الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة إحدى وخمسمائة
فيها كانت وقعة كبيرة بالعراق، بين سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس، أمير العرب، وبين السلطان محمّد، فالتقيا، فقتل صدقة يوم الجمعة، سلخ جمادى الآخرة، وقتل معه ثلاثة آلاف فارس، وأسر ابنه دبيس، وصاحب جيشه سعيد بن حميد، وكان صدقة شيعيّا له محاسن، ومكارم، وحلم، وجود، ملك العرب بعد أبيه اثنتين وعشرين سنة، وهو الذي اختطّ الحلّة السيفية [1] سنة خمس وتسعين وأربعمائة، ومات جده دبيس سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
وفيها توفي تميم بن المعزّ بن باديس، السلطان أبو يحيى الحميري، صاحب القيروان، ملك بعد أبيه، وكان حسن السّيرة، محبا للعلماء، مقصدا للشعراء، كامل الشجاعة، وافر الهيبة، عاش تسعا وسبعين سنة، وامتدت أيّامه، وكانت دولته ستا وخمسين سنة، وخلّف أكثر من مائة ولد، وتملّك بعده ابنه يحيى. قاله في «العبر» [2] .
وساق العماد الكاتب في «الخريدة» [3] نسبه إلى نوح عليه السلام.
[1] أي مدينة الحلّة وقد نسبت إليه لأنه كان أول من عمرها. انظر خبرها في «معجم البلدان» (2/ 294- 295) .
[2]
انظر «العبر» (4/ 1) .
[3]
(1/ 141- 142)(قسم شعراء المغرب) . قلت: ونقله عنه ابن خلّكان في «وفيات الأعيان» (1/ 304) فراجعه.
وقال ابن خلّكان [1] : ملك إفريقية وما والاها بعد أبيه المعزّ، وكان حسن السيرة، محمود الآثار.
ومن شعره:
إن نظرت مقلتي لمقلتها
…
تعلم ممّا أريد نجواه
كأنّها في الفؤاد ناظرة
…
تكشف أسراره وفحواه
[1]
وله أيضا:
سل المطر العام الذي عمّ أرضكم
…
أجاء بمقدار الذي فاض من دمعي
[2]
إذا كنت مطبوعا على الصدّ والجفا
…
فمن أين لي صبر فأجعله طبعي
وله:
فكّرت في نار الجحيم وحرّها
…
يا ويلتاه ولات حين مناص
فدعوت ربّي أنّ خير وسيلتي
…
يوم المعاد شهادة الإخلاص
وأشعاره وفضائله كثيرة، وكان يجيز الجوائز السنية، ويعطي العطاء الجزل [3] ، وكانت ولادته بالمنصورية، التي تسمى صبرة [4] من بلاد إفريقية، يوم الاثنين ثالث عشر رجب، سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وفوّض إليه أبوه ولاية المهديّة في صفر، سنة خمس وأربعين، ولم يزل بها إلى أن توفي والده في شعبان، سنة خمس وأربعين، فاستبد بالملك، ولم يزل إلى أن توفي ليلة السبت، منتصف رجب، وخلّف من البنين أكثر من مائة، ومن البنات ستين، على ما ذكره حفيده عبد العزيز بن شدّاد في كتاب «أخبار القيروان» .
[1] انظر «وفيات الأعيان» (1/ 304) وانظر رواية البيتين في «الخريدة» (1/ 159) .
[2]
في «آ» : «مدمعي» ولا يستوي بها الوزن وأثبت لفظ «ط» وهو موافق لما في «وفيات الأعيان» .
[3]
في «وفيات الأعيان» : «الجزيل» .
[4]
بلد قريب من مدينة القيروان. انظر «معجم البلدان» (3/ 391) .
وفيها أبو علي التّككيّ، الحسن بن محمد بن عبد العزيز البغدادي، في رمضان. روى عن أبي علي بن شاذان.
وفيها أبو محمد الدّوني- بضم المهملة، نسبة إلى دون قرية بهمذان [1]- عبد الرحمن بن حمد [2] الصوفي، الرجل الصالح، راوي «السنن» [3] عن أبي نصر الكسّار. كان زاهدا عابدا، سفيانيّ المذهب، توفي في رجب.
وفيها أبو سعد الأسديّ، محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد البغدادي المؤدّب. روى عن أبي علي بن شاذان، وضعّفه ابن ناصر.
وفيها أبو الفرج القزويني، محمد ابن العلّامة أبي حاتم محمود بن حسن الأنصاري، فقيه صالح، استملى عليه السّلفي مجلسا مشهورا، وتوفي في المحرم.
[1] انظر «اللباب في تهذيب الأنساب» لابن الأثير (1/ 517) و «معجم البلدان» (2/ 490) وترجمته فيه.
[2]
في «آ» و «ط» و «معجم البلدان» (2/ 490) : «ابن محمد» وما أثبتناه من «اللباب في تهذيب الأنساب» (1/ 517) و «سير أعلام النبلاء» (19/ 239) . (ع) .
[3]
يعني «سنن النسائي» كما صرح بذلك ابن الأثير في «اللباب» وقال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» : كان آخر من روى كتاب «المجتبى من سنن النسائي» .