الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ) والمعنى انتصفنا له منهم إذ ظلموه بالعناد والسخرية والتحدي والإنكار المستمر، والمجادلة بالباطل حتى يئس من إيمانهم، وقال الله تعالى له:(. . . لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)، وقد بين سبحانه استحقاقهم لما نزل بهم، فقال:(إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) هذا بيان لاستحقاقهم ذلك الإغراق وإزالتهم من الوجود، وألا يبقى من ذريتهم أحد إذ لَا يلدون إلا فاجرا كفارا، والسَّوء: هو ما يسوء الناس ويؤذيهم، وأضيف السوء إليهم، لأنهم لَا يصدر عنهم إلا ما يسوء، وبسبب ذلك أغرقهم الله أجمعين، ولم يبق إلا من حملته السفينة المباركة.
* * *
قصص أنبياء من أولاد يعقوب كانوا بعد موسى
(وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ
(78)
" الواو " وصلة الأخبار في قصص النبيين، و (داود) منصوب بفعل محذوف تقديره " اذكر "، والمخاطب النبي صلى الله عليه وسلم تسرية له في الشدائد والكروب التي كان فيها وهي تسرية فيها أخبار جدية تبين أحكاما لنظام الحق وإدراكه، فهي ليست تسرية بلهو، بل هي أخبار فيها طرافة، وفيها تنبيه لتنظيم العدالة والتفكير.
(إِذْ يَحْكُمَان فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْم)، (إِذْ) الأولى تتعلق بالفعل المحذوف " اذكر "، َ و " إِذْ " الثانية متعلقة بـ (يَحكُمَانِ)، (الْحَرْثِ): الأرض المزروعة، سميت بمصدر حرث يحرث وهو قلب الأرض، ويطلق " الحرث " على الأرض المحروثة وعلى الزرع نفسه، و (نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ) أي انتشرت فيه الغنم فأتلفته، وأصبح غير ذي قيمة، وقد تحاكم الخصمان صاحب الحرث وصاحب الغنم إلى داود عليه السلام.