الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[سورة البلد]
مكية، وهي عشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
* * *
عن ابن عباس في قوله: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} يعني: مكة {وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} يعني: بذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم، أحل الله له يوم دخل مكة أن يقتل من شاء ويستحي من شاء، وقال في جامع البيان: قيل معناه: أقسم بمكة حين حلولك
فيها، فيكون تعظيمًا للمقسم به. وقال ابن القيم:(وعلى كل حال فهي جملة اعتراض في أثناء القسم، موقعها من أحسن موقع وألطفه فهذا القسم متضمن لتعظيم نبيه ورسوله) .
…
{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} ، قال مجاهد: الولد آدم {وَمَا وَلَدَ} ولده.
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} قال ابن عباس: يقول: في نصب. وقال قتادة: لا يلقى ابن آدم إلا مكابد أمر الدنيا والآخرة. وعن ابن عباس قال: يعني: حمله وولادته، ورضاعه وفصاله، ونبت أسنانه وحياته ومعاشه، كل ذلك شدة؛ قال ابن القيم:(ولا راحة له إلا في الجنة) . {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} ، قال قتادة: ابن آدم يظن أن لن يسأل عن هذا المال: من أين اكتسبه؟ وأين أنفقه؟ {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي: كثيرًا. {أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ} ؟ قال: نعمٌ من الله متظاهرة يقررك
بها كيما تشكره، {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} قال مجاهد: سبيل الخير والشر.
عن قتادة: قوله: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} إنها قحمة شديدة فاقتحموها بطاعة الله {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ} ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرقاب أيها أعظم أجرًا؟ قال: «أكثرها ثمنًا» . قال قتادة: ثم أخبر عن اقتحامها فقال: {فَكُّ رَقَبَةٍ *
أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} يقول: يوم يشتهى فيه الطعام. وقال ابن عباس: {فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} قال: ذي مجاعة {يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ} قال ابن زيد: ذا قرابة {أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ} قال ابن عباس: الذي ليس له شيء يقيه من التراب.
{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} على أمر الله
…
{وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} لعباد الله: أي: ثم هو مع هذه الأوصاف الجميلة، مؤمن بقلبه محتسب ثواب ذلك عند الله. {أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ، أي: أصحاب اليمين الذين يؤخذ بهم إلى الجنة. {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} ، أي: يؤخذ بهم ذات الشمال،
{عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ} ، قال قتادة: أي مطبقة أطبقها الله عليهم، فلا ضوء فيها ولا فرج ولا خروج منها آخر الأبد.
* * *