الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وستين وخمسمائة
في شوال منها كانت الزلزلة العظمى بالشام، وقع معظم دمشق وشرفات جامع بني أميّة، ووقع نصف قلعة حلب والبلد، وهلك من أهلها ثمانون ألفا، ووقعت قلعة حصن الأكراد، ولم يبق لسورها أثر.
وفيها توفي أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي ثم البغدادي [1] الحافظ الفقيه الحنبلي، أحد العلماء المعدّلين والفضلاء والمحدّثين. سمع قاضي المارستان وطبقته، وقرأ القراءات على أبي محمد سبط الخيّاط وغيره، ولازم أبا الفضل الحافظ ابن ناصر، وكان يقتفي أثره ويسلك مسلكه.
قال ابن النجار: كان حافظا، متقنا، ضابطا، محقّقا، حسن القراءة، صحيح النقل، ثبتا، حجّة، نبيلا، ورعا، متدينا، تقيا، متمسكا بالسّنّة على طريق السلف، صنّف «تاريخا» على السنين، بدأ فيه بالسنة التي توفي فيها أبو بكر الخطيب، وهي سنة ثلاث وستين وأربعمائة، إلى بعد الستين وخمسمائة. انتهى.
وتوفي يوم الأربعاء بعد الظهر ثالث شعبان، وكان مرضه البرسام [2]
[1] انظر «العبر» (4/ 190) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 572- 573) و «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 311- 313) وما بين حاصرتين مستدرك منه.
[2]
تحرفت في «آ» و «ط» إلى «السرسام» . جاء في «المعجم الوسيط» (1/ 49) : البرسام: ذات الجنب، وهو التهاب الغشاء المحيط بالرئة.
والبرسام ستة أيام، أسكت منها ثلاثة أيام ودفن على أبيه في دكة [قبر] الإمام أحمد، وله خمس وأربعون سنة.
وفيها أبو بكر بن النّقور عبد الله بن محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد البغدادي البزّاز [1] ثقة محدّث، من أولاد الشيوخ. سمع العلّاف، وابن الطيوري، وطائفة، وطلب بنفسه، مع الدّين، والورع، والتحري، وتوفي في شعبان، وله اثنتان وثمانون سنة.
وفيها أبو المكارم بن هلال، عبد الواحد بن أبي طاهر محمد بن المسلم بن الحسن [2] بن هلال الأزدي. سمع من عبد الكريم الكفرطابي [3] ومن النّسيب وغيرهما، وكان رئيسا جليلا، كثير العبادة والبرّ، وتوفي في جمادى الآخرة، وأجاز له الفقيه نصر.
وفيها علي بن بردوان [4] بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حمير الكندي البغدادي، النحوي الأديب الحنبلي، شمس الدّين. سمع أبا الحسن ابن عم الشيخ تاج الدّين، وقرأ وكتب الطباق بخطه على يحيى بن البنا وغيره، وقرأ النحو واللغة على ابن الجواليقي، ثم قدم دمشق، وأدرك شرف الإسلام ابن الحنبلي [5] وصحبه، وكان أعلم باللغة والنحو من ابن عمه أبي اليمن.
[1] انظر «العبر» (4/ 190- 191) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 498- 499) .
[2]
قوله «ابن الحسن» سقط من «آ» .
[3]
تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الكوطائي» والتصحيح من «العبر» وضبطت في «سير أعلام النبلاء» بفتح الكاف وسكون الفاء وهو خطأ فتصحح. وانظر «الأنساب» (10/ 448) .
[4]
تحرفت في «آ» و «ط» إلى «روان» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 313) مصدر المؤلف.
[5]
في «آ» و «ط» : «ابن الجيلي» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» وهو عبد الوهاب بن عبد الواحد الشيرازي الدمشقي، المعروف بابن الحنبلي. انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 198) و «المنهج الأحمد» (2/ 290) .
ومن شعره:
درّت عليك غوادي المزن يا دار
…
ولا عفت منك آيات وآثار
دعاء من لعبت أيدي الغرام به
…
وساعدتها صبابات وتذكار
وفيها- على ما قاله ابن الأهدل- ابن عدي [1] مصنف كتاب «الكامل في الضعفاء» . كان حافظ وقته، وإليه المنتهى في فنّه خلا أن فيه لحنا، لأنه كان فيه عجمة ولا يعرف العربية. انتهى.
وفيها فورجة أبو القاسم محمود بن عبد الكريم الأصبهاني [2] التاجر.
روى عن أبي بكر بن ماجة، وسليمان الحافظ، وأبي عبد الله الثقفي، وغيرهم، وتوفي بأصبهان في صفر، وبه ختم «جزء» لوين.
وفيها مودود السلطان قطب الدّين الأعرج [3] صاحب الموصل وابن صاحبها، أتابك زنكي، تملّك بعد أخيه سيف الدّين غازي، فعدل وأحسن السيرة، توفي في شوال عن نيّف وأربعين سنة، وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة، وكان محببا إلى الرعية.
[1] كذا قال المؤلف رحمه الله تعالى، وقد تبع في ذلك ابن الأهدل في «تاريخه» الذي اختصر فيه «مرآة الجنان» لليافعي، وتبعه على ذلك أيضا العامري في «غربال الزمان» ص (445) وهو وهم، والصواب أنه مات سنة (365) هـ كما مرّ في وفيات السنة المذكورة من المجلد الرابع ص (344- 345) فراجعه.
[2]
انظر «العبر» (4/ 191) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 501- 502) .
[3]
انظر «العبر» (4/ 191) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 521- 522) .