الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس عشرة وخمسمائة
فيها احترقت دار السلطنة ببغداد، وذهب ما قيمته ألف ألف دينار.
وفيها توفي أبو علي الحدّاد الحسن بن أحمد بن الحسن الأصبهاني المقرئ المجوّد، مسند الوقت. توفي في ذي الحجة، عن ست وتسعين سنة. وكان مع علو إسناده أوسع أهل وقته رواية. حمل عن أبي نعيم، وكان خيّرا، صالحا، ثقة.
وفيها الأفضل أمير الجيوش، شاهنشاه [1] أبو القاسم ابن أمير الجيوش بدر الجمالي الأرمنيّ. وكان في الحقيقة هو صاحب الديار المصرية. ولي بعد أبيه، وامتدت أيامه. وكان شهما، مهيبا، بعيد الغور فحل الرأي. ولي وزارة السيف والقلم للمستعلي، ثم للآمر. وكانا معه صورة بلا معنى.
وكان قد أذن للناس في إظهار عقائدهم، وأمات شعار دعوة الباطنيّة، فمقتوه لذلك. وكان مولده بعكّا سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وخلّف من الأموال ما يستحيا [2] من ذكره. وثب عليه ثلاثة من الباطنية فضربوه بالسكاكين فقتلوه. وحمل بآخر رمق، وقيل:[إن] الآمر دسّهم عليه بتدبير أبي عبد الله
[1] في «آ» و «ط» : «شاه شاه» والتصحيح من «العبر» (4/ 34) و «دول الإسلام» (2/ 42) .
[2]
في «العبر» : «ما يستحى» . وكلاهما صواب.
البطائحي الذي وزر بعده ولقّب بالمأمون. قاله في «العبر» [1] .
وفيها أبو سعد عبد الوهاب بن حمزة بن عمر البغدادي، الفقيه الحنبلي المعدّل. ولد في أحد الربيعين، سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وسمع من ابن النّقور، والصريفيني، وابن البسري، والحميدي، وتفقه على أبي الخطّاب، وأفتى، وبرع في الفقه، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن ابن الدامغاني. وكان مرضي الطريقة جميل السيرة من أهل السنة، وهو شيخ أبي حكيم النهرواني، الذي تفقّه عليه. وروى عنه حكاية، ولم يحدّث إلا باليسير. توفي ليلة الثلاثاء ثالث شعبان، ودفن بمقبرة الإمام أحمد. قاله ابن رجب [2] .
وفيها أبو بكر بن الدّنف، محمد بن علي بن عبيد بن الدّنف البغدادي، المقرئ الزاهد، أبو بكر. ولد في صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. وسمع الحديث من ابن المسلمة، وابن المهتدي، والصريفيني، وابن النّقور، وطبقتهم. وتفقّه على الشريف أبي جعفر، وحدّث بشيء يسير.
سمع منه ابن ناصر، وروى عنه المبارك بن خضير، و [ذاكر] ابن كامل، وابن بوش وغيرهم. وكان من الزهاد الأخيار، ومن أهل السّنّة. انتفع به خلق كثير، ذكره ابن الجوزي وتوفي يوم الاثنين سابع شوال، ودفن بمقبرة الإمام أحمد.
والدّنف: بفتح الدال المهملة، وكسر النون، وآخره فاء. قاله ابن رجب [3] .
وفيها أبو علي بن المهدي، محمد بن محمد بن عبد العزيز
[1](4/ 35) .
[2]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 172) .
[3]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 172- 173) وما بين حاصرتين مستدرك منه.
الخطيب. روى عن ابن غيلان، والعتيقي، وجماعة. وكان صدوقا، نبيلا، ظريفا، توفي في شوال، عن ثلاث وثمانين سنة.
وفيها هزارسب بن عوض، أبو الخير الهرويّ الحافظ. توفي في ربيع الأول، وكان عالما صاحب حديث وإفادة بليغة، وحرص على الطلب.
سمع من طراد ومن بعده، ومات قبل أوان الرواية.