الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَذَا الْكِفْلِ)، فهم ابن كثير أنه نبي من وجوده في أخبار الأنبياء، وقال بعض المفسرين السلفيين إنه كان رجلا صالحا، ومهما يكن من أمره فهو من الصابرين الذين جاهدوا للحق، وجاهدوا أنفسهم وقمعوها عن شهواتها، فإن ذلك يقتضي أثر الصبر، ولذا قال تعالى:(كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِين) أي كل واحد من هؤلاء من الصابرين.
وقد قال في جزاء صبرهم:
(وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ
(86)
رحمة الله تعالى تتناول أولا: محبته ورضاه فهي رحمة لَا ينعم بها إلا الأبرار المصطفون الأخيار، وثانيا: اطمئنان نفوسهم ورضاهم عن أفعالهم وذكرهم لربهم، (. . . أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، وثالثا: جنات الخلد التي لهم فيها نعيم مقيم، وقد ذكر سبحانه السبب في ذلك فقال:(إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ) الذين استقامت قلوبهم وصلحت أعمالهم، وطابت أقوالهم، وكانوا نافعين قد استنارت قلوبهم، والله هو الهادي إلى الرشاد.
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)
(وَذَا النُّونِ)، معطوف على ما قبلها، وهي مفعول لفعل محذوف خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم تقديره:" اذكر "، أي اذكر قصة ذي النون الذي غضب، وليس من شأن النبي الهادي أن يغضب، وقد عاقبه الله تعالى بضيق لتبرمه بقومه وغضبه عليهم لكفرهم، ولم يكن رفيقا بهم يأخذهم بالهوادة، وذو النون هو يونس صاحب الحوت، والحوت اسمه النون، (إِذ ذهَبَ مُغَاضِبًا)" إذ " متعلق بحال ذي النون، واذكر يونس في وقت ذهابه مغاضبا، أي متبادلا الغضب مع قومه لأجل الله تعالى، لأنه دعاهم إلى الله وإلى التوحيد فلم يستجيبوا له، فغاضبهم، وذهب عنهم معرضا، وذلك ليس شأن الداعي، إن المدعوين جهلاء، والداعي هو النبي فلا