الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وعشرين وخمسمائة
فيها توفي أبو غالب بن البناء أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله البغدادي الحنبلي، مسند العراق، وله اثنتان وثمانون سنة. توفي في صفر.
سمع الجوهري وأبا يعلى بن الفرّاء، وطائفة، وله «مشيخة» مرويّة.
وفيها أبو العبّاس بن الرّطبي أحمد بن سلامة بن عبد الله بن مخلد الكرخيّ، برع في مذهب الشافعي وغوامضه على الشيخين أبي إسحاق، وابن الصبّاغ، حتّى صار يضرب به المثل في الخلاف والمناظرة، ثم علّم أولاد الخليفة. قاله في «العبر» [1] .
وفيها العلّامة مجد الدّين أبو الفتح، وأبو سعيد، أسعد بن أبي النصر ابن الفضل الميهنتيّ- بكسر الميم- وقيل بفتحها- ثم مثناة، ثم هاء مفتوحة، ثم نون مفتوحة، وفي آخره تاء التأنيث [2] ، نسبة إلى ميهنة قرية بقرب طوس بين سرخس وأبيورد- صاحب «التعليقة» تفقّه بمرو، وشاع فضله، وبعد صيته، وولي نظامية بغداد مرتين، وخرج له عدة تلامذة، وكان يتوقد ذكاء، تفقّه على أبي المظفر السمعاني، والموفق الهروي، وكان يرجع إلى دين
[1](4/ 71) .
[2]
تنبيه: كذا قال المؤلف رحمه الله تعالى، وتبعه ابن شقدة في «المنتخب» (108/ آ) وقد وهما في ذلك، والصواب «الميهني» بكسر الميم وسكون الياء وفتح الهاء وفي آخرها نون، كما في «الأنساب» (11/ 580) و «العبر» (4/ 71) و «سير أعلام النبلاء» (19/ 633) .
وخوف. ولد بميهنة، سنة إحدى وستين وأربعمائة، ورحل إلى غزنة- بغين معجمة من نواحي الهند- واشتهر بتلك النواحي، وشاع فضله، ثم ورد إلى بغداد، وانتفع الناس به وبطريقته الخلافية، ثم توجه من بغداد رسولا إلى همذان، فتوفي بها.
وفيها الحافظ أبو نصر اليونارتي- بضم التحتية، ونون مفتوحة، وسكون الراء، وفوقية، نسبة إلى يونارت، قرية بأصبهان- الحسن بن محمد ابن إبراهيم الحافظ. سمع أبا بكر بن ماجة، وأبا بكر بن خلف الشيرازي، وطبقتهما، ورحل إلى هراة، وبلخ، وبغداد، وعني بهذا الشأن، وكان جيد المعرفة، متقنا. توفي في شوال، وقد جاوز الستين.
وفيها ابن الزّاغوني أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر بن السّريّ [1]- كذا نسبه ابن شافع وابن الجوزي- الفقيه الحنبلي، شيخ الحنابلة، وواعظهم، وأحد أعيانهم.
ولد في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وقرأ القرآن بالروايات، وطلب الحديث بنفسه، وقرأ وكتب بخطه، وسمع من أبي الغنائم ابن المأمون، وأبي جعفر بن المسلمة، وابن النّقور، وغيرهم، وقرأ الفقه على القاضي يعقوب البرزبيني [2] . وقرأ الكثير من كتب اللغة [3] ، والنحو، والفرائض، وكان متقنا في علوم شتى، من الأصول، والفروع، والوعظ، والحديث، وصنّف في ذلك كله.
[1] انظر «سير أعلام النبلاء» (19/ 605- 607) و «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 180- 184) .
[2]
في «آ» : «البرنسي» وفي «ط» : «البرنشي» وفي «المنتظم» (10/ 32) : «البرزباني» وذلك كله من التحريف الذي لحق بنسبته على أيدي النسّاخ والله أعلم، والصواب:«البرزبيني» كما في «الأنساب» (2/ 147) و «اللباب» (1/ 137) و «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 180) وهو ما أثبته.
[3]
تحرفت في «ط» إلى «الفقه» .
قال ابن الجوزي: كان له في كل فنّ من العلم حظ وافر، ووعظ مدة طويلة.
قال [1] : وصحبته زمانا، فسمعت منه الحديث، وعلّقت عنه من الفقه والوعظ، وكانت له حلقة بجامع المنصور، يناظر فيها يوم الجمعة قبل الصلاة، ثم يعظ فيها بعد الصلاة، ويجلس يوم السبت أيضا.
وذكر ابن ناصر أنه كان فقيه الوقت، وكان مشهورا بالصلاح، والدّيانة، والورع، والصيانة.
وقال ابن السمعاني: ذكر بعض الناس ممن يوثق بهم، أنّه رأى في المنام ثلاثة، يقول واحد منهم: اخسف، وواحد يقول: أغرق، وواحد يقول: أطبق، يعني البلد، فأجاب بعضهم لا، لأن بالقرب منا ثلاثة: أبو الحسن ابن الزّاغوني، والثاني أحمد بن الطلاية، والثالث محمد بن فلان من الحربية.
ولابن الزّاغوني تصانيف كثيرة، منها في الفقه «الإقناع» و «الواضح» و «الخلاف الكبير» و «المفردات» في مجلدين، وهي مائة مسألة وله «التخليص» في الفرائض، ومصنف في الدّور والوصايا، وله «الإيضاح» في أصول الدّين مجلد، و «غرر البيان في أصول الفقه» مجلدات عدة، وله ديوان خطب [أنشأها][2] ، ومجالس في الوعظ، وله «تاريخ» على السنين [من أول ولاية المسترشد إلى حين وفاته هو][2] ومناسك الحج، وفتاوى، ومسائل في القرآن، وغير ذلك.
قال الحافظ ابن رجب: كان ثقة، صحيح السماع، صدوقا، حدّث بالكثير، وروى عنه ابن ناصر، وابن عساكر، وابن الجوزي، وابن طبرزد، وغيرهم، وتفقّه عليه جماعة، منهم صدقة بن الحسين، وابن الجوزي،
وتوفي يوم الأحد سادس عشر المحرم، ودفن بمقبرة الإمام أحمد، وكان له جمع عظيم يفوت الإحصاء. انتهى ملخصا.
وفيها محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبيد الله الشيباني المزرفي [1] ، المقرئ الفرضي، أبو بكر.
ولد في سلخ سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، وقرأ القرآن بالروايات على جماعة من أصحاب الحمامي، منهم أبو بكر بن موسى الخيّاط، وسمع من ابن المسلمة وخلائق.
ذكر ابن ناصر أنه كان مقرئ زمانه، قرأ القراءات [2] عليه جماعة، منهم: أبو موسى المديني الحافظ، وعلي بن عساكر، وغيرهما. وحدّث عنه ابن ناصر، وابن عساكر، وابن الجوزي [وغيرهم.
قال ابن الجوزي] [3] : كان ثقة عالما ثبتا، حسن العقيدة، حنبليا، توفي يوم السبت مستهل السنة فجأة، وقيل: إنه توفي في سجوده، ودفن بباب حرب.
والمزرفي: [نسبة إلى المزرفة][3] بين بغداد وعكبرا، وهي بتقديم الزاي على الراء، وبالقاف، ولم يكن منها إنما نقل أبوه إليها أيام الفتنة فأقام بها مدة.
وفيها محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن خلف بن الفرّاء [4] ، الفقيه الحنبلي الزاهد، أبو خازم، ابن القاضي الإمام أبي يعلى، وأخو القاضي أبي الحسين.
[1] تنبيه: في «آ» و «ط» : «المزرقي» بالقاف، وهو تصحيف، والصواب «المزرفي» بالفاء وهو ما أثبته: انظر «المنتظم» (10/ 33) و «العبر» (4/ 72) و «معرفة القراء الكبار» (1/ 484) و «سير أعلام النبلاء» (19/ 631) والمرزفة: على ثلاثة فراسخ فوق بغداد. انظر «بلدان الخلافة الشرقية» ص (71) .
[2]
في «آ» : «القرآن» .
[3]
ما بين حاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .
[4]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 184- 185) .
ولد في صفر سنة سبع وخمسين وأربعمائة. وسمع الحديث من ابن المسلمة، وابن المأمون، وغيرهما.
وذكر ابن نقطة أنّه حدّث عن أبيه وما أظنه إلّا بالإجازة، فإنه ولد قبل موت والده بسنة.
وذكر أخوه أن والده أجاز له ولأخيه.
وقرأ محمد هذا الفقه على القاضي يعقوب. ولازمه، وعلّق عنه، وبرع في معرفة المذهب، والخلاف، والأصول، وصنّف تصانيف مفيدة، وله كتاب «التبصرة» في الخلاف، وكتاب «رؤوس المسائل» و «شرح مختصر الخرقي» وغير ذلك.
وكان من الفقهاء الزاهدين، والأخيار الصالحين. وحدّث وسمع منه جماعة، منهم ابناه [1] وأبو المعمر الأنصاري، ويحيى بن بوش [2] ، وتوفي يوم الاثنين تاسع عشري صفر، ودفن بداره بباب الأزج، ونقل في سنة أربع وثلاثين إلى مقبرة الإمام أحمد فدفن عند أبيه.
وأبو خازم: بالخاء والزاي المعجمتين.
وفيها محمد بن أحمد بن صاعد أبو سعيد النيسابوري الصّاعدي، وله ثلاث وثمانون سنة. وكان رئيس نيسابور، وقاضيها، وعالمها، وصدرها.
روى عن أبي الحسين بن عبد الغافر، وابن مسرور.
[1] كذا في «آ» و «ط» : «ابناه» وفي «ذيل طبقات الحنابلة» : «ابنته» وفي «الوافي بالوفيات» (1/ 160) : «روى عنه أولاده: أبو يعلى محمد، وأبو الفرج علي، وأبو محمد عبد الرحيم» .
[2]
في «آ» و «ط» : «ابن يونس» والتصحيح من «الوافي بالوفيات» و «ذيل طبقات الحنابلة» .