الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدرس الخامس والستون بعد المائتين
[سورة الحجرات]
مدنية، وهي ثمان عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا
عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) } .
عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} يقول: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة. وقال قتادة: ذكر لنا أن ناسًا كانوا يقولون: لو أنزل في كذا لوضع كذا وكذا قال: فكره الله عز وجل ذلك وقدح فيه. وقال مجاهد: لا تفتأتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء حتى يقضيه الله على لسانه. وعن عبد الله بن الزبير قال: (قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: أمِّر القعقاع بن معبد، وقال عمر: بل أُمِّرًا لأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} حتى انقضت الآية. رواه البخاري. وعن ابن أبي مليكة قال: كاد الخيران أن يهلكا، أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. وقال ابن
الزبير: فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده في بيته منكسًا رأسه فقال له: ما شأنك؟ فقال: شرٌّ - كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله فهو من أهل النار - فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال: كذا وكذا فقال اذهب إليه فقل له: «إنك لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة» . رواه البخاري وغيره.
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} ، قال قتادة: أخلص الله قلوبهم فيما أحب. وعن مجاهد قال: كتب إلى عمر: يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهي المعصية ولا يعمل بها أفضل أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها؟ فكتب عمر رضي الله عنه: إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} .
وقال ابن إسحاق: فلما دخل وفد بني تميم المسجد، نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء حجراته: أن اخرج إلينا يا محمد، فآذى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من صاحبهم، فخرج إليهم فقالوا: يا محمد جئناك نفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا، قال:«قد أذنت لخطيبكم فليقل» ؛ فقام عطارد بن حاجب فقال: الحمد لله الذي له علينا الفضل والمن وهو أهله، الذي جعلنا ملوكًا ووهب لنا أموالاً عظامًا نفعل فيها المعروف، وجعلنا أعز
أهل المشرق وأكثره عددًا وأيسره عدة، فمن مثلنا في الناس؟ ألسنا برؤوس الناس وأولي فضلهم؟ فمن فاخرنا فليعدد مثل ما عددنا، وإنا لو نشاء لأكثرنا الكلام، ولكنا نحيا من الإكثار فيما أعطانا، وإنا نعرف بذلك أقول هذا لأن تأتوا بمثل قولنا وأمر أفضل من أمرنا، ثم جلس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن الشماس:«قم فأجب الرجل في خطبته» ، فقام ثابت بن قيس فقال: الحمد لله الذي له ما في السماوات والأرض، خلقه قضى فيهن أمره، ووسع
كرسيه علمه ولم يك شيء قط إلا من فضله، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكًا واصطفى منا خير خلقه رسولاً، أكرمه نسبًا، وأصدقه حديثًا، وأفضله حسبًا، فأنزل عليه كتابه، وائتمنه على وحيه، فكان خيرة الله من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به، فآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه وذي رحمه أكرم الناس حسبًا، وأحسن الناس وجوهًا، وخير الناس فعالاً، ثم كان أول الخلق إجابة، واستجاب لله حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحن أنصار الله ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبدًا وكان قتله علينا يسيرًا، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم. فقام الزبرقان بن بدر فقال:
نحن الكرام فلا حي يعادلنا
…
منا الملوك وفينا تنصب البيع
وكم قسرنا من الأحياء كلهم
…
عند النهاب وفضل الغر يتبع
ونحن يطعم عند القحط مطعمنا
…
من الشواء إذا لم يؤنس القزع
بما ترى الناس تأتينا سراتهم
…
من كل أرض هويًا ثم نسطع
فنحر الكوم عبطًا في أرومتنا
…
للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا
فلا ترانا إلى حي نفاخرهم
…
إلا استفادوا فكانوا الرأس يقتطع
فمن يفاخرنا في ذاك نعرفه
…
فيرجع القوم والأخبار تستمع
أنا أبينا ولا يأبى لنا أحد
…
أنا كذلك عند الفخر نرتفع
قال ابن إسحاق: وكان حسان غائبًا فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال حسان: جاءني رسوله فأخبرني أنه إنما دعاني لأجيب شاعر بني تميم، فخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول:
منعنا رسول الله إذ دخل وسطنا
…
على أنف راض من معد وراغم
منعناه لما حل بين بيوتنا
…
بأسيافنا من كل باغ وظالم
لبيت حريد عزه وثراؤه
…
بجابية الجولان وسط الأعاجم
هل المجد إلا السود والعود والندى
…
وجاه الملوك واحتمال العظائم
قال: فلما انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام شاعر القوم فقال ما قال، عرضت في قوله، وقلت على نحو ما قال، قال: فلما فرغ الزبرقان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: «قم يا حسان فأجب الرجل فيما قال» فقام حسان فقال:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم
…
قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بهم كل من كانت سريرته
…
تقوى الإله وكل الخير يصطنع
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم
…
أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة
…
إن الخلائق فاعلم شرها البدع
إن كان في الناس سباقون بعدهم
…
فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يرقع الناس ما أو هت أكفهم
…
عند الدفاع ولا يوهون ما وقعوا
إن سابقوا الناس يومًا فإن سبقهم
…
أو وازنوا أهل محمد بالندى متعوا
أعفة ذكرت في الوحي عفتهم
…
لا يطبعون ولا يرديهم طمعوا
لا يبخلون على جار بفضلهم
…
ولا يمسهم من مطمع طبع
إذا نصبنا لحي لم ندب لهم
…
كما يدب إلى الوحشية الذرع
نسمو إذا الحرب نالتنا مخالبها
…
إذا الزعانف من أظفارها خشعوا
لا يفخرون إذا نالوا عدوهم
…
وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع
كأنهم في الوغى والموت مكتنع
…
أسد بحلبة في أرساغها فدع
خذ منهم ما أتى عفوا إذا غضبوا
…
ولا يكن همك الأمر الذي منعوا
قال ابن إسحاق: فلما فرغ حسان بن ثابت من قوله قال الأقرع بن حابس واللات إن هذا الرجل لمؤتى له، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أحلى من أصواتنا، قال: وقد كان الأقرع بن حابس وعيينة شهداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينًا والطائف، فلما قدم وفد بني تميم كانا معهم، وقال حسان بن ثابت أيضًا:
بني دارم لا تفخروا إن فخركم
…
يعود وبالاً عند ذكر المكارم
هبلتم علينا تفخرون وأنتم
…
لنا خول ما بين ظئر وخادم
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم
…
وأموالكم أن تقسموا في المغانم
فلا تجعلوا لله ندًا وأسلموا
…
ولا تلبسوا زيًا كزي الأعاجم
قال ابن إسحاق: (فلما فرغ القوم أسلموا، وجوزهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم، وفيهم نزل القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} ) . انتهى ملخصًا.
عن ابن عباس: قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ} الآية، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي ميعط إلى بني المصطلق ليأخذ منهم الصدقات، وإنه لما أتاهم الخبر فرحوا وخرجوا ليتلقوا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لما حدث الوليد أنهم خرجوا يتلقونه، رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا، فبينما هو يحدث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد فقالوا: يا رسول الله إنا حُدِّثنا أن رسولك رجع من نصف الطريق، وإنا خشينا إنما رده كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا، وإنا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، فأنزل الله عذرهم
في الكتاب فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} . رواه ابن جرير. قال قتادة: فكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: «التبين من الله، والعجلة من
الشيطان» .
{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} قال البغوي: لأثمتم وهلكتم. قال قتادة: هؤلاء أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم، لو أطاعهم نبي الله صلى الله عليه وسلم {فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} فأنتم والله أسخف رأيًا وأطيش عقولاً، اتهم رجل رأيه وانتصح كتاب الله، فإن كتاب الله ثقة لمن أخذ به وانتهى إليه، وإنما سوى كتاب الله تغرير. وقال ابن زيد في قوله:{وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} ، قال: حببه إليهم وحسنه في قلوبهم، {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ} ، قال: الكذب {وَالْعِصْيَانَ} قال: عصيان النبي صلى الله عليه وسلم {أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} من أين كان هذا؟ قال: {فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً} ، قال: والمنافقون سماهم الله أجمعين في القرآن: الكاذبين، قال: والفاسق الكاذب في كتاب الله كله. وقال ابن كثير: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ} وهي الذنوب الكبار، {وَالْعِصْيَانَ} وهي جميع المعاصي، وهذا تدريج لكمال النعمة.
قوله عز وجل: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) } .
قال ابن عباس: فإن الله سبحانه أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إذا اقتتلت طائفتان
من المؤمنين أن يدعوهم إلى حكم الله، وينصف بعضهم من بعض، فإن أجابوا حكم فيهم بكتاب الله حتى ينصف المظلوم من الظالم فمن أبى منهم أن يجيب فهو باغ، فحق على إمام المؤمنين أن يجاهدهم ويقاتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، ويقروا بحكم الله، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ، قال البغوي: في الدين والولاية، {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} إذا اختلفا واقتتلا {وَاتَّقُوا اللَّهَ} فلا تعصوه ولا تخالفوا أمره، {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} . ثم ساق بسنده عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
…
* * *