الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل: الإيذاء مستمر والدعوة مستمرة
124 -
* روى أحمد عن رجل من بني مالك بن كنانة قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز يتخللها يقول: "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تُفلحوا" قال: وأبو جهل يحثي عليه التراب ويقول: لا يغرنكم هذا عن دينكم، فإنما يريد لتتركوا آلهتكم ولتتركوا اللات والعُزى، وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلنا: انعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بين بُردين أحمرين، مربوعُ، كثير اللحم، حسن الوجه، شديد سواد الشعر، أبيض شديد البياض، سابغ الشعر.
125 -
* روى أحمد عن ربيعة بن عباد من بني الديل، وكان جاهلياً قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول: "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" والناس مجتمعون عليه ووراءه رجلٌ وضيء الوجه أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابيء كاذب، يتتبعه حيث ذهب، فسألت عنه فذكروا لي نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا لي: هذا عمه أبو لهب، وفي رواية ورسول الله صلى الله عليه وسلم يفر منه وهو يتبعه، وفي رواية والناس منقصفون عليه، فما رأيت أحداً يقول شيئاً وهو لا يسكت.
126 -
* روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول:"اللهم اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون".
127 -
* روى الطبراني عن الحارث بن الحارث قال: قُلت لأبي ما هذه الجماعةُ قال:
124 - أحمد في مسنده (5/ 276) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 32): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
يحثي: حثى عليه التراب: حثا في وجهه التراب: هاله عليه. يغوينكم: غوي: أمعن في الضلال. أغواه: أضله وأغراه. مربوع: الربعة: الوسيط القامة. سابغ: سبغ الشيء سبوغاً: تم وطال واتسع.
125 -
أحمد في مسنده (4/ 341) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 22): رواه أحمد وأمنه والطبراني في الكبير بنحوه والأوسط باختصار بأسانيد وأحد أسانيد عبد الله بن أحمد ثقات. المعجم الكبير (5/ 61).
منقصفون: أي متزاحمون حتى يقصف بعضهم بعضاً، من القصف: الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام.
126 -
البخاري (6/ 514) 60 - كتاب أحاديث الأنبياء، باب:54.
ومسلم (3/ 1417) 32 - كتاب الجهاد والسير - 37 - باب: غزوة أحد.
127 -
المعجم الكبير (3/ 268)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 21): رواه الطبراني ورجاله ثقات.
هؤلاء القوم الذين اجتمعوا على صابئ لهم، قال: فنزلنا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى توحيد الله عز وجل والإيمان، وهم يرُدون عليه ويؤذونه حتى انتصف النهار وانصدع الناس عنه، أقبلت امرأة قد بدا نحرها تحمل قدحاً ومنديلاً فتتناوله منها فشرب وتوضأ ثم رفع رأسه فقال:"يا بنية خمري عليك نحرك ولا تخافي على أبيك" قلنا: من هذه؟ قالوا: هذه زينب بنته.
128 -
* روى أبو داود عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموقف، فقال:"ألا رجلٌ يحملني إلى قومه؟ فإن قريشاً منعوني أن أبلغ كلام ربي".
129 -
* روى الطبراني عن مدركة بن الحارث قال: حججت مع أبي فلما نزلنا مني إذا نحن بجماعةٍ، فقلت لأبي: ما هذه الجماعة، قال: هذا الصابئ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يا أيها الناسُ قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".
لم ينقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعوة أبداً منذ كُلف بها. وهذه نماذج: فلا الإيذاء شخصه ولا لأهله ولا لأصحابه ولا المقاطعة أوقفته عن الدعوة صلى الله عليه وسلم، وقد وضعنا هذا الفصل بين فصل المقاطعة وفصل عام الحزن مع أنهما متتابعان حتى لا يقع في خلد أحد أن الدعوة توقفت.
* * *
= صابئ: صبأ الرجل: ترك دينه ودان بآخر. انصدع: انشق. وانصدع الصبح: أسفر. قدحاً: القدح: إناء يشرب به الماء أو النبيذ ونحوها. خمري: التخمير: التغطية. نحرك: نحر: الصدر أعلاه أو موضع القلادة.
128 -
أبو داود (4/ 224) كتاب السنة - باب في القرآن.
والترمذي (5/ 184) 46 - كتاب فضائل القرآن، 24 - باب حدثنا محمد بن إسماعيل. وقال: حسن غريب صحيح.
وابن ماجه (1/ 73) - 12 - المقدمة - باب: فيما أنكرت الجهمة. وإسناده صحيح.
139 -
المعجم الكبير (20/ 242)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 21): رواه الطبراني ورجاله ثقات.