الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة
فيها كانت وقعة الرّملة، سار صلاح الدّين من مصر، فسبى وغنم ببلاد عسقلان، وسار إلى الرّملة فالتقى الفرنج، فحملوا على المسلمين وهزموهم وثبت [1] السلطان وابن أخيه تقي الدّين عمر، ودخل الليل، واحتوت الفرنج على المعسكر بما فيه، وتمزّق العسكر وعطشوا في الرمال، واستشهد جماعة [وتحيّز صلاح الدّين][2] ونجا، ولله الحمد. وقتل ولد لتقيّ الدّين عمر، وله عشرون سنة، وأسر الأمير الفقيه عيسى الهكّاري، وكانت نوبة صعبة، ونزلت الفرنج على حماة وحاصرتها أربعة أشهر لاشتغال السلطان بلم شعث العسكر.
وفيها توفي أرسلان [شاه] بن طغرل [3] بن محمد بن ملكشاه السلجوقي، سلطان أذربيجان. كان له السكّة والخطبة، والقائم بدولته زوج أمه إلدكز [4] ، ثم ابنه البهلوان، فلما توفي خطبوا لولده طغرل [5] الذي قتله خوارزم شاه.
[1] كذا في «آ» و «ط» : «وثبت» وفي «العبر» بطبعتيه: «وبيت» وانظر «الكامل في التاريخ» (11/ 442- 443) .
[2]
ما بين حاصرتين زيادة من «العبر» بطبعتيه.
[3]
في «آ» و «ط» : «ابن طغربك» وفي «العبر» بطبعتيه: «ابن طغريل» وما أثبته من «الكامل في التاريخ» (11/ 446) وعند ابن خلّكان في «وفيات الأعيان» (5/ 208) : «ابن طغرلبك» .
[4]
تحرفت في «آ» و «ط» إلى: «الزكر» والتصحيح من «العبر» بطبعتيه.
[5]
في «آ» و «ط» : «طغربك» وفي «العبر» بطبعتيه: «طغربل» وما أثبته من «الكامل في التاريخ» (11/ 446) .
وفيها أبو العبّاس أحمد بن محمد بن المبارك بن أحمد بن بكروس ابن سيف الدّينوري ثم البغدادي ويعرف بابن أبي العز، وبابن الحمّامي [1] الفقيه الحنبلي، الزاهد العابد، قرأ بالروايات على جماعة، وسمع من ابن كادش وغيره، وتفقّه على أبي بكر الدّينوري، وكان رفيق ناصح الإسلام بن المنيّ [2] وبنى مدرسة ببغداد ودرّس بها، وتفقّه عليه جماعة، منهم: الشيخ فخر الدّين بن تيمية.
وروى عنه الشيخ موفق الدّين، وكان متزوجا بابنة ابن الجوزي. وتوفي يوم الثلاثاء خامس صفر، وكان له يوم مشهود وتوفي شابا.
وفيها صدقة بن الحسين بن بختيار بن الحداد البغدادي [3] الفقيه الحنبلي، الأديب الشاعر المتكلم الكاتب المؤرخ، أبو الفرج.
ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وقرأ بالروايات، وسمع الحديث من أبي السعادات المتوكل وغيره، وتفقّه على ابن عقيل وابن الزّاغوني، وبرع في الفقه وفروعه وأصوله، وقرأ علم الكلام والمنطق والفلسفة والحساب ومتعلقاته من الفرائض وغيرها، وكتب خطا حسنا صحيحا، وقال الشعر الحسن، وأفتى، وتردد إليه الطلبة في فنون العلم، وروى عنه ابن شافع، وابن ريحان، وغيرهما.
قال ابن النجار: وله مصنفات حسنة في الأصول، وجمع تاريخا على السنين، بدأ فيه من وفاة شيخه ابن الزاغوني سنة سبع وعشرين وخمسمائة، مذيلا به على تاريخ شيخه، ولم يزل يكتب فيه إلى قريب وفاته، وكان قوته
[1] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 338) .
[2]
في «آ» : «ابن المثنى» .
[3]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 339- 342) .
من أجرة نسخه، ولم يزل قليل الحظّ منغّص العيش، وحطّ عليه ابن الجوزي في «تاريخه» [1] ونسبه إلى الحيرة والشك.
وفيها الوزير أبو الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفّر بن رئيس الرؤساء الوزير أبي القاسم علي بن المسلمة [2] . روى عن ابن الحصين وجماعة، ووزر للمستضيء، ولقّب عضد الدّين. وكان جوادا سريّا معظّما مهيبا، خرج للحجّ في تجمل عظيم، فوثب عليه واحد من الباطنية فقتله في أوائل ذي القعدة عن تسع وخمسين سنة.
وفيها أبو محمد بن المأمون الأديب، صاحب «التاريخ» هارون بن العبّاس بن محمد العبّاسي المأموني البغدادي [3] الأديب. روى عن قاضي المارستان وشرح «مقامات الحريري» . توفي في ذي الحجّة كهلا.
وفيها لاحق بن علي بن كاره، أخو دهبل البغدادي [4] . روى عن أبي القاسم بن بيان وغيره، وتوفي في نصف شعبان عن ثمان وسبعين سنة.
وفيها أبو شاكر السّقلاطوني يحيى بن يوسف بن بالان الخباز [5] . روى عن ثابت بن بندار، والحسين بن البسري وجماعة، وتوفي في شعبان.
[1] انظر «المنتظم» (10/ 276) .
[2]
انظر «العبر» (4/ 217) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 75- 77) .
[3]
انظر «العبر» (4/ 217- 218) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 52- 53) .
[4]
انظر «العبر» (4/ 218) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 77) .
[5]
انظر «العبر» (4/ 218) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 64) .