الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وستين وخمسمائة
فيها دخل قراقوش [1] مملوك تقي الدّين عمر بن شاه شاه ابن أخي السلطان صلاح الدّين بن أيوب المغرب، فنازل طرابلس المغرب وافتتحها، وكانت للفرنج.
وفيها سار شمس الدولة أخو صلاح الدّين، فافتتح اليمن وقبض على المتغلب عليها عبد النّبيّ الزنديق، وقام صيت الدولة الأيوبية.
قال في «السمط الغالي الثمن في أخبار ملوك اليمن» : وهم- أي بنو أيوب- سبعة: الملك المعظم توران بن أيوب، والملك العزيز أخوه سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، والملك المعز ولده إسماعيل، وسيف الإسلام أتابك سنقر بحكم الأتابكية لولد سيده الملك الناصر أيوب، ثم الملك الناصر أيوب بعده، ثم الملك المعظم سليمان بن تقي الدّين، ثم الملك المسعود صلاح الدّين يوسف بن الملك الكامل، فهؤلاء سبعة، ستة منهم من بني أيوب والسابع مملوكهم. انتهى.
وفيها التقى قلج [2] بن لاون الأرمني والرّوم فهزمهم، وكان نور الدّين قد استخدم ابن لاون وأقطعه سيس، وظهر له نصحه، وكان الكلب شديد
[1] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «قراوش» والتصحيح من «العبر» (4/ 201) و «دول الإسلام» (2/ 81) و «غربال الزمان» ص (448) .
[2]
كذا في «آ» و «ط» «قلج» وفي «الكامل في التاريخ» (11/ 387) و «العبر» (4/ 201) و «دول الإسلام» (2/ 81) : «مليح» .
النصح لنور الدّين، معينا له على الفرنج، ولما ليم نور الدّين في إعطائه سيس، قال: أستعين به وأريح عسكري وأجعله سدّا بيننا وبين صاحب القسطنطينية.
وفيها سار نور الدّين، فافتتح [بهسنا و][1] مرعش، ثم دخل الموصل قلج أرسلان.
وفيها توفي أبو الفضل أحمد بن محمد بن شنيف الدّارقزّي [2]- نسبة إلى دار القزّ محلة ببغداد [3]- الحنبلي المقرئ أسند من بقي في القراءات، لكنه لم يكن ماهرا بها. قرأ على ابن سوار، وثابت بن بندار، وعاش ستا وتسعين سنة.
وفيها أرسلان خوارزم شاه بن أتسز [4] خوارزم شاه بن محمد نوشتكين [5] . ردّ من قتال الخطا فمرض ومات، فتملّك بعده ابنه محمود، فغضب ابنه الأكبر خوارزم شاه علاء الدّين تكش [6] ، وقصد ملك الخطا فبعث معه جيشا، فهرب محمود واستولى هو على خوارزم، فالتجأ محمود إلى صاحب نيسابور المؤيّد فنجده، فالتقيا، فانهزم هؤلاء، وأسر المؤيد وذبح بين يدي تكش [6] صبرا، وقتل أمّ أخيه، وذهب محمود إلى غياث الدّين صاحب الغور [7] فأكرمه.
[1] سقطت من «آ» و «ط» واستدركتها من «العبر» (4/ 202) و «دول الإسلام» (2/ 82) .
[2]
انظر «العبر» (4/ 202) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 512) و «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 323- 324) وضبط السمعاني نسبته في «الأنساب» (5/ 301) بفتح الدال المهملة وسكون الراء وفتح القاف والزاي.
[3]
انظر «معجم البلدان» (2/ 422) .
[4]
تحرفت في «آ» و «ط» إلى «أنس» والتصحيح من «العبر» (4/ 202) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 322) .
[5]
مستدركة من «العبر» .
[6]
تصحفت في «آ» و «ط» إلى «تكس» بالسين، والتصحيح من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» .
[7]
تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الفور» والتصحيح من «العبر» .
وفيها ألدكز ملك أذربيجان وهمذان. كان عاقلا حميد السيرة [1] واسع المملكة [2] ، وكان ابن امرأته أرسلان شاه بن طغرل السلجوقي هو السلطان وألدكز أتابكه، لكنه كان من تحت حكمه، وولي بعده ابنه محمد البهلوان.
وفيها الأمير نجم الدّين أيوب بن شادي الدّويني [3]- بضم الدال المهملة وكسر الواو، وتحتية، ونون، نسبة إلى مدينة بأذربيجان- وهو والد الملوك صلاح الدّين، وسيف الدّين، وشمس الدولة، وسيف الإسلام، وشاه شاه، وتاج الملوك بوري، وست الشام، وربيعة خاتون، وأخو الملك أسد الدّين. شبّ به فرسه، فحمل إلى داره ومات بعد أيام في ذي الحجّة، وكان يلقّب بالأجلّ الأفضل، وكان أول ولاية تولاها قلم تكريت بتولية عتّاب ابن مسعود السلجوقي، فقتل أخوه أسد الدّين رجلا فأخرجا منها، فخرجا إلى الموصل، فأحسن إليهما عماد الدّين بن زنكي الأتابك- والأتابك اسم لمن يربي الملك- وهو والد نور الدّين، وهو يومئذ متحكم السلجوقية، فولى نجم الدّين قلعة بعلبك، فبنى بها نجم الدّين خانقاه للصوفية، وهي المعروفة اليوم بالمنجمية، وكان نجم الدّين صالحا، حسن السيرة، كريم السريرة، ولما تولى [4] ولده صلاح الدّين مصر استدعى أباه وكان بدمشق في خدمة نور الدّين محمود بن زنكي، فاستأذنه فأذن له، فلما قدم على ولده صلاح الدّين أراد أن يخلع الأمر إليه فكره، ولما مات نجم الدّين دفن عند أخيه بالقاهرة، ثم نقلا سنة تسع وسبعين إلى المدينة النبوية.
[1] في «العبر» (4/ 203) : «جيد السيرة» .
[2]
في «العبر» : «واسع الممالك» .
[3]
انظر «العبر» (4/ 203- 204) و «النجوم الزاهرة» (6/ 67- 68) .
[4]
تحرفت في «آ» إلى «توفي» .
وفيها المؤيد أبي به بن عبد الله السّنجري [1] ، صاحب نيسابور، قتل في هذا العام.
وفيها جعفر بن عبد الله بن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن عليّ الدّامغاني الحنفي أبو منصور. روى عن أبي مسلم السّمناني، وابن الطّيوري، وتوفي في جمادى الآخرة.
وفيها ملك النّحاة أبو نزار الحسن بن صافي البغدادي [2] الفقيه الأصولي المصنّف في الأصلين، والنحو، وفنون الأدب. استوطن دمشق آخرا، وتوفي بها عن ثمانين سنة. وكان لقّب نفسه ملك النّحاة، ويغضب على من لا يدعوه بذلك، وله ديوان شعر، ومدح النّبيّ- صلى الله عليه وسلم بقصيدة طنّانة، واتفق أهل عصره على فضله ومعرفته.
قال في «العبر» : كان نحويّا بارعا، وأصوليا متكلما، وفصيحا متفوها، كثير العجب والتيه، قدم دمشق واشتغل بها، وصنّف في الفقه والنحو والكلام، وعاش ثمانين سنة، وكان رئيسا ماجدا. انتهى.
وكان شافعيا.
قال ابن شهبة: تفقّه على أحمد الأشنهي، تلميذ المتولي، وقرأ أصول الفقه على ابن برهان، وأصول الدّين على أبي عبد الله القيرواني، والخلاف على أسعد الميهني، والنحو على الفصيحي وبرع فيه، وسافر إلى خراسان والهند، ثم سكن واسط مدة، وأخذ عنه جماعة من أهلها، ثم استوطن دمشق، وصنّف في النحو كتبا كثيرة، وصنّف في الفقه كتابا سمّاه
[1] انظر «العبر» (4/ 204) .
[2]
انظر «إنباه الرواة على أنباء النحاة» (1/ 340- 345) و «العبر» (4/ 204) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (2/ 4- 5) .
«الحاكم» ومختصرين في الأصلين. وتوفي بدمشق في شوال ودفن بباب الصغير.
وفيها الحافظ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن حمدان بن موسى الأصبهاني أبو الخير [1] . كان من الأئمة الحفّاظ الأمجاد، ومن محفوظه فيما قيل «الصحيحان» بالإسناد. تكلّم فيه أبو موسى المديني وغيره من النّقّاد.
قاله ابن ناصر الدّين [2] .
وفيها أبو جعفر الصّيدلاني محمد بن الحسن الأصبهاني [3] له إجازة من بيبى الهرثميّة تفرّد بها، وسمع من شيخ الإسلام وطبقته بهراة، ومن سليمان الحافظ وطبقته بأصبهان، توفي في ذي القعدة. قاله في «العبر» .
[1] انظر «المستفادة من ذيل تاريخ بغداد» ص (291- 292) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 573- 575) .
[2]
في «التبيان شرح بديعة البيان» (166/ آ) .
[3]
انظر «العبر» (4/ 204) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 530- 531) .