الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[سورة التين]
مكية، وهي ثمان آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
…
* * *
عن البراء بن عازب قال: (سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في سفره في إحدى الركعتين: بالتين والزيتون، فما سمعت أحدًا أحس صوتًا أو قراءة منه) . متفق عليه. وعن الحسن في قول الله: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} ، قال: تينكم هذا الذي يؤكل، وزيتونكم هذا الذي يعصر. {وَطُورِ سِينِينَ} ، قال: جبل موسى. {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} ، قال: البلد الحرام. قال مجاهد: مكّة. {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ، قال قتادة: وقع القسم ها هنا؛ قال ابن عباس: في أعدل خلق؛ وقال قتادة: في أحسن صورة. {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} ، قال ابن عباس: إلى أرذل العمر. وعن عكرمة قال: من قرأ القرآن لم يردّ إلى أرذل العمر، ثم قرأ:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} . وعن مجاهد: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} ، قال: إلى النار
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} إلا من آمن. وقال الحسن: هو كقوله: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} .
قال ابن القيّم: (والصحيح أن أسفل سافلين: النار) . وعن الكلبي: {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} ؟ إنما يعني: الإِنسان، يقول: خلقتك في أحسن تقويم، {فَمَا يُكَذِّبُكَ} أيها الإِنسان، {بَعْدُ بِالدِّينِ} ؟ قال عكرمة: الحساب.
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} ؟ قال البغوي: والمعنى: ألا تتفكّر في صورتك وشبابك وهرمك فتعتبر وتقول: أن الذي فعل ذلك قادر
على أن يبعثني ويحاسبني، فما الذي يكذّبك بالمجازاة بعد هذه الحجج؟ {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} أقضى القاضين؟ وروينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من قرأ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فانتهى إلى آخرها: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين» .
* * *