الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وخمسمائة
فيها أخذت الفرنج بيروت بالسيف، ثم أخذوا صيدا بالأمان.
وفيها توفي إسماعيل بن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي ثم النيسابوري أبو عبد الله. روى عن أبي حسّان [1] المزكّي، وعبد الرحمن ابن حمدان النّصروي، وطبقتهما، ورحل فأدرك أبا محمد الجوهريّ ببغداد.
توفي في ذي القعدة عن إحدى وثمانين سنة.
وفيها أبو يعلى حمزة بن محمّد بن علي البغداديّ، أخو طراد الزّينبي، توفي في رجب، وله سبع وتسعون سنة، والعجب كيف لم يسمع من هلال الحفّار. روى عن أبي العلاء محمد بن علي الواسطي وجماعة.
قاله في «العبر» [2] .
وفيها أبو الحسن إلكيا الهرّاسي- وإلكيا بهمزة مكسورة ولام ساكنة، ثم كاف مكسورة، بعدها ياء مثناة من تحت، معناه الكبير بلغة الفرس.
والهرّاسي: براء مشدّدة وسين مهملة، لا تعلم نسبته لأي شيء-.
علي بن محمد بن علي الطبرستاني الشافعي عماد الدّين، شيخ
[1] في «آ» و «ط» : «عن أبي حيّان» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» (19/ 262) .
[2]
(4/ 8) .
الشافعية ببغداد، تفقه على إمام الحرمين، وكان فصيحا، مليحا، مهيبا، نبيلا، قدم بغداد، ودرّس بالنّظاميّة وتخرّج به الأصحاب، وعاش أربعا وخمسين سنة.
قال ابن خلّكان [1] : ذكره الحافظ عبد الغافر في «تاريخ نيسابور» فقال:
كان من رؤوس معيدي إمام الحرمين في الدرس، وكان ثاني أبي حامد الغزالي، بل أفضل وأصلح وأطيب في الصوت والنظر، ثم اتصل بخدمة مجد الملك [2] بركياروق بن ملكشاه السلجوقي، وحظي عنده بالمال والجاه، وارتفع شأنه، وتولى القضاء بتلك الدولة، وكان محدّثا يستعمل الأحاديث في مناظراته ومجالسته.
ومن كلامه: إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح، طارت رؤوس المقاييس في مهابّ الرياح.
وحدّث الحافظ أبو طاهر السّلفي [قال] : استفتيت شيخنا إلكيا الهرّاسي ما يقول الإمام- وفقه الله تعالى- في رجل أوصى بثلث ماله للعلماء والفقهاء، أتدخل كتبة الحديث تحت هذه الوصية أم لا؟ فكتب الشيخ تحت السؤال:
نعم، كيف لا، وقد قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما» [3] .
وسئل إلكيا أيضا عن يزيد بن معاوية فقال: إنه لم يكن من الصحابة، لأنه ولد في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأما قول السّلف، فقيه
[1] انظر «وفيات الأعيان» (3/ 286- 288) .
[2]
في «آ» و «ط» : «محمد الملك» وهو تصحيف، والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[3]
رواه جماعة من الأئمة الحفّاظ من رواية عدد من الصحابة رضوان الله عليهم، وقال الإمام النووي: اتفق الحفّاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه. انظر «شرح الأربعين النووية» ص (12- 13) طبع دار ابن كثير، وانظر كلام الحافظ السخاوي عليه في «المقاصد الحسنة» ص (411) .
لأحمد قولان، تلويح وتصريح، ولمالك فيه قولان، تلويح وتصريح، ولأبي حنيفة قولان، تلويح وتصريح، ولنا قول واحد، تصريح دون التلويح، وكيف لا يكون كذلك، وهو اللاعب بالنرد، والمتصيد بالفهود، ومدمن الخمر، وشعره في الخمر معلوم ومنه قوله:
أقول لصحب ضمّت الكأس شملهم
…
وداعي صبابات الهوى يترنّم
خذوا بنصيب من نعيم ولذة
…
وكلّ وإن طال المدى يتصرّم
وكتب فصلا طويلا ثم قلب الورقة وكتب: لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل، وقد أفتى الإمام أبو حامد الغزالي في مثل هذه المسألة بخلاف ذلك.
قال ابن الأهدل: أفتى الغزالي بخلاف جواب إلكيا، وتضمن جوابه، أنه وإن غلب الظن بقرائن حاله أنه رضي قتل الحسين، أو أمر به، فلا يجوز لعنه، ويجعل كمن فعل كبيرة.
وأفتى ابن الصلاح بنحوه، وأقرهما اليافعي.
قلت: الحاصل من ذلك أن يزيد إن صحّ عنه ما جرى منه على الحسين وآله من المثلة وتقلّب [1] الرأس الكريم بين يديه، وإنشاده الشعر في ذلك مفتخرا، فذلك دليل الزندقة والانحلال من الدّين، فإنّ مثل هذا لا يصدر من قلب سليم، وقد كفّره بعض المحدّثين، وذلك موقوف على استحلاله لذلك، والله أعلم.
وقال الإمام التّفتازاني: أمّا رضا يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمما يقطع به، وإن كان تفصيله آحادا فلا يتوقف في كفره، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه. انتهى كلام ابن الأهدل.
[1] في «ط» : «وتقليب» .
وقال ابن خلّكان: كانت ولادة إلكيا في ذي القعدة، سنة خمسين وأربعمائة، وتوفي يوم الخميس وقت العصر، مستهل المحرم، سنة أربع وخمسمائة ببغداد، ودفن في تربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وحضر دفنه الشريف أبو طالب الزّينبي، وقاضي القضاة أبو الحسن بن الدامغاني، وكانا مقدّمي الطائفة الحنفية، وكان بينه وبينهما في حال الحياة منافسة، فوقف أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال ابن الدامغانيّ متمثلا:
وما تغني النّوادب والبواكي
…
وقد أصبحت مثل حديث أمس
وأنشد الزّينبيّ متمثلا:
عقم النساء فلم [1] يلدن شبيهه
…
إنّ النّساء بمثله عقم
انتهى ملخصا.
وقال السبكي [2] : له كتاب «شفاء المسترشدين» و «نقض مفردات [الإمام] أحمد» وكتب [3] في أصول الفقه.
وفيها أبو الحسين الخشّاب، يحيى بن علي بن الفرح المصري، شيخ [الإقراء][4] . قرأ بالروايات على ابن نفيس، وأبي الطاهر إسماعيل بن خلف، وأبي الحسين الشيرازي، وتصدر للإقراء.
[1] في «وفيات الأعيان» : «فما» .
[2]
انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (7/ 232) .
[3]
في «طبقات الشافعية الكبرى» : «وكتاب» وجاء في حاشية التحقيق فيه ما نصه: «وفي الطبقات الوسطى: «كتابان» .
[4]
مستدركة من «العبر» (4/ 8) مصدر المؤلف.