الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى وسبعين وخمسمائة
فيها سار صلاح الدّين، فأخذ منبج، ثم نازل قلعة عزاز مدة، وقفز على الإسماعيلية فجرحوه في فخذه، وأخذوا فقتلوا، وافتتح القلعة.
وفيها توفي الحافظ ابن عساكر صاحب «التاريخ» الثمانين مجلدة [1]
[1] واسمه الكامل «تاريخ دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلّها من الأوائل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها» وهو من أحسن ما كتب في تاريخ البلدان، ترجم فيه ابن عساكر للأعيان والمحدّثين والقادة وسواهم من مشاهير الزمان منذ عصر الصحابة وحتى الزمن الذي عاش فيه، وقد رتب الأسماء على حروف المعجم مع تقديم تراجم من سمي ب «أحمد» على من سواهم. وقد شرع المجمع العلمي العربي بدمشق (مجمع اللغة العربية) في عهد رئيسه الأول العلّامة المؤرخ الأستاذ محمد كرد علي بنشر هذا الكتاب العظيم فأخرج المجلدتين الأولى والثانية بتحقيق الأستاذ الدكتور صلاح الدّين المنجد، والمجلدة العاشرة بتحقيق الأستاذ الشيخ محمد أحمد دهمان، وبعد فترة طويلة تابع المجمع نشر الكتاب فأخرج مجلدة أخرى تضم تراجم (عاصم- عائذ) بتحقيق الأستاذ الدكتور شكري فيصل ومشاركة بعض الأساتذة، وتلتها مجلدة أخرى ضمت تراجم (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) وقد تولى تحقيقها الأستاذ الدكتور شكري فيصل والأستاذان رياض عبد الحميد مراد وروحية النحاس، ثم تلتها مجلدة أخرى ضمت تراجم (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) تولى تحقيقها الأستاذ الدكتور شكري فيصل والأستاذان سكينة الشهابي ومطاع الطرابيشي، ثم صدرت المجلدة الأخيرة من الكتاب المشتملة على تراجم النساء وقد تولت تحقيقها الأستاذة سكينة الشهابي، ثم صدرت بعض المجلدات الأخرى من الكتاب بتحقيق عدد من الأفاضل، وقد ترامى إلى سمعي أن مؤسسة الرسالة في بيروت تزمع على إعادة نشر الكتاب كاملا بتحقيق جديد ومنهج جديد.
أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الدمشقي [1] محدّث الشام، ثقة الدّين.
قال ابن شهبة [2] : فخر الشافعية وإمام أهل الحديث في زمانه وحامل لوائهم، صاحب «تاريخ دمشق» وغيره من المؤلفات المفيدة المشهورة. مولده في مستهل سنة تسع وتسعين وأربعمائة. رحل إلى بلاد كثيرة، وسمع الكثير من نحو ألف وثلاثمائة شيخ وثمانين امرأة، وتفقّه بدمشق وبغداد، وكان ديّنا خيّرا يختم في كل جمعة، وأما في رمضان ففي كل يوم، معرضا عن المناصب بعد عرضها عليه، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قليل الالتفات إلى الأمراء وأبناء الدنيا.
قال الحافظ أبو سعد السمعاني في «تاريخه» : هو كثير العلم غزير الفضل، حافظ، ثقة، متقن، ديّن، خيّر، حسن السمت، جمع بين معرفة المتون والأسانيد، صحيح القراءة، متثبت، محتاط، رحل وبالغ في الطلب، إلى أن جمع ما لم يجمع غيره، وصنّف التصانيف، وخرّج التخاريج.
وقال أبو محمد عبد القادر الرّهاوي: رأيت الحافظ السّلفي والحافظ أبا العلاء الهمذاني، والحافظ أبا موسى المديني، ما رأيت فيهم مثل ابن عساكر. توفي في رجب ودفن بمقبرة باب الصغير شرقي الحجرة التي فيها معاوية، رضي الله عنه.
ومن تصانيفه المشهورة: «التاريخ الكبير» ثمانمائة [جزء في ثمانين وقد قام الإمام ابن منظور باختصار الكتاب إلى نحو الربع، وتقوم دار الفكر بدمشق بطبع هذا المختصر بتحقيق عدد من الأساتذة وقد صدرت معظم أجزائه.
وقام العلّامة الشيخ عبد القادر بدران الدّوماني الدمشقي بتهذيب هذا «التاريخ» وقد طبع من تهذيبه سبع مجلدات، اعتنى بإخراج السادس والسابع منها الأستاذ أحمد عبيد رحمه الله.
[1] انظر «وفيات الأعيان» (3/ 309- 311) و «العبر» (4/ 212- 213) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 554- 571) وكتابي «عناقيد ثقافية» ص (45- 51) طبع دار المأمون للتراث بدمشق.
[2]
انظر «طبقات الشافعية» (2/ 13- 15) .
مجلدا [1] ، «الموافقات» اثنان وسبعون جزءا، «الأطراف للسنن الأربعة» ] [2] ثمانية وأربعون جزءا، «معجم شيوخه» [3] اثنا عشر جزءا، «مناقب الشبان» خمسة عشر جزءا، «فضل أصحاب الحديث» أحد عشر جزءا، «تبيين كذب المفتري على الشيخ أبي الحسن الأشعري» مجلدة.
وقال الذهبي: ومن تصفّح «تاريخه» عرف منزلة الرجل في الحفظ.
وله شعر حسن، منه:
ألا إنّ الحديث أجلّ علم
…
وأشرفه الأحاديث العوالي
وأنفع كلّ نوع [4] منه عندي
…
وأحسنه الفرائد [5] والأمالي
وإنّك لن ترى للعلم شيئا
…
يحقّقه كأفواه الرّجال
فكن يا صاح ذا حرص عليه
…
وخذه من الرّجال بلا ملال
ولا تأخذه من صحف فترمى
…
من التّصحيف بالدّاء العضال
وفيها حفدة العطّاري [6] ، الإمام مجد الدّين أبو منصور، محمد بن أسعد بن محمد الطّوسي، الفقيه الشافعي، الأصولي الواعظ، تلميذ محيي السّنّة البغوي، وراوي كتابيه «شرح السّنّة» و «معالم التنزيل» وقد دخل إلى
[1] في «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة: «مجلدة» .
[2]
ما بين حاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .
[3]
وهو مخطوط لم يطبع بعد ويقع في مجلدين.
وله أيضا «المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل» وقد قامت بطبعه لأول مرة دار الفكر بدمشق بتحقيق الأستاذة سكينة الشهابي.
[4]
في «آ» و «ط» : «كل يوم» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[5]
في «آ» و «ط» : «الفوائد» والتصحيح من «وفيات الأعيان» (3/ 310) .
[6]
تحرفت في «آ» و «ط» و «المنتخب» (121/ ب) إلى «العطاردي» والتصحيح من «وفيات الأعيان» (4/ 238- 239) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 539- 540) و «العبر» (4/ 213) و «طبقات الشافعية الكبرى» (7/ 76) . قال ابن خلّكان: وحفدة: بفتح الحاء المهملة والفاء والدال المهملة، ولا أعلم لم سمي بهذا الاسم مع كثرة كشفي عنه.
بخارى [وتفقه بها][1] ثم عاد إلى أذربيجان والجزيرة، وبعد صيته في الوعظ.
أنشد يوما على الكرسي من جملة أبيات:
تحية صوب [2] المزن يقرؤها الرّعد
…
على منزل كانت تحلّ به هند
نأت فأعارتها [3] القلوب صبابة
…
وعارية العشّاق ليس لها ردّ
قال ابن خلّكان: توفي في ربيع الآخر، ثم قال: وقيل سنة ثلاث وسبعين.
وفيها أبو النجم المبارك بن الحسن بن طراد الباماوردي [4] الفرضي الحنبلي، المعروف بابن القابلة.
ولد سنة خمس وخمسمائة تقريبا، وسمع من طلحة العاقولي سنة عشر، وهو أقدم سماع وجد له، ومن القاضي أبي الحسين بن الفرّاء، وأبي غالب الماوردي، وغيرهم.
قال ابن الجوزي: كان عارفا بعلم الفرائض والحساب والدور، حسن العلم بالجبر والمقابلة، وغامض الوصايا والمناسخات، أمّارا بالمعروف، شديدا على أهل البدع، عارفا بمواقيت الشمس والقمر. توفي ليلة السبت لعشر بقين من جمادى الأولى ودفن بمقبرة الطبري بقرية الزادمان [5] ظاهر بغداد.
وفيها أبو المحاسن المجمعي محمد بن عبد الباقي بن هبة الله بن حسين بن شريف المجمعي الموصلي الحنبلي [6] .
[1] ما بين حاصرتين سقط من «آ» .
[2]
تصحفت في «آ» و «ط» إلى «صوت» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[3]
في «وفيات الأعيان» : «فأعرناها» .
[4]
انظر «المنتظم» (10/ 261) و «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 334- 335) .
[5]
كذا في «آ» و «ط» و «المنتظم» : «الزادمان» وفي «ذيل طبقات الحنابلة» : «الزاويان» .
[6]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 335) .
ذكره ابن القطيعي فقال: أحد فقهاء الحنابلة المواصلة، ورد بغداد وتفقّه على القاضي أبي يعلى، وسمع بها الحديث والأدب، وكان تاليا لكتاب الله تعالى، وجمع كتابا اشتمل على طبقات الفقهاء من أصحاب الإمام أحمد.
قال: وكان بالموصل عمر الملّا مقدّما في بلده، فاتهم [1] بشيء من ماله، وكان خصيصا به، فضربه إلى أن أشفى على التلف، ثم أخرجه إلى بيته، وبقي أياما يسيرة، وتوفي في رجب- أو شعبان- بالموصل. وعمر هذا [2] كان يظهر الزهد والديانة، وأظنه كان يميل إلى المبتدعة، وقد تبين بهذه الحكاية أيضا، ظلمه وتعديه. قاله ابن رجب.
[1] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «فاتهمه» .
[2]
في «آ» : «وهذا محمد» وفي «ط» : «وهذا عمر» وأثبت لفظ «ذيل طبقات الحنابلة» .