الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - صور ومشاهد
278 -
* روى الطبراني عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة: "إني أُخبرتُ عن عير أبي سفيان أنها مقبلة فهل لكم أن نخرج قِبَلَ هذا العير لعل الله يُغنمناها" فقلنا: نعم فخرج وخرجنا، فلما سرنا يوماً أو يومين قال لنا: ما ترون في القوم فإنهم قد أخبروا بمخرجكم: فقلنا: لا والله ما لنا طاقة بقتال العدو ولكن أردنا العير، ثم قال: ما ترون في قتال القوم؟ فقلنا مثل ذلك. فقال المقداد بن عمرو: إذاً لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون. قال: فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا كما قال المقداد أحب إلينا من أن يكن لنا مال عظيم فأنزل الله عز وجل على رسوله {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} (1) ثم أنزل الله عز وجل: {أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} (2) وقال {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} (3) والشوكة القومُ وغير ذات الشوكة العيرُ، فلما وعدنا إحدى الطائفتين إما القوم وإما العير طابت أنفسنا، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً لينظر ما قبل القوم، فقال: رأيتُ سواداً ولا أدري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هُم همُ، هلموا أن نتعاد" ففعلنا فإذا نحن ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً، فأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدتنا فسره ذلك فحمد الله وقال "عدة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال:"معي معي" ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إني
278 - المعجم الكبير (4/ 174) وإسناده حسن.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 73) وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
حسد لنا: على أخذ الفدية.
(1)
الأنفال: 5، 6.
(2)
الأنفال: 12.
(3)
الأنفال: 7.
أنشُدك وعدك" فقال ابن رواحة: يا رسول الله إني أريد أن أشير عليك ورسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل مِنْ يشير عليه وإن الله أعظم من أن تنشده وعده فقال: "يا ابن رواحة لأنشدن الله وعده فإن الله لا يُخلف الميعاد" فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله وجوه القوم فانهزموا فأنزل الله عز وجل: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (1) فقتلنا وأسرنا فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ما أرى أن تكون لك أسرى فإنما نحن داعون مؤلفون فقلنا معشر الأنصار: إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ ثم قال: "ادعوا لي عمر" فدُعي له فقال: "إن الله عز وجل قد أنزل علي": {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (2).
أقول: فيه ابن لهيعة، والملاحظ أن الهيثمي يحسن أحاديث ابن لهيعة ولو كانت عن غير العبادلة، وذلك فيما نعتقد لملحظ دقيق يلحظه الشيخ الهيثمي، ولذلك فإننا كثيراً ما نتابعه على تحسينه في هذا الكتاب لقوة مدركه في الحديث.
279 -
* روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الهل عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بُسيْسَة، عيناً ينظرُ ما صنعتْ عيرُ أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغيرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا أدري، ما استثنى بعض نسائه .. - قال: فحدثه الحديث، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم، فقال:"إن لنا طلبةً، فمن كان ظهره حاضراً فليركبْ معنا" فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في عُلو المدينة، فقال:"إلا من كان ظهره حاضراً" فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يُقدمن أحدٌ منكم إلى شيءٍ حتى أكون أنا دونه" فدنا المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قُومُوا إلى جنةٍ عرضُها السماواتُ والأرض" قال: يقول عُمير بن الحُمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات
(1) الأنفال: 17.
(2)
الأنفال: 67.
279 -
مسلم (3/ 1510) 33 - كتاب الإمارة - 41 - باب: ثبوت الجنة الشهيد.
والأرض؟ قال: "نعم" قال: بخٍ بخٍ يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طما يحملك على قولك: بخٍ بخٍ؟ " قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاءة أن أكون من أهلها، قال: "فإنك من أهلها" قال: فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قُتِلَ.
قال النووي: قوله: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بُسَيْسَة عيناً) هكذا هو في جميع النسخ بُسَيْسَة بباء موحدة مضمومة وبسينين مهملتين مفتوحتين بينهما ياء مثناة تحت ساكنة، قال القاضي: هكذا هو في جميع النسخ، قال: وكذا رواه أبو داود وأصحاب الحديث. قال: والمعروف في كتب السيرة بَسْبَس بياءين موحدتين مفتوحتين بينهما سين ساكنة وهو بسبس ابن عمرو، ويقال: ابن بشر من الأنصار من الخزرج، ويقال: حليف لهم، قلت: يجوز أن يكون أحد اللفظين اسماً له والآخر لقباً. وقوله (عيناً) أي: متجسساً ورقيباً. قوله (ما صنعت عير أبي سفيان) هي الدواب التي تحمل الطعام وغيره من الأمتعة، قال في المشارق: العير هي الإبل والدواب تحمل الطعام وغيره من التجارات، قال: ولا تسمى عيراً إلا إذا كانت كذلك. وقال الجوهري في الصحاح: العير الإبل تحمل الميرة وجمعها عيرات بكسر العين وفتح الياء. قوله صلى الله عليه وسلم: (إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضراً فليركب) هي بفتح الطاء وكسر اللام أي شيئاً نطلبه والظهر الدواب التي تركب. قوله: (فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم) هو بضم الظاء وإسكان الهاء أي مركوباتهم في هذا استحباب التورية في الحرب وأن لا يبين الإمام جهة إغارته وإغارة سراياه لئلا يشيع ذلك فيحذرهم العدو. قوله (في علو المدينة) بضم العين وكسرها. قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه) أي قدامه متقدماً في ذلك الشيء لئلا يفوت شيء من المصالح التي لا تعلمونها. قوله: (عمير بن الحمام) بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم. قوله: (بخ بخ) فيه لغتان إسكان الخاء وكسرها منوناً وهي كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير. قوله: (لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها) هكذا هو في أكثر النسخ المعتمدة رجاءة بالمد ونصب التاء، وفي بعضها رجاء بلا تنوين وفي بعضها بالتنوين ممدودان
بحذف التاء، وكله صحيح معروف في اللغة، ومعناه والله ما فعلته لشيء إلا لرجاء أن أكون من أهلها. قوله (فأخرج تمرات من قرنه) هو بقاف وراء مفتوحتين ثم نون أي جعبة النُّشاب (1) ووقع في بعض نسخ المغاربة فيه تصحيف. قوله:(لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي ههذ إنها لحياة طويلة فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل) فيه جواز الانغمار في الكفار والتعرض للشهادة وهو جائز بلا كراهة عند جماهير العلماء. قوله: (وهو بحضرة العدو) هو بفتح الحاء وضمها وكسرها ثلاث لغات، ويقال أيضاً بحضر بفتح الحاء والضاد بحذف الهاء. أهـ.
وقال الأستاذ البوطي: يجوز للإمام أن يستعين في الجهاد وغيره بالعيون والمراقبين، يبثهم بين الأعداء ليكتشف المسلمون خططهم وأحوالهم وليتبينوا ما هم عليه من قوة في العدة والعدد. ويجوز اتخاذ مختلف الوسائل لذلك، بشرط أن لا تنطوي الوسيلة على الإضرار بمصلحة هي أهم من مصلحة الاطلاع على حال العدو، وربما استلزمت الوسيلة تكتماً أو نوعاً من المخادعة أو التحايل، وكل ذلك مشروع وحسن من حيث إنه وسيلة لابد منها لمصلحة المسلمين وحفظهم.
280 -
* روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: كُنا يوم بدرٍ ثلاثة على بعير كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله علي هوسلم قال: وكانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: نحن نمشي عنك فقال: "ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما".
أقول: إن مواساة القائد جنده بقدر ما يستطيع تستخرج من الجندي أقصى الطاقات وأعلى الطاعات وأشد الحب، وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم مليئة بهذه المواساة والمساواة إلا إذا كان هناك عذر. أو كان هناك تقعيد لمبدأ.
(1) النشاب: النيل.
280 -
أحمد في مسنده (1/ 411) وكذا في (1/ 424).
عقبة: نوبة، أي دور أو نوبة رسول الله صلى الله علي هوسلم في المشي.
ولا أنا بأنى عن الآجر منكما: لست بغني عن الثواب. شأني شأنكم في الحاجة إلى الثواب والأجر من الله تعالى.
281 -
* روى أبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنهم حُفاة فاحملهم، اللهم إنهم عُراة فاكسهُم، اللهم إنهم جياعٌ فأشبعهم" ففتح الله له يوم بدر، فانقلبوا - حين انقلبوا - وما منهم رجل إلا وقد رجع بجملٍ، أو جملين، واكتسوا وشبعوا.
أقول: بعض الروايات تذكر أن عدد المسلمين يوم بدر كانوا (313) وبعضها تذكر أنهم كانوا (314)، وبعضها تذكر أنهم كانوا (315)، وبعضها تذكر انهم كانوا (317)، وبعضهما تذكر أنهم (319) وسبب الخلاف يعود إلى أن بعضهم أدخل ما لم يدخله الآخر، فمثلاً هناك روايات صحيحة تذكر حضور أنس وهو صغير، وهناك روايات تذكر أن بعض الناس ردهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة للقيام بأمرها، فبسبب من الإدخال والإخراج تعددت الروايات، عد منهم عثمان بن عفان ولم يحضر، أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يمرض امرأته رقية، وكذلك عد منهم قوماً كلفوا بمهمات ولم يحضروا المعركة، وقد وردت أسماء تسعة لم يحضروا وضرب لهم بسهم وأجر ذكروا في هذا الكتاب تحت عنوان من غاب عن بدر وكان كأهلها.
وفي سنن أبي داود (1) عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرامٍ أنه قال: كنت أميحُ (2) لأصحابي الماء يوم بدرٍ.
وهذا الحديث لم يذكره البخاري ولا الضياء. كذا في البداية والنهاية.
282 -
* روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كنا أصحاب محمدٍ تتحدثُ: أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معهُ النهر - ولم يجاوز معه إلا مؤمن - بضعة (3) وثلاثمائة، وفي رواية قال البراء: لا، والله ما جاوز معه
281 - أبو داد (3/ 79) كتاب الجهاد - باب: في نفل السرية تخرج من العسكر.
(1)
أبو داود (3/ 75) كتاب الجهاد - باب: في المرأة والعبد يحذبان من الغنيمة.
(2)
أصبح: أستقي.
282 -
البخاري (7/ 210) 64 - كتاب المغازي - 6 - باب عدة أصحاب بدر.
(3)
بضعة: البضع: ما بين الثلاثة إلى التسعة.
النهر إلا مؤمن.
283 -
* روى البخار يعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: اسْتُصْفِرْتُ أنا وابن عُمر يوم بدرٍ، وكان المهاجرون يوم بدرٍ: نيفاً على ستين، والأنصار نيفاً وأ {بعين ومائتين.
284 -
* روى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دفع الراية إلى علي رضي الله عنه يوم بدرٍ وهو ابن عشرين سنة.
285 -
* روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَلَ بدر، فلما كان بحرةِ الوبرة أدركهُ رجُل قد كان يُذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين رأوه. فلما أدركهُ، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئتُ لأتبعُك وأًيب معك، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تؤمن بالله ورسوله"؟ قال: لا، قال "فارجع، فلن أستعين بمشركٍ" قالت ثم مضى، حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجلُ، فقال له كما قال أول مرةٍ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرةٍ قال:"فارجع فلن أستعين بمشركٍ" ثم رجع، قال، فأدركه بالبيداء، فقال له كما قال أول مرة:"تؤمن بالله ورسوله؟ " قال: نعم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فانطلقْ".
وأخرجه الترمذي (1) إلى قوله: "فلن أستعين بمشركٍ" قال: وفي الحديث كلام أكثر من هذا.
283 - البخاري (7/ 290) 64 - كتاب المغازي - 6 - باب: عدة أصحاب بدر.
نيف: بوزن الهين: الزيادة يخفف ويشدد، وكل ما زاد على العقد فهو نيف حتى يبلغ العقد الثاني.
284 -
المستدرك (3/ 111) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي وقال: هذا نص في أنه أسلم وله أقل من عشر سنين، بل نص في أنه أسلم وهو ابن سبع سنين أو ثامن وهو قول عروة.
285 -
مسلم (3/ 1449) 32 - كتاب الجهاد والسير - 51 - باب: كراهة الاستعانة في الغزو بكافر.
حرة الوبرة: موضع على بعد أربعة أميال من المدينة.
نجدة: النجدة: القوة والشجاعة.
(1)
الترمذي (4/ 127) 22 - كتاب السير 10 - باب: ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين هل يسهم لهم، وقال: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه أبو داود (1) مختصراً أن رجلاً من المشركين لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ليُقاتلَ معهُ، فقال:"ارجعْ"، ثم اتفقا فقال:"إنا لا نستعينُ بمشركٍ".
قال النووي: قوله عليه الصلاة والسلام: (فارجع فلن أستعين بمشرك) وقد جاء في الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بصفوان بن أمية قبل إسلامه، فأخذ طائفة من العلماء بالحديث الأول على إطلاقه، وقال الشافعي وآخرون: إن كان الكافر حسن الرأي في المسلمين ودعت الحاجة إلى الاستعانة به استعين به وإلا فيكره، وحمل الحديثين على هذين الحالين، وإذا حضر الكافر بالإذن رضخ له أي أعطاه قليلاً ولا يسهم له، هذا مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة والجمهور، وقال الزهري والأوزاعي يسهم له والله أعلم.
286 -
* روى مسلم عن أبي الطفيل رحمه الله قال: حدثنا حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدراً إلا أني خرجتُ أنا وأبي، حُسيلٌ، فأخذنا كفارُ قريشٍ، فقالوا: إنكم تريدون محمداً، فقلنا: ما نريده، وما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه: لننصرفن إلى المدينة، ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرناه الخبر، فقال:"انصرفا نفي لهم بعهدهم، ونستعينُ الله عليهم".
قال النووي: في هذا الحديث جواز الكذب في الحرب، وإذا أمكن التعريض في الحرب فهو أولى، ومع هذا يجوز الكذب في الحرب وفي الإصلاح بين الناس وكذب الزوج لامرأته كما صرح به الحديث الصحيح وفيه الوفاء بالعهد، وقد اختلف العلماء في الأسير يعاهد الكفار أن لا يهرب منهم، فقال الشافعي وأبو حنيفة والكوفيون: لا يلزمه ذلك بل متى أمكنه الهرب هرب، وقال مالك: يلزمه، واتفقوا على أنه لو أكرهوه فحلف لا يهرب لا يمين عليه لأنه مكره، وأما قضية حذيفة وأبيه فإن الكفار استحلفوهما لا يقاتلان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة بدر فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء. وهذا ليس للإيجاب فإنه لا يجب الوفاء بترك الجهاد مع الإمام ونائبه ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يشيع عن أصحابه نقض العهد وإن كان
(1) أبو داود مختصراً (3/ 75) كتاب الجهاد - باب: في المشرك يسهم له.
286 -
مسلم (3/ 1414) 32 - كتاب الهجاد والسير - 35 - باب: الوفاء بالعهد.
لا يلزمهم ذلك لأن المشيع عليهم لا يذكر تأويلاً.
287 -
* روى البخار يعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: شهدتُ من المقداد ابن الأسود مشهداً لأن أكون صاحبهُ أحبُ إليَّ مما عُدِلَ به: أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال: لا تقول كما قال قوم موسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} (1) ولكنا نقاتلُ عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجههُ وسره، يعني قوله.
وفي رواية (2): قال المقداد يوم بدرٍ: يا رسول الله، إنا لا نقولُ لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى:{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكن امضونحن معك. فكأنه سُري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حجر: قوله (مما عدل به) بضم المهملة وكسر الدال المهملة أي وزن أي مِنْ كل شيء يُقابل ذلك من الدنيويات، وقيل من الثواب، أو المرادُ الأعمُّ من ذلك، والمراد المبالغة في عظمة ذلك المشهد، وأنه كان لو خُير بين أن يكون صاحبه وبين أني حصل له ما يقابل ذلك كائناً ما كان لكان حصوله له أحب إليه، وقوله:(لأن أكون صاحبه) هو بالنصب، وفي رواية الكشميهني (لأن أكون أنا صاحبه) ويجوز فيه الرفعُ والنصب، قال ابن مالك: النصب أجود. قوله: (وهو يدعو على المشركين) زاد النسائي في روايته (جاء المقداد على فرسٍ يوم بدر فقال) وذكر ابن إسحاق أن هذا الكلام قاله المقدادُ لما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الصفراء وبلغهُ أن قريشاً قصدت بدراً وأن أبا سفيان نجا بمن معه فاستشار الناس، فقام أبو بكر فقال فأحسن، ثم قام عمر كذلك، ثم المقدادُ فذكر نحو ما في حديث الباب وزاد "فقال: والذي بعثك بالحق لو سلكت بنا برك الغماد لجاهدنا معك من دونه. قال: فقال: (أشيروا علي) قال: فعرفوا أنه يريد الأنصار، وكان يتخوفُ أن لا يوافقوه لأنهم لم
287 - البخاري (7/ 287) 64 - كتاب المغازي - 4 - باب: قول الله تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم).
(1)
المائدة: 74.
(2)
البخاري (8/ 273) 65 - كتاب التفسير - 4 - باب: فاذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون.
سُري: عن المحزون وغيره: إذا كشف عنه ما به.
يبايعوهُ إلا على نُصرته ممن يقصده لا أن يسير بهم إلى العدو، فقال له سعد بن معاذٍ: امض يا رسول الله لما أمرت به فنحنُ معك. قال فسره قوله ونشطه" وكذا ذكره موسى ابن عقبة مبسوطاً، وأخرجه ابن عائذ منْ طريق أبي الأسود عن عروة، وعند ابن أبي شيبة من مرسل علقمة بن وقاص في نحو قصة المقداد (فقال سعد بن معاذ: لئن سرت حتى تأتي برك الغماد يمن من لنسيرن معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى - فذكره وفيه - لعلك خرجت لأمرٍ فأحدث الله غيره، فامض لما شئت، وصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعاد من شئت، وخُذ من أموالنا ما شئت" قال: وإنما خرج يريدُ غنيمة ما مع أبي سفيان فأحدث الله له القتال.
وروى ابن أبي حاتم من حديث أبي أيوب قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحنُ بالمدينة: "إني أخبرت عن عير أبي سفيان، فهل لكم أن تخرجوا إليها لعل الله يغنمناها؟ " قلنا: نعم، فخرجنا. فلما سِرنا يوماً أو يومين قال:"قد أخبروا خبرنا فاستعدوا للقتال" فقلنا: لا والله ما لنا طاقة بقتال القوم، فأعادهُ، فقال له المقداد: لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى ولكن نقول: إنا معكما مقاتلون. قال: فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا كما قال المقداد. فأنزل الله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} (1) وأخرج ابن مردويه من طريق محمد ابن عمرو بن علقمة بن وقاص عن أبيه عن جده نحوه، لكن فيه أن سعد بن معاذٍ هو الذي قال ما قال المقداد، والمحفوظ أن الكلام المذكور للمقدا كما في حديث الباب، وان سعد بن معاذ إنما قال:(لو سِرت بنا حتى تبلغ برك الغماد لسرنا معك) كذلك ذكره موسى بن عقبة. وعند ابن عائذ في حديث عروة (فقال سعد بن معاذٍ: لو سرت بنا حتى تبلغ البرك من غمد ذي يمنٍ) ووقع في مسلم أن سعد بن عبادة هو الذي قال ذلك، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة من مرسل عكرمة، وفيه نظر لأن سعد بن عُبادة لم يشهد بدراًن وإن كان يعد فيهم لكونه ممن ضرب له بسهمه كما سأذكره في آخر الغزوة، ويمكن الجمع بأن النبي صلى الله عليه وسلم استشارهم في غزوة بدر مرتين: الأولى: وهو بالمدينة أول ما بلغه خبر العير مع أبي
(1) الأنفال: 5.
سفيان، وذلك بين في رواية مسلم ولفظه (أن النبي صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان) والثانية: كانت بعد أن خرج كما في حديث الباب؛ ووقع عند الطبراني أن سعد ابن عبادة قال ذلك بالحديبية، وهذا أولى بالصواب، وقد تقدم في الهجرة شرح برك الغماد، ودلت رواية ابن عائذ هذه على أنها من جهة اليمن، وذكر السهيلي أنه رأى في بعض الكتب أنها أرض الحبشة، وكأنه أخذه من قصة أبي بكر مع ابن الدغنة، فإن فيها أنه لقيه ذاهباً إلى الحبشة ببرك الغماد فأجاره ابن الدغنة كما تقدم في هذا الكتاب، ويجمع بأنها من جهة اليمن تقابل الحبشة وبينهما عرض البحر. أهـ.
288 -
* روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغهُ إقبالُ أبي سفيان، قال: فتكلم أبو بكرٍ، فأعض عنه ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقام سعد ابن عبادة، فقال: إيانا تُريدُ يا رسول الله؟ والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا، قال: فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانطلقوا، حتى نزلوا بدراً، ووردت عليهم روايا قُريش وفيهم غُلامٌ أسودُ لبني الحجاج، فأخذوهُ، فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه؟ فيقول. مالي علم بأبي سفيان، ولكن هذا أبو جهل، وعتبةُ، وشيبةُ، وأميةُ بن خلف فإذا قال ذلك ضربوه، فقال: نعم أنا أخبركم، هذا أبو سفيان، فإذا تركوه فسألوهُ قال: مالي بأبي سفيان علم ولكن هذا أبو جهل، وعتبة، وشيبة، وأمية بن خلفٍ في الناس، فإذا قال هذا أيضاً ضربوه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يُصلي، فلما رأى ذلك انصرف، وقال:"والذي نفسي بيده، لتضربوه إذا صدقكم، وتتركوهُ إذا كذبكم" قال: فقال رسول
288 - مسلم (3/ 1403) 32 - كتاب الجهاد والير - 30 - باب: غزوة بدر.
تخيضها: الضمير يعود على الخيل.
الكبد: أوسط الشيء ومعظمه.
برك الغماد: برك بفتح الباء وإسكان الراء، وقال بعضهم: صوابه كسر الراء والغماد بغين معجمة مكسورة ومضمومة لغتان مشهورتان، لكن الكسر أفصح والمشهور عند المحدثين، والضم هو المشهور في كتب اللغة.
= روايا: جمع راوية، وهي المزادة، والمراد به هاهنا: الجمال التي تحمل المزاد، والجمل: راوية، وتممي به المزادة.
الله صلى الله عليه وسلم: "هذا مصرع فلانس" ويضعُ يدهُ على الأرض هاهنا وهاهنا - قال: فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أبو داود (1)، وأول حديثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب أصحابه، فانطلق إلى بدرٍ، فإذا هم بروايا قريش، فيها عبد أسودُ لبني الحجاج
…
وذكر الحديث إلى آخره بتغيير شيءٍ من ألفاظه، ثم قال في آخره: والذي نفسي بيده، ما جاوز أحدٌ منهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذوا بأرجُلهم فسُحبوا، فألقوا في قليب بدر.
289 -
* روى الطبراني عن عبد الله يعني ابن مسعود قال: لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لصاحبي الذي إلى جانبي أتراهُم سبعين؟ قال: أراهم مائة، حتى أخذنا منهم رجلاً فسألناه قال: كنا ألفاً.
وقد ذكرنا الحديث مع أن فيه عنعنة ابن إسحاق لما يشهد له من ظاهر النصوص القرآنية كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية فقال:
قال تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا} (2) فعندما تقابل الفريقان قلل الله كلا منهما في أعين الآخرين ليجترئ هؤلاء على هؤلاء وهؤلاء على هؤلاء لما له في ذلك من الحكمة البالغة، وليس هذا معارضاً لقوله تعالى في سورة آل عمران {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ
= مصرع: المصرع: موضع القتل.
ماماط: أي: ما زال وما بعدُ، والميط: الميل والعدول.
(1)
أبو داود (3/ 58) كتاب الجهاد - باب: في الأسير يُنال منه ويضرب.
ندب: ندبت الرجل لهذا الأمر، أي: هيأته له، وبعثته فيه، فانتدب، أي: أجاب.
القليب: البئر لم تطو، وإنما هي حفيرة قلب ترابها، فسميت قليباً.
289 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 84) وقال: رواه الطبراني، ولم يتكلم عليه في المجمع، وفيه عنعنة ابن إسحاق.
(2)
الأنفال: 44.
يَشَاءُ} (1) فإن المعنى في ذلك على أصح القولين أن الفرقة الكافرة ترى الفرقة المؤمنة مثلي عدد الكافرة على الصحيح أيضاً، وذلك عند التحام الحرب والسابقة أوقع الله الوهن والرعب في قلوب الذين كفروا فاستدرجهم أولاً بأن أراهم إياهم عند المواجهة قليلاً، ثم أيد المؤمنين بنصره فجعلهم في أعين الكافرين على الضعف منهم حتى وهنوا وضعفوا وغلبوا. ولهذا قال:{وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} .
أقول: كان هذا من فعل الله عز وجل لرسوله وللمؤمنين، ولو أخلص المسلمون وأحسنوا لوجدوا التوفيقات والتأييدات تحفهم من كل جانب.
وقد علل الله عز وجل لإراءته المسلمين المشركين قلة بقوله: {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ} (2).
إن هذا التعليل يوحي بأشياء كثيرة: منها: أولاً: أن المسلمين يحكمهم عالم الأسباب فعندما يرون أن القوى غير متكافئة لابد أن يختلفوا في أمر القتال هل يقاتلون أو لا يقاتلون؟ فالله عز وجل بحكمته جنبهم هذا الموقف يوم بدر، ولكن هذا الموقف يمكن أن يواجه المسلمين في كل لحظة فعلى قياداتهم أن تلاحظ ذلك أولاً في الموازنات التي تسبق القرار. ثانياً: في القرار نفسه، ثالثاً: في الخطة المناسبة على ضوء تفاضل القوى، رابعاً: في الإعداد النفسي والتدريبي، خامساً: في إدارة المعركة.
290 -
* روى الإمام أحمد عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "من استطعتم أن تأسروه من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرهاً".
معنى الحديث: من استطعتم عليه من بني عبد المطلب فأسروه ولا تقتلوه.
تعليق: لم تكن قريش كلها مقتنعة بههذ الحرب ولذلك خرج بعضهم ثم نكص وبعضهم
(1) آل عمران: 13.
(2)
الأنفال: 43.
290 -
أحمد في مسنده (1/ 89)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 85) وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد ثقات.
لم يخرج أصلاً. وقد عرض ابن كثير صورة عن هذه الأمور في البداية والنهاية قال: وقال الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي - وكان حليفاً لبني زهرة - وهم بالجحفة: يا بني زهرة قد نجي الله لكم أموالكم، وخلص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل، وإنما نفرتم لتمنعوه وماله فاجعلوا بي جبنها وارجعوا فإنه لا حاجة لكم بأن تخرجا في غير ضيعة لا ما يقول هذا. قال: فرجعوا فلم يشهدها زُهري واحد، أطاعوه وكان فيهم مطاعاً ولم يكن بقي بطن من قريش إلا وقد نفر منهم ناس إلا بني عدي لم يخرج منهم رجل واحد، فرجعت بنو زهرة مع الأخنس فلم يشهد بدراً من هاتين القبيلتين أحد. قال: ومضى القوم وكان بين طالب بن أبي طالب - وكان في القوم - وبين بعض قريش محاورة. فقالوا: والله لقد عرفنا يا بني هاشم - وإن خرجتم معنا - أن هواكم مع محمد، فرجع طالب إلى مكة مع من رجع.
291 -
* روى البزار عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزل المسلمون بدراً وأقبل المشركون نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عتبة بن ربيعة وهو على جمل أحمر فقال: "إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، إن يُطيعوه يرشدوا" وهو يقول: يا قوم أطيعُوني في هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه فاجعلوا جبنها برأسي وارجعوا، فقال أبو جهل: انتفخ والله سحره حين رأى محمداً وأصحابه، إنما محمدٌ وأصحابه كأكلة جزور لو قد التقينا، فقال عتبة: ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قوماً يضربونكم ضرباً، اما ترون كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجُوههم السيوفُ، ثم دعا أخاه وابنه فخرج يمشي بينهُما ودعا بالمبارزة.
292 -
* روى الإمام أحمد عن علي قال: لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها
291 - أورده الهيثمي في مجمع الزائد (6/ 76) وقال: رواه البزار ورجاله ثقات. كشف الأستار (2 - 313). انتفخ سحره: السحر الرئة، والمعنى امتلأ خوفاً وجبناً.
292 -
أحمد في مسنده (1/ 117). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 75) وقال: روى أبو داود منه طرفاً، ورواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مُضربِ وهو ثقة.
فاجتويناها وأصابنا بها وعك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخبرُ عن بدرٍ، فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وبدر بئر، فسبقنا المشركون إليها فوجدنا فيها رجُلين منهم رجلاً من قريش ومولى لعقبة بن أبي مُعيط، فأما القرشي فانفلت وأما مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثيرٌ عددهُم، شديدٌ بأسُهم فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتى انتهوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:"كم القومُ" قال: هم والله كثير عددهم شديد بأسهم فجهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُخبره كم هم فأبى، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم سأله:"كم ينحرُون من الجزور" قال: عشراً كل يوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القوم ألفٌ كل جزور لمائة وتبعها" ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظلُ تحتها من المطر، وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول:"اللهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبدُ" قال: فلما أن طلع الفجرُ، نادى الصلاة عباد الله فجاء الناس من تحت الشجر والحجفِ فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرض على القتال ثم قال: إن جمع قريش تحت هذه الضلع الحمراء من الجبل" فلما دنا القوم منا وصففناهم إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسيرُ في القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي ناد حمزة" وكان أقربهم من المشركين من صاحب الجمل الأحمر وماذا يقول لهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر" فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن القتال ويقول لهم: يا قوم إني أرى قوماً مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير، يا قوم اعصبوها اليوم برأسي وقولوا جبُن عتبة بن ربيعة وقد علمتم أني لستُ بأجبنكم فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقولُ
= فاجتويناها: أي أصابهم الجوى وهو المرض وداء إذا تطاول وذلك لم يوافقهم هواؤها.
واستوخموها: يقال اجتويت البلد إذاكرهت المقام فيه وإن كنت ف ينعمة.
الوعك: أذى الحمى ووجعها.
طش: هو الضعيف القليل.
الجحفة: الترس جمعها: حجف.
الضلع: جبيل منفرد صغير يشبه بالضلع.
ساقفناهم: أي واقفناهم وقمنا حذاءهم.
ذلك والله لو غيرك يقول لأعضضته، قد ملئت رئتك رُعباً فقال عتبة: إياي تعني يا مصفر إسته ستعلم اليوم أينا الجبان قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنهُ الوليد حمية، فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتيةُ من الأنصار ستة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب. فقال رسول الله صلى الله عليه سولم: "قم يا عليٌّ وقم يا حمزةُ وقم يا عبيدة بن الحرث بن المطلب" فقتل الله شيبة وعتبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وجرح عبيدة، فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبد المطلب أسيراً، فقال العباس: يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني، أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهاً على فرس أبلق ما أراه في القوم. فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله قال: "سكت فقد أيدك الله بملك كريم" قال علي عليه السلام فأسرنا من بني عبد المطلب العباس عقيلاً ونوفل بن الحارث.
293 -
* روى أبو داود عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: تقدم عتبةُ بن ربيعة، وتبعه ابنه وأخوه، فنادى: من يبارز؟ فانتدب له شباب من الأنصار، فقال: من أنتم؟ فأخبروه فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه سلم: قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيدة بن الحارث، فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلتُ إلى شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحدٍ منهما صاحبهُ ثم ملنا على الوليد، فقتلناه، واحتملنا عبيدة
لأعضضته: عض هن أبيك (وهي كلمة شتم عند العرب).
ملئت رئتك رعباً: تعبير يقال لمن خاف خوفاً عظيماً.
يا مصفر استه: الاست: المقعدة، والتصفير يكون بدهنها بالخلوق وهو طيب أصفر اللون، وهي شتيمة.
أجلح: الذي انحسر شعره عن جانبي رأسه. حمية: الأتقة. أبلق: بلق الفرس: كان فيه سواد وبياض.
293 -
أبو داود (3/ 52) كتاب الجهاد - باب: في المبارزة.
يبارز: ينفرد عن جماعته ويظهر أمام عدوه.
فانتدب: ندبه إلى الأمر: كنصره ودعاه وحثه.
اختلفت ضربتان: ترددت الضربة خلف الضربة الأخرى.
أثخن: بالغ في جراحة عدوه.
وفي رواية ذكرها رزين: لما كان يومُ بدر تقدم عتبةُ بن ربيعة، وشيبة أخوه، والوليد بن عتبة
…
وذكره، وفيها: إنما أردنا أكفاءنا من بني عمنا. وفيه قال علي: فما أنا وحمزة: فأنجزنا صاحبينا، وأما عبيدة والوليد: فأثخن كل واحد منهما صاحبه
…
وذكره.
أقول: أخرج النبي صلى الله عليه وسلم للمبارزة ثلاثة هم أقرب الناس إليه نسباً فلم يكن له ولد ذكر أو أخ أو أب وكان أقرب الناس منه حمزة عمه وعلي ابن عمه وعبيدة ابن عمه الأعلى وهذا يعلمنا ألا نبخل بأقرب الناس منا لنقدمهم للجهاد ونعرضهم للشهادة، وكان في هذا درس للصحابة والمسلمين بليغ.
294 -
* روى البزار عن عبد الله يعني ابن سمعود قال: كان سعد يقاتل مع رسول الله صلى الله لعي هوسلم يوم بدر قتال الفارس والراجل.
295 -
* روى البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، قال قيس: وفيهم نزلت: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} (1) قال: هم الذين بارزوا يوم بدرٍ: عليٌّ، وحمزةُ، وعبيدةُ، وشيبةُ ابن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة.
وفي رواية أن علياً قال: فينا نزلت هذه الآية {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} .
296 -
* روى البخاري عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال قيس بن عُبادٍ: سمعت أبا ذر يُقسم قسماً أن هذه الآية: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} نزلت في الذين برزوا يوم بدرٍ: حمزة وعلي، وعبيدة بن الحارث، وعتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة.
294 - كشف الأستار (2/ 315)
مجمع الزوائد (6/ 83) وقال: رواه البزار بإسنادين أحدهما متصل والآخر مرسل ورجالهم ثقات.
295 -
البخاري (8/ 443) 65 - كتاب التفسير - 2 - باب (هذان خصمان اختصموا في ربهم). يجثو: أي: يقعد على ركبتيه.
(1)
الحج: 19.
296 -
البخاري (7/ 297) 64 - كتاب المغازي - 8 - باب: قتل أبي جهل.
ومسلم (4/ 2323) 54 - كتاب التفسير - 7 - باب: في قوله تعالى: (هذان خصمان اختصموا في ربهم).
297 -
* روى أحمد عن عتبة بن عبد السُّلمى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: "قوموا فقاتلوا" قالوا: نعم يا رسول الله ولا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام انطلق أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدن، ولكن انطلق أنت وربك يا محمد فقاتلا وإنا معكم نُقاتل.
298 -
* روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وهو في قبةٍ يوم بدر -: "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، الهلم إن تشأ لا تُبعدُ بعد اليوم" فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله ألححت على ربك، وهو يثبُ في الدرع، فخرج وهو يقول:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (1).
قال في الفتح: وعن سعيد بن منصور من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: "لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وتكاثرهم وإلى المسلمين فاستقلهم، فركع ركعتين وقام أبو بكر عن يمينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صلاته: "اللهم لا تودع مني، اللهم لا تخذلني، اللهم لا تترُني".
وعند الطبراني بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: "ما سمعنا مناشداً ينشد ضالة أشد مناشدة من محمد لربه يوم بدر: طاللهم إني أنشدك ما وعدتني" قال السهيلي: سبب شدة اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم ونصبه ف الدعاء لأنه رأى الملائكة تنصب في القتال، والأنصار يخوضون غمار الموت، والجهاد تارة يكون بالسلاح وتارة بالدعاء، ومن السنة أن يكون الإمام وراء الجيش لأنه لا يقاتل معهم فلم يكن ليريح نفسه، فتشاغل بأحد الأمرين وهو الدعاء. قوله:(اللهم إن شئت لم تعبد) في حديث عمر "اللهم إن تهلك هذه العصابه من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض". أما "تهلك" فبفتح أوله وكسر اللام، "والعصابة" بالرفع، وإنما قال ذلك لأنه علم أنه خاتم النبيين فلو هلك هو ومن معه حينئذ لم يبعث أحد ممن يدعو إلى الإيمان، ولاستمر المشركون يعبدون غير الله، فالمعنى لا يعبد في الأرض
297 - أحمد في مسنده (4/ 184)، ومجمع الزوائد (6/ 74) وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
298 -
البخاري (8/ 619) 65 - كتاب التفسير - 5 - باب: قوله تعالى: (سيهزم الجمع ويولون الدبر).
(1)
القمر: 45.
بهذه الشريعة، ووقع عند مسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام أيضاً يوم أحد، وروى النسائي والحاكم من حديث علي قال:"قاتلت يوم بدر شيئاً من قتال، ثم جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده: "يا حي يا قيوم" فرجعت فقاتلت، ثم جئت فوجدته كذلك".
قال الخطابي: لا يجوز أن يتوهم أحد أن أبا بكر كان أوثق بربه من النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الحال، بل الحامل للنبي صلى الله عليه وسلم على ذلك شفقته على أصحابه وتقوية قلوبهم، لأنه كان أول مشهد شهده، فبالغ في التوجه والدعاء والابتهال لتسكن نفوسهم عند ذلك، لأنهم كانوا يعلمون أن وسيلته مستجابة، فلما قال له أبو بكر ما قال كف عن ذلك وعلم أنه استجيب له لما وجد أبو بكر في نفسه من القوة والطمأنينةن فلهذا عقب بقوله "سيهزم الجمع" انتهى ملخصاً.
قوله (فخرج وهو يقول: سيهزم الجمع ويولون الدبر) وفي رواية أيوب عن عكرمة عن ابن عباس لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} قال عمر: أي جمع يهزم؟ قال: فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ويقول: (سيهزم الجمع) أخرجه الطبري وابن مردويه. وله من حديث أبي هريرة عن عمر: (لما نزلت هذه الآية قلت: يا رسول الله أي جمع يهزم؟) فذكر نحوه وهذا مما يؤيد ما قدمته أن ابن عباس حمل هذا الحديث عن عمر
…
) أهـ.
299 -
* روى البخاري عن أبي أسيد رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "إذا أكثبوكم" يعني أكثروكم وفي أخرى يعني: أكثروكم - "فارموهم، واستبقوا نبلكُم".
وفي أخرى لأبي داود (1)"إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم".
299 - البخاري (7/ 306) 63 - كتاب المغازي - باب - 10.
(1)
أبو داود (3/ 52) كتاب الجهاد - باب: في سل السيوف عند اللقاء.
أكثبوكم: قربوا منكم، والكثب: القُربُ. غشوكم: دنوا منكم أو ازدحموا عليكم وكثروا.
طرفاها، قال عُروةُ: فسأله إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاهُ، فلما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها، ثم طلبها أبو بكر، فأعطاه، فلما قُبِضَ أبو بكر سألها إياه عمرُ، فأعطاهُ إياها، فلما قُبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منه، فأعطاه إياها، فلما قُتل عثمان وقعت عند آل علي، فطلبها عبد الله بن الزبير، فكانت عنده حتى قُتِل.
أقول: هذا الحديث يصلح أصلاً لفكرة المتاحف على أن يلحظ حدود الجائز في شأنها.
301 -
* روى أبو يعلي عن علي بن أبي طالب قال: كنتُ على قليبٍ فكنتُ يوم بدرٍ أميحُ وأمتح منه فجاءت ريح شديدة، ثم جاءت ريح شديدة شديدة فلم أر ريحاً أشد منها إلا التي كانت قبلها، ثم جاءت ريح شديدة، فكانت الأولى ميكائيل في ألف من الملائكة عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم، والثانية إسرافيل في ألف من الملائكة عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم، والثالثة جبريل في ألف من الملائكة وكان أبو بكر عن يمينه، وكنتُ عن يساره، فلما هزم الله الكفار حملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه، فلما استويت عليه حمل بي فصرتُ على عنقه فدعوتُ الله فثبتني عليه فطعنت برُمحي حتى بلغ الدم إبطي.
302 -
* روى الطبراني عن عروة قال: نزل جبريل عليه السلام يوم بدر على سيما الزبير، وهو معتجر بعمامة صفراء.
303 -
* روى البزار عن علي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر يوم بدرٍ: "مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيلُ ملك عظيم يشهدُ القتال، أو
301 - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 77) وقال: رواه أبو يعلي ورجاله ثقات.
متح: متح الدلو يمتحها إذا جذبها مسقياً لها، وماحها يميحها إذا ملأها.
حمل بي: ظهر واشتد.
استويت عليه: صعدت عليه.
302 -
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 84) وقال: رواه الطبراني، وهو مرسل صحيح الإسناد.
سيما: السيما: العلامة.
معتجر: اعتجر فلان بالعمامة: لفها على رأسه ورد طرفها على وجهه.
303 -
كشف الأستار (2/ 314)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 82) وقال: رواه أحمد بنحوه والبزار واللفظ له، ورجالها رجال الصحيح، ورواه أبو يعلي.