الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وأربعين وخمسمائة
فيها انفجر بثق النهروان الذي أصلحه بهزور.
وفيها توفي أبو نضر الفامي عبد الرحمن بن عبد الجبّار الحافظ، محدّث هراة، وله أربع وسبعون سنة، وكان خيّرا متواضعا صالحا [1] ، فاضلا ثقة، مأمونا مؤرّخا. سمع شيخ الإسلام [2] ونجيب بن ميمون، وطبقتهما.
وفيها زاكي بن [كامل بن] علي القطيعي أبو الفضائل، قتيل الرّيم وأسير الهوى [3] .
من شعره:
عيناك لحظهما أمضى من القدر
…
ومهجتي منهما أضحت على خطر
يا أحسن النّاس لولا أنت أبخلهم
…
ماذا يضرّك لو متّعت بالنّظر
جد بالخيال وإن ضنّت يداك به
…
لا تبتلي مقلتي بالدّمع والسّهر
وفيها أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري، خطيب نيسابور ومسندها. سمع من جدّه حضورا، ومن جدّته
[1] لفظة «صالحا» سقطت من «ط» .
[2]
يعني أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري. انظر «الأنساب» (9/ 235) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 296) و «تذكرة الحفاظ» (4/ 1309) .
[3]
انظر «فوات الوفيات» (2/ 27- 28) وما بين حاصرتين مستدرك منه.
فاطمة بنت الشيخ أبي علي الدقّاق، ويعقوب بن أحمد الصّيرفي، وطائفة.
روى الكتب الكبار ك «البخاري» و «مسند أبي عوانة» ومات في شوال عن سبع وثمانين سنة.
وفيها القاضي أبو بكر بن العربي محمد بن عبد الله بن محمد الإشبيلي المالكي الحافظ، أحد الأعلام، وعالم أهل الأندلس ومسندهم.
ولد سنة ثمان وستين وأربعمائة، ورحل مع أبيه سنة خمس وثمانين، ودخل الشام، فسمع من الفقيه نصر المقدسي، وأبي الفضل بن الفرات، وببغداد من أبي طلحة النّعالي، وطراد، وبمصر من الخلعي، وتفقّه على الغزالي، وأبي بكر الشّاشي، والطرطوشي، وكان من أهل اليقين في العلوم والاستبحار فيها، مع الذكاء المفرط. ولي قضاء إشبيلية مدة وصرف، فأقبل على نشر العلوم وتصنيفه في التفسير، والحديث، والفقه، والأصول. قاله في «العبر» [1] .
وقال ابن ناصر الدّين [2] : رحل مع أبيه أبي محمد الوزير، فسمع من خلق كثير. كان من الثقات الأثبات والأئمة المشهورين [3] . وله عدة مصنفات.
وقال ابن بشكوال في كتاب «الصلة» [4] : هو الإمام [العالم] الحافظ المتبحر [5] ختام علماء الأندلس، وآخر أئمتها وحفاظها. لقيته بمدينة إشبيلية ضحوة يوم الاثنين ثاني جمادى الآخر سنة ست عشرة وخمسمائة، فأخبرني
[1](4/ 125) .
[2]
في «التبيان شرح بديعة البيان» (163/ آ) .
[3]
في «التبيان شرح بديعة البيان» : «وكان أحد الحفّاظ المشهورين والأئمة المعتبرين من الثقات الأثبات» .
[4]
(2/ 590- 591) وما بين حاصرتين مستدرك منه.
[5]
كذا في «آ» و «ط» : «المتبحر» وفي «الصلة» : «المستبحر» .
أنه رحل إلى المشرق مع أبيه يوم الأحد مستهل ربيع الأول سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وأنه دخل الشام ولقي بها أبا بكر محمد بن الوليد الطرطوشي، وتفقّه عنده. ودخل بغداد وسمع بها من جماعة من أعيان مشايخها، ثم دخل الحجاز فحجّ في موسم سنة تسع وثمانين ثم عاد إلى بغداد، وصحب بها أبا بكر الشّاشي، وأبا حامد الغزالي، وغيرهما من العلماء والأدباء، ثم صدر عنهم. ولقي بمصر والإسكندرية جماعة من المحدّثين، فكتب عنهم واستفاد منهم وأفادهم، ثم عاد إلى الأندلس سنة ثلاث وتسعين وقدم إلى إشبيلية بعلم كثير لم يدخل به أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق.
وكان من أهل التفنن في العلوم والاستبحار فيها والجمع لها، متقدما [1] في المعارف كلها، متكلما في أنواعها، ناقدا في جميعها، حريصا على أدائها ونشرها، ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها، ويجمع إلى ذلك كله آداب الأخلاق، مع حسن المعاشرة ولين الكنف، وكثرة الاحتمال وكرم النفس، وحسن العهد، وثبات الودّ. واستقضي ببلده فنفع الله به أهله [2] لصرامته وشدّته، ونفوذ أحكامه. وكانت له في الظالمين صورة [3] مرهوبة، ثم صرف عن القضاء وأقبل على نشر العلم وبثه. وسألته عن مولده فقال: ولدت يوم [4] الخميس ثاني عشري شعبان، سنة ثمانين وأربعمائة، وتوفي بالغدوة [5] ودفن بمدينة فاس في شهر ربيع الآخر، رحمه الله تعالى. انتهى.
[1] في «آ» و «ط» : «مقدما» وما أثبته من «الصلة» .
[2]
في «آ» و «ط» : «أهلها» وما أثبتناه من «الصلة» .
[3]
في «الصلة» : «سورة» .
[4]
في «الصلة» : «ليلة» .
[5]
كذا في «آ» و «ط» : «بالغدوة» بالغين المعجمة، وفي «الصلة» :«بالعدوة» بالعين المهملة، وعند المقري في «نفح الطيب» (2/ 28) :«توفي بمغيلة بمقربة من مدينة فاس» .
وقال ابن خلّكان [1] : وهذا الحافظ له مصنفات، منها كتاب «عارضة الأحوذي في شرح الترمذي» وغيره من الكتب.
وتوفي والده بمصر منصرفا عن المشرق في السفرة التي كان ولده [2] المذكور صحبه، وذلك في المحرم سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة [ومولده سنة خمس وثلاثين وأربعمائة][3] وكان من أهل الآداب الواسعة والبراعة والكتابة، رحمه الله تعالى.
ومعنى «عارضة الأحوذي» فالعارضة: القدرة على الكلام، يقال: فلان شديد العارضة، إذا كان ذا قدرة على الكلام.
والأحوذيّ: الخفيف في المشي [4] لحذقه.
وقال الأصمعي: الأحوذي المشمّر في الأمور القاهر لها، الذي لا يشذّ عليه منها شيء. انتهى كلام ابن خلّكان ملخصا.
فيها نوشتكين الرّضواني، مولى ابن رضوان المرسي [5] شيخ صالح متودّد. روى عن علي بن البسري، وعاصم، وتوفي في ذي القعدة، عن اثنتين وثمانين سنة.
وفيها أبو الوليد بن الدبّاغ يوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن عمر ابن فيرّه اللّخمي الأندلسي الأندي- بالضم وسكون النون، نسبة إلى أندة، مدينة بالأندلس [6]- محدّث الأندلس، كان حافظا متقنا مصنفا ثقة نبيلا متقننا
[1] انظر «وفيات الأعيان» (4/ 297) .
[2]
في «ط» : «والده» .
[3]
ما بين حاصرتين سقط من «ط» .
[4]
في «وفيات الأعيان» : «الخفيف في الشيء» .
[5]
كذا في «آ» و «ط» : «المرسي» وفي «العبر» بطبعتيه: «المراتبي» .
[6]
انظر «العبر» (4/ 126) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 220) .
إماما رأسا في الحديث وطرقه ورجاله، وهو تلميذ أبي علي بن سكرة، عاش خمسا وستين سنة.
وفيها الجنيد بن يعقوب بن الحسن بن الحجّاج بن يوسف الجيلي [1] الفقيه الحنبلي الزاهد أبو القاسم.
ولد [سنة إحدى] وخمسين [2] وأربعمائة بناحية من أرض جيلان [3] ثم قدم بغداد وأقام بباب الأزج، وقرأ الفقه على يعقوب الزّينبي، والأدب على ابن الجواليقي، وسمع الحديث من أبي محمد بن التميمي، والقاضي أبي الحسين، وغيرهما. وحدّث باليسير، وكتب بخطّه الكثير، وكان فاضلا، ديّنا حسن الطريقة، جمع كتابا كبيرا في استقبال القبلة ومعرفة أوقات الصلاة، وروى عنه ابن عساكر، والسمعاني.
قال ابن لبيدة عنه: كان صادقا زاهدا ثبتا، لم يعرف عليه إلّا خير، وتوفي يوم الأربعاء سادس عشري جمادى الآخرة، وصلى عليه الشيخ عبد القادر [4] .
وفيها- أو في التي قبلها، وجزم به ابن رجب [5]- عبد الملك بن عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي الأنصاري الشيرازي ثم الدمشقي، القاضي بهاء الدّين بن شرف الإسلام بن الشيخ أبي الفرج، وقد تقدّم ذكر أبيه وجدّه، تفقّه ودرّس، وأفتى وناظر، وكان إماما مناظرا مستقلا متفننا على مذهب الإمام أحمد وأبي حنيفة، بحكم ما كان عليه عند إقامته
[1] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 216- 217) و «المنهج الأحمد» (2/ 306- 307) .
[2]
ما بين حاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .
[3]
تحرفت في «آ» و «ط» إلى «جيلا» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» و «المنهج الأحمد» .
[4]
يعني الجيلاني، رحمه الله.
[5]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 219) .
بخراسان لطلب العلم والتقدم، وكان يعرف اللّسان الفارسي مع العربي، وهو حسن الحديث في الجدّ والهزل، توفي يوم الاثنين سابع رجب، وكان له يوم مشهود، ودفن في جوار أبيه في مقابر الشهداء بالباب الصغير. قاله حمزة بن القلانسي في «ذيل تاريخ دمشق» [1] .
وفيها عبد الله بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن السّامري، الفقيه الحنبلي، أبو الفتح.
ولد يوم الاثنين ثاني عشري ذي الحجة، سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وسمع الكثير من ثابت بن بندار، وابن خشيش، وجعفر السرّاج، وغيرهم، وتفقّه على أبي الخطّاب الكلوذاني، وحدّث اليسير، وروى عنه جماعة، توفي في ليلة الاثنين ثالث عشري محرم، سنة خمس وأربعين وخمسمائة، ودفن من الغد بمقبرة باب حرب. قاله ابن رجب [2] .
وفيها أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الأواني الرّاذاني [3]- بالراء والمعجمة، نسبة إلى راذان، قرية ببغداد- ثم البغدادي، الفقيه الحنبلي، الواعظ الزاهد.
ولد بأوانا- قرية على عشرة فراسخ من بغداد-. سمع من ابن بيان، وابن خشيش، وابن ناصر، ولازمه إلى أن مات، وتفقّه على أبي سعد المخرّمي، ووعظ وتقدّم، ولما توفي ابن الزاغوني أخذ حلقته [4] بجامع
[1] انظر ص (483) منه بتحقيق الدكتور سهيل زكار.
[2]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 219) .
[3]
انظر «الأنساب» (6/ 37) و «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 220) .
[4]
في «آ» و «ط» : «أخذ عنه حلقته» وأثبت لفظ «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 220) مصدر المؤلف و «المنهج الأحمد» (2/ 305) .
المنصور في النظر والوعظ، وطلبها ابن الجوزي فلم يعطها لصغر سنه، وسمع منه ابن السمعاني وأثنى عليه.
قال ابن الجوزي: توفي يوم الأربعاء رابع صفر، ودفن من الغد إلى جانب ابن سمعون [1] بمقبرة الإمام أحمد، وكان موته فجأة، فإنه دخل إلى بيته ليتوضأ لصلاة الظهر، فقاء فمات. وكان قد تزوّج وعزم تلك الليلة على الدخول بزوجته.
وفيها أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الفتح محمد بن علي بن محمد الحلواني [2] الفقيه الحنبلي الإمام، وقد سبق ذكر أبيه.
ولد سنة تسعين وأربعمائة، وتفقّه على أبيه، وأبي الخطّاب، وبرع في الفقه، وله «تفسير القرآن» في أحد وأربعين جزءا، وروى عن أبيه وعلي بن أيوب البزّار، والمبارك بن عبد الجبّار، وخلق.
وذكره ابن شافع، وابن النجار وأثنيا عليه.
وذكره ابن الجوزي وقال: كان يتّجر في الخلّ ويقتنع به، ولم يقبل من أحد شيئا، وتوفي يوم الاثنين سلخ ربيع الأول، وصلى عليه من الغد الشيخ عبد القادر [3] .
[1] تصحفت في «آ» و «ط» إلى «ابن شمعون» وما أثبتناه من «المنتظم» (10/ 146) و «ذيل طبقات الحنابلة» و «المنهج الأحمد» .
[2]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 221) و «المنهج الأحمد» (2/ 305- 306) .
[3]
يعني الجيلاني رحمه الله.