الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وثلاثين وخمسمائة
فيها كانت ملحمة عظيمة بين السلطان سنجر وبين التّرك الكفرة بما وراء النهر، أصيب [فيها][1] المسلمون، وأفلت سنجر في نفر يسير، بحيث أنه وصل بخل في ستة أنفس، وأسرت زوجته وبنته، وقتل من جيشه مائة ألف أو أكثر، وكانت التّرك في ثلاثمائة ألف فارس.
وفيها توفي أبو سعد الزّوزني- بفتح الزايين وسكون الواو، نسبة إلى زوزن، بلد بين هراة ونيسابور- أحمد بن محمد بن الشيخ أبي الحسن علي ابن محمود بن ماخوّة الصوفي. روى عن القاضي أبي يعلى، وأبي جعفر بن المسلمة، والكبار، وتوفي في شعبان عن سبع وثمانين سنة.
قال ابن ناصر: كان متسمّحا، فرأيته في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأنا في الجنّة.
وفيها أبو العبّاس بن العريف أحمد بن محمد بن موسى الصنهاجي الأندلسي الصوفي الزاهد.
قال ابن بشكوال [2] : كان مشاركا في أشياء، ذا عناية في القراءات،
[1] لفظة «فيها» سقطت من «آ» وأثبتها من «ط» و «العبر» .
[2]
انظر «الصلة» (1/ 81) .
وجمع الروايات والطرق وحملتها، وكان متناهيا في الفضل والدّين، وكان الزهاد والعبّاد يقصدونه.
وقال الذهبي [1] : لما كثر أتباعه توهّم السلطان، وخاف أن يخرج عليه، فطلبه، فأحضر إلى مرّاكش، فتوفي في الطريق قبل أن يصل، وقيل: توفي بمرّاكش، وله ثمان وسبعون سنة، وكان من أهل المريّة.
وفيها إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو القاسم بن السمرقندي الحافظ.
ولد بدمشق سنة أربع وخمسين، وسمع بها من الخطيب، وعبد الدائم الهلالي، وابن طلّاب، والكبار، وببغداد من الصّريفيني فمن بعده.
قال أبو العلاء الهمذاني: ما أعدل به أحدا من شيوخ العراق، وهو من شيوخ ابن الجوزي، توفي في ذي القعدة.
وفيها إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل بن محمد الإمام أبو سعد البوشنجي، نزيل هراة.
ولد سنة إحدى وستين وأربعمائة، وكان شافعيا عالما بالمذهب، درّس، وأفتى، وصنّف.
قال ابن السمعاني: كان فاضلا غزير الفضل حسن المعرفة بالمذهب، جميل السيرة، مرضي الطريقة، كثير العبادة، ملازما للذكر، قانعا باليسير، خشن العيش، راغبا في نشر العلم، ملازما للسنّة غير ملتفت إلى الأمراء وأبناء الدنيا.
وقال عبد الغافر: شاب نشأ في عبادة الله، مرضي السيرة على منوال أبيه، وهو فقيه مناظر مدرس زاهد.
[1] انظر «العبر» (1/ 99) .
وقال الرافعي في كتاب «الخلع [1] » : هو إمام غوّاص متأخرّ، لقيه من لقيناه. توفي بهراة.
وله كتاب سمّاه [2]«المستدرك» وقف عليه الرّافعي ونقل عنه في مواضع.
قاله ابن قاضي شهبة [3] .
وفيها عبد الجبّار بن محمد بن أحمد أبو محمد الخواري [4]- بضم الخاء والتخفيف، نسبة إلى خوار بلد بالرّي- الشافعي المفتي إمام جامع نيسابور، تفقّه على إمام الحرمين وسمع البيهقي، والقشيري، وجماعة، وتوفي في شعبان عن إحدى وتسعين سنة.
وفيها ابن برّجان أبو الحكم، عبد السلام بن عبد الرحمن بن أبي الرجال اللّخمي الإفريقي ثم الإشبيلي العارف، شيخ الصوفية، مؤلّف «شرح الأسماء الحسنى» توفي غريبا بمرّاكش.
قال [ابن] الأبّار: كان من أهل المعرفة بالقراءات، والحديث، والتحقيق، بعلم الكلام والتصوف، مع الزهد والاجتهاد في العبادة، وقبره بإزاء قبر ابن العريف.
وفيها شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج الحنبلي عبد الواحد بن محمد الأنصاري الشيرازي ثم الدمشقي [5] الفقيه الواعظ شيخ الحنابلة بالشام بعد والده ورئيسهم وهو باني مدرسة الحنبلية [6] داخل
[1] تحرف في «ط» إلى «الجامع» وانظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 209) .
[2]
في «ط» : «أسماه» .
[3]
انظر «طبقات الشافعية» (1/ 336- 337) .
[4]
سبق للمؤلف أن ذكره في وفيات سنة (534) انظر ص (172) .
[5]
انظر «العبر» (4/ 100) .
[6]
في «ط» «مدرسة الحنابلة» وما جاء في «آ» موافق لما جاء في «العبر» وانظر «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 64) .
باب الفراديس، سكنها الشيخ محمد الأسطواني من سنة خمس وأربعين وتسعمائة إلى نيف وسبعين وتسعمائة. كذا رأيته على هامش «طبقات» ابن رجب.
وقال ابن رجب في «الطبقات» [1] : توفي والد عبد الوهاب وهو صغير فاشتغل بنفسه، وتفقّه، وبرع، وناظر، وأفتى، ودرّس الفقه والتفسير، ووعظ، واشتغل عليه خلق كثير، وكان فقيها بارعا وواعظا فصيحا وصدرا معظما، ذا حرمة، وحشمة، وسؤدد ورئاسة ووجاهة وهيبة وجلالة، كان ينشد على الكرسي بجامع دمشق إذا طاب وقته قوله:
سيّدي علّل الفؤاد العليلا
…
وأحيني قبل أن تراني قتيلا
إن تكن عازما على قبض روحي
…
فترفّق بها قليلا قليلا
ولشرف الإسلام تصانيف في الفقه، والأصول، منها «المنتخب في الفقه» في [2] مجلدين، و «المفردات» و «البرهان في أصول الدّين» وغير ذلك، وحدّث عن أبيه وغيره، وسمع منه ببغداد ابن كامل.
توفي- رحمه الله في ليلة الأحد سابع عشر صفر، سنة ست [وثلاثين وخمسمائة] ودفن عند والده بمقابر الشهداء من مقابر الباب الصغير.
وفيها أبو عبد الله المازري محمد بن علي بن عمر المالكي المحدّث، مصنّف «المعلم في شرح مسلم» كان من كبار أئمة زمانه.
قال ابن الأهدل: نسبة إلى مازر بفتح الزاي وكسرها، بلدة بجزيرة صقلية [3] ، وكان ذا فنون من أئمة المالكية وله «المعلم بفوائد مسلم» ومنه أخذ القاضي عياض شرحه «الإكمال» .
[1] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 198- 200) .
[2]
لفظة «في» سقطت من «آ» .
[3]
انظر «معجم البلدان» (5/ 40) .
توفي بالمهدية، عن ثلاث وثمانين سنة.
وفيها هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاووس أبو محمد البغدادي إمام جامع دمشق. ثقة، مقرئ، محقّق، ختم عليه خلق، وله اعتناء بالحديث. روى عن أبي العبّاس بن قبيس [1] ، وأبي عبد الله بن أبي الحديد، وببغداد من البانياسي وطائفة، وبأصبهان من ابن شكرويه [2] وطائفة، وآخر أصحابه ابن أبي لقمة.
وفيها يحيى بن علي أبو محمد [3] بن الطرّاح المدبّر. روى عن عبد الصمد بن المأمون وأقرانه، وكان صالحا ساكنا، توفي في رمضان.
[1] تحرف في «آ» و «ط» إلى «ابن قيس» والتصحيح من «العبر» (4/ 101) طبع الكويت و (2/ 451) طبع بيروت، و «سير أعلام النبلاء» (20/ 98) .
[2]
تصحفت في «آ» و «ط» إلى «سكرويه» بالسين المهملة، والتصحيح من «العبر» بطبعتيه، و «سير أعلام النبلاء» .
[3]
في «آ» : «ابن محمد» وهو خطأ وانظر «العبر» (4/ 101) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 77- 78) .