الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدرس الثالث بعد الثلاثمائة
[سورة الأعلى]
مكية، وهي تسع عشر آية
عن النعمان بن بشير: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأهما) . رواه مسلم وغيرهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
* * *
عن قتادة: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ذكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال: «سبحان ربي الأعلى» . وعن عقبة بن عامر الجهنيّ قال: لما نزلت: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في ركوعكم» فلما نزلت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، قال:«اجعلوها في سجودكم» .
وقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} أي: خلق الخليقة وسوّى كل مخلوق على هيئته {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} أي: قدّر قدراً وهدى الخلائق إليه. {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى} قال قتادة: يعود يبسًا بعد خضرة. وقال ابن عباس: هشيماً متغيراً. وعن مجاهد: قوله: {سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى} قال: كان يتذكّر القرآن في نفسه مخافة أن ينسى. وقال قتادة: كان صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيئاً إلَاّ ما شاء الله.
قال البغوي: وهو ما نسخ الله تلاوته من القرآن، كما قال تعالى:{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا} .
{إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى * وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} قال ابن عباس: نيسرك لأن تعمل خيرًا {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى} قال ابن كثير: أي: ذكر حيث تنفع التذكرة، ومن ها هنا يؤخذ الأدب في نشر العلم، فلا يضعه عند غير أهله. {سَيَذَّكَّرُ} سيتعظ {مَن يَخْشَى} الله عز وجل {وَيَتَجَنَّبُهَا} ، أي: الذكرى، ويتباعد عنها {الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا} فيستريح {وَلَا يَحْيَى} حياة تنفعه.
عن ابن عباس: قوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى} ، يقول: من تزكى من الشرك {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} يقول: الصلوات الخمس. وعن الحسن في قوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى} قال: من كان عمله زاكيًا. {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} قال قتادة: فاختار الناس العاجلة إلا من عصم الله.
{إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى} قال: تتابعت كتب الله كما تسمعون: إن الآخرة خير وأبقى. وعن أبي الخلد قال: (أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست ليال خلون من رمضان، وأنزل الزبور لاثنتي عشرة ليلة، وأنزل الإنجيل لثماني عشرة ليلة، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين) . وفي
حديث أبي ذر المشهور
قلت: يا رسول الله فهل في الدنيا شيء مما كان في أيدي إبراهيم وموسى؟ قال: «نعم، اقرأ يا أبا ذر: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} » .
* * *