الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وثمانين وخمسمائة
فيها توفي أبو العبّاس [التّرك] أحمد بن أحمد بن محمد بن ينال الأصبهاني [1] شيخ صوفيّة بلده ومسندها. سمع أبا مطيع، وعبد الرحمن الدّوني، وببغداد أبا علي بن نبهان، وتوفي في شعبان في عشر المائة.
وفيها ابن الموازيني أبو الحسين أحمد بن حمزة بن أبي الحسين علي بن الحسن السّلمي [2] . سمع من جدّه، ورحل إلى بغداد في الكهولة، فسمع من أبي بكر بن الزّاغوني وطبقته، وكان صالحا خيّرا محدّثا فهما، توفي في المحرم، وهو في عشر التسعين.
وفيها ابن أبي عصرون [3] ، قاضي القضاة. فقيه الشام، شرف الدّين أبو سعد، عبد الله بن محمد بن هبة الله بن المطهّر بن علي بن أبي عصرون التّميمي الحديثي [4] ثم الموصلي، أحد الأعلام، ومولده في ربيع الأول سنة
[1] انظر «العبر» (4/ 255) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 124- 125) و «النجوم الزاهرة» (6/ 110) وما بين حاصرتين مستدرك منها جميعا.
[2]
انظر «العبر» (4/ 255- 256) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 161- 162) و «النجوم الزاهرة» (6/ 110) .
[3]
انظر «العبر» (4/ 256) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 125- 129) .
[4]
نسبة إلى حديثة الفرات، وتعرف بحديثة النورة، وهي على فراسخ من الأنبار. انظر «معجم البلدان» (2/ 230- 231) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 33- 36) .
اثنتين، وقيل: ثلاث وتسعين وأربعمائة. تفقّه بالموصل وسمع بها من أبي الحسن بن طوق، ثم رحل إلى بغداد، فقرأ القراءات على أبي عبد الله البارع، وسبط الخيّاط، وسمع من أبي الحصين وطائفة، ودرس النحو والأصلين، ودخل واسط وتفقّه بها، ورجع إلى الموصل بعلوم جمّة، ودرّس بها وأفتى، ثم سكن سنجار مدة، ثم قدم حلب ودرّس بها، وأقبل عليه نور الدّين، فقدم معه عند ما افتتح دمشق، وولي القضاء لصلاح الدّين سنة ثلاث وسبعين، وله مصنفات كثيرة، منها:«الانتصار» في أربع مجلدات، و «صفوة المذهب في نهاية اختصار نهاية المطلب» في سبع مجلدات، وغير ذلك.
قال الشيخ موفق الدّين بن قدامة: كان ابن أبي عصرون إمام أصحاب الشافعي.
وقال ابن الصلاح في «طبقاته» : كان من أفقه أهل عصره، وإليه المنتهى في الفتاوى والأحكام، وتفقّه به خلق كثير. انتهى.
وبنى له نور الدّين المدارس بحلب، وحماه، وحمص، وبعلبك، وبنى هو لنفسه مدرسة بحلب وأخرى بدمشق، وتوفي في شهر رمضان، وله ثلاث وتسعون سنة.
وفيها أبو طالب الكرخي [1] ، صاحب ابن الخلّ، واسمه المبارك بن المبارك، شيخ الشافعية بوقته في بغداد، وصاحب الخطّ المنسوب، ومؤدّب أولاد الناصر لدين الله. درّس بالنظامية بعد أبي الخير القزويني، وتفقّه به جماعة، وحدّث عن ابن الحصين، وكان ربّ علم وعمل ونسك وورع، وكان أبوه مغنيا فتشاغل الابن بضرب العود، حتّى شهدوا له أنه في طبقة
[1] انظر «العبر» (4/ 257) و «سير أعلام النبلاء» (21/ 224) .
معبد، ثم أنف من ذلك، فجوّد الكتابة حتّى زاد بعضهم، وقال هو: أكتب من ابن البوّاب، ثم اشتغل بالفقه فبلغ في العلم الغاية.
وفيها محمود بن علي بن أبي طالب أبو طالب التّميمي الأصفهاني الشافعي.
قال ابن خلّكان [1] : تفقّه على محمد بن يحيى، وبرع في علم الخلاف، وصنّف فيه تعليقة [2] مشهورة، وكانت عمدة المدرسين في إلقاء الدروس، ويعدون تاركها قاصر الفهم عن إدراكها، واشتغل عليه خلق كثير، فصاروا أئمة، وكان خطيبا واعظا، له اليد الطولى في الوعظ، ودرّس بأصبهان مدة.
وقال الذهبي: كان ذا يقين في العلوم، وله تعليقة جمّة المعارف، وتوفي في شوال.
وفيها- كما قال ابن ناصر الدّين [3]- يوسف بن أحمد الشيرازي.
كان حافظا نقّادا بارعا، شيخ الصوفية ببغداد. انتهى.
وفيها البحراني [4] الشاعر المشهور، تفنن في الأدب، واشتغل بكتب الأوائل، وحلّ كتاب إقليدس، وهو منسوب إلى البحرين بليدة فوق هجر، لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الإحساء قدرها ثلاثة أميال، وكرهوا أن يقولوا البحري فيشتبه بالنسبة إلى البحر. قاله ابن الأهدل في «تاريخه» .
[1] انظر «وفيات الأعيان» (5/ 174) وقد نقل المؤلف عنه بتصرف واختصار.
[2]
في «آ» و «ط» : «طريقة» وما أثبته موافق لما في «وفيات الأعيان» .
[3]
في «التبيان شرح بديعة البيان» (169/ ب) .
[4]
هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن قائد، الملقب موفق الدّين الإربلي أصلا ومنشأ البحراني. انظر «وفيات الأعيان» (5/ 9- 12) و «مرآة الجنان» (3/ 431- 432) .