الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل: في تحويل القبلة
قال صاحب الرحيق المختوم: في شعبان سنة 2 هـ الموافق فبراير (شباط) 624 هـ، أمر الله تعالى بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، وأفاد ذلك أن الضعفاء والمافقين من اليهود الذين كانوا قد دخلوا في صفوف المسلمين، لإثارة البلبلة انكشفوا عن المسلمين ورجعوا إلى ما كانوا عليه، وهكذا تطهرت صفوف المسلمين عن كثير من أهل الغدر والخيانة.
وفي تحويل القبلة إشارة لطيفة إلى بداية دور جديد لا ينتهي إلا بعد احتلال المسلمين هذه القبلة، أو ليس من العجب أن تكون قبلة قوم بيد أعدائهم، وإن كانت بأيديهم فلابد من تخليصها يوماً ما.
269 -
* روى البخاري عن البارء بن عازب رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس سنة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً وكان يُعجبه أن تكون قبلته قِبَلَ البيت، وأنه صلى - أو صلاها - صلاة العصر، وصلى معه قومٌ، فخرج رجل ممن صلى معه، فمر على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قِبلَ مكة فداروا كما هم قِبَلَ البيت.
قال: وفي رواية: وكان الذي مات على القبلة - قبل أن تُحول قِبَلَ البيت - رجالٌ قتلوا لم ندر ما نقول فيهم؟ فأنزل الله عز وجل {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (1).
وفي أخرى (2): وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله عز وجل {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} فتوجه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس - وهم اليهودُ - {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (3).
269 - البخاري (8/ 171) 65 - كتاب التفسير - 12 - باب: (سيقول السفهاء من الناس
…
).
(1)
البقرة: 143.
(2)
البخاري (1/ 502) - 8 كتاب الصلاة - 31 - باب التوجه نحو القبلة حيث كان.
(3)
البقرة: 142.
وأخرجه الترمذي (1) قال: لما قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، صلى نحو بيت المقدس سِتة، أو سبعة عشر شهراً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله تبارك وتعالى {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (2) فوجه نحو الكعبة، وكان يُحب ذلك، فصلى رجُل معه العصر، ثم مر على قومٍ من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس. فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قد وُجه إلى الكعبةِ، فانحرفوا وهم رُكوعٌ.
وأخرجه النسائي (3) قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً، ثم إنه وُجه إلى الكعبة، فمر رجلٌ قد كان صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم على قومٍ من الأنصار، فقال: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وُجه إلى الكعبةِ، فانحرفُوا إلى الكعبة.
270 -
* روى الطبراني عن تُويلة بنت أسلم وهي من المبايعات قالت: إنا لبمقامنا نُصلي في بني حاثة، فقال عبادُ بن بشر بن قبطي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام والكعبة، فتحول الرجال مكان النساء والسناء مكان الرجال، فصلوا الركعتين الباقيتين نحو الكعبة.
271 -
* روى الطبراني عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي قِبَلَ بيت المقدس، فلما حُوِّل انطلق رجل إلى أهل قُباء فوجدهم يصلون صلاة الغداة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يُصلى إلى الكعبة فاستدار إمامهم حتى استقبل بهم القبلة.
(1) الترمذي (3/ 169) أبواب الصلاة - باب ما جاء في ابتداء القبلة وقال: حديث حسن صحيح وكذا في (5/ 207) كتاب تفسير القرآن - 1 - باب: ومن سورة لابقرة.
قِبَل البيت: أي حذاءه، وجهته التي تقابله.
شطر الشيء: جهته ونحوه.
(2)
البقرة: 144.
(3)
النسائي (1/ 243) كتاب الصلاة - باب فرض القبلة.
270 -
المعجم الكبير (24/ 207). أورده الهيثمي (2/ 14) وقال: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون.
271 -
أورده الهيثمي (2/ 14) وقال: رواه الطبراني ورجاله موثقون.
صلاة الغداة: هي صلاة الفجر.