ- صابئة اليهود:
وهم نوعان:
النوع الأول: هم الذين اتبعوا المسيح من اليهود فهم في عرف اليهود صابئة.
النوع الثاني: وهم الذين وافقوا أبوللونيوس عندما أعلن الوثنية في معبدهم ووضع تمثالا لهيكل إغريقي.
ب- صابئة مسيحيون:
وهم الذين اتبعوا القديس يوحنا المعمدان في شعيرة التعميد "وهؤلاء هم المنديون" ولا يزال قوم منهم يسكنون إلى الآن الأغوار المحاذية لمصب الفرات1.
لهذه الأصناف الكتابية يمكن أن تحمل عليها ما نذكره من آثار:
- قال ابن أبي نجيح: قوم تركب دينهم من اليهودية والمجوسية لا تؤكل ذبائحهم.
- قال ابن عباس: هم قوم من اليهود والنصارى لا تحل مناكحتهم ولا تؤكل ذبائحهم.
- وقال أبو العالية: قوم من أهل الكتاب ذبائحهم كذبائح أهل الكتاب يقرءون الزبور ويخالفونهم في بقية أفعالهم.
- وقال الخليئ: هم أشباه النصارى قبلتهم مهب الجنوب ويقرءون الزبور ويعبدون الملائكة2.
1 تاريخ سورية "2: 98".
2 تفسير البحر المحيط لأبي حيان "1: 239".
صابئة البطائح:
"يعيش بين ظهرانينا في العراق قسم من الناس لهم تقاليدهم، وعاداتهم ولغتهم، ويكادون يكونون ممتازين في كل مظاهر حياتهم حتى بأشكالهم وسحنة وجوههم، ويطلق عليهم اسم "الصابئة" وقد يكون هؤلاء هم الصابئة الأصليون وقد
لا يكونون، إلا أن الشيء المحقق هو أن قسما كبيرا من عبادة الصابئة من القدماء وطقوس دينهم، بارزة بين معتقدات هؤلاء القوم وطقوسهم، فعبادة النجوم واستقبال نجم القطب وتأليه الكواكب وغير ذلك من أصول الدين الصابئ مما يتدين به هذا المجموع المتميز.
وقد يتعرف الباحث من اللغة التي يتكلم بها هؤلاء ومن إسبالهم شعور لحاهم ورءوسهم، أنهم شعب غريب نزح إلى هذه البلاد واستوطنها واحتفظ بما له من تقاليد وعادات والتزم بالسكنى على ضفاف الأنهر، وبقرب المياه الجارية؛ نظرا لما يقيمه من الطقوس التي لا تتم إلا بالارتماء في الماء الجاري، لذا عرف هذا القسم من الناس بصابئة البطائح نسبة إلى بطائح العراق المشهور.
فإما أن يكون هذا الشعب قد انحدر من الصابئة الحرنانية أو أنه من بقية الصابئة الأقدمين، وهذا أمر مشكوك فيه وموكول إلى فحص التاريخ الدقيق.
ونظن أن أحسن رواية -وقد تكون أقربها إلى الحقيقة- هي التي أثبتها هنري يونيون في كتابه الفرنسي الموسوم بـ "الفرقة المندائية" المطبوع في عام 1898، فقد جاء في ص224 منه تحت عنوان "الفرق الدستئاية" وهي المندائية التي اشتهر بها الصابئة الحاليون ما مضمونه: أن صاحبها "أي صاحب هذه الفرقة" كان متسولا وقد جاء من بلاد ما بين الزابين إلى ميسان "أي جنوب العراق"؛ للتسول، وكان مسيحيا اسمه "دبدا" واسم أمه "أم كشطا"، ثم توطن ضفاف نهر قارون وأسس ديانة جديدة وعقائد مأخوذ معظمها من فرق المرقيونيين والمانويين والكنتيين وغيرها من الفرق الصابئة، ثم توسعت هذه الطائفة على مر السنين وسموا بالصابئة المغتسلة؛ لأن جميع طقوسهم الدينية لا تتم إلا بالاغتسال في الماء الجاري اهـ، والذي يؤسفنا كثيرا ويجعل تاريخ الصابئة مفصولا وغير مرتبط الحلقات، خلو هذا التلخيص من الزمن الذي يعين قدوم "دبدا" إلى جنوبي العراق "ميسان" الأمر الذي يوقفنا على تاريخ منشأ صابئة البطائح والصلة بينم وبين الصابئة الحرنانية. ومع ذلك لا يخلو من فائدة تاريخية تكشف لنا عن تاريخ غامض من تاريخ الصابئة1.
1 يراجع الصابئة قديما وحديثا ص25، 26.