الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدرس التاسع بعد الثلاثمائة
[سورة العاديات]
مكية، وهي إحدى عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
* * *
عن ابن عباس في قوله: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} ، قال: الخيل؛ قال قتادة: هي الخيل عدت حتى ضبحت. {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً} ، قال: هي الخيل؛ وقال الكلبي: تقدح بحوافرها حتى يخرج منها النار.
…
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} قال: أغارت حين أصبحت {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} قال: أثرن بحوافرها نقع التراب. {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً} قال: وسطن جمع القوم.
{إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} قال: لكفور. قال ابن كثير: هذا هو المقسم عليه، بمعنى: أنه لنعم ربه لكفور جحود. قال ابن القيم: (وأصل اللفظ: منع الحقّ، والخير، وعبارات المفسّرين تدور على هذا المعنى. وقيل: هو البخيل الذي يمنع رفده، ويجيع عبده، ولا يعطي في النائبة) . انتهى ملخصًا.
وقوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ} قال قتادة: يقول: إن الله على لذلك لشهيد. قال ابن كثير: ويحتمل أن يعود الضمير على الإِنسان، قاله محمد بن كعب القرظيّ؛ قلت: وهذا هو المتبادر للذهن، ويؤيّده سياق الضمائر، فإن قوله:{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} للإِنسان، فافتتح الخير عن الإنسان بكونه كنودًا، ثم ثنّاه بكونه شهيدًا على ذلك، ثم ختمه بكونه بخيلاً بماله لحبّه إيّاه. وقال ابن زيد في قوله:{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} ، قال: الخير الدنيا، وقرأ:{إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ} .
{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} ، قال البغوي:{أَفَلَا يَعْلَمُ} هذا الإنسان {إِذَا بُعْثِرَ} أثير وأخرج، {مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} ، قال ابن عباس: يقول: أبرز. {إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ} ، قال الزجاج: الله خبير بهم في ذلك اليوم وفي غيره، ولكن المعنى: أنه يجاريهم على كفرهم في ذلك اليوم.
* * *