الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وثلاثين وخمسمائة
فيها توفي أحمد بن محمد بن أبي المختار، الشريف العلوي النّوبندجاني، شاعر مفلق. ومن شعره:
اخضرّ بالزّغب المنمنم خدّه
…
فالخدّ ورد بالبنفسج معلم
يا عاشقيه تمتّعوا بعذاره
…
من قبل أن يأتي السّواد الأعظم
وفيها توفي صاحب ملطية محمد بن الدانشمند، واستولى على مملكة مسعود بن قلج أرسلان صاحب قونية.
وفيها الحسين بن علي سبط الخيّاط البغدادي المقرئ، أبو عبد الله.
قال ابن السمعاني: شيخ صالح ديّن حسن الإقراء، يأكل من كدّ يده.
سمع الصّريفيني، وابن المأمون، والكبار.
وفيها أبو الفتح بن البيضاوي، القاضي عبد الله بن محمد بن محمد ابن محمد، أخو قاضي القضاة أبي القاسم الزّينبي لأمه. سمع أبا جعفر بن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، وكان متحرّيا في أحكامه، توفي في جمادى الأولى ببغداد.
وفيها علي بن يوسف بن تاشفين، أمير المسلمين، صاحب المغرب، كان يرجع إلى عدل ودين وتعبّد وحسن طويّة وشدّة إيثار لأهل
العلم، وتعظيم لهم، وذمّ للكلام وأهله. ولما وصلت إليه كتب أبي حامد [1] أمر بإحراقها وشدّد في ذلك، ولكنه [كان][2] مستضعفا مع رؤوس أمرائه، فلذلك ظهرت مناكير وخمور في دولته، فتغافل وعكف على العبادة، وتوثب عليه ابن تومرت، ثم صاحبه عبد المؤمن. توفي في رجب عن إحدى وستين سنة، وتملّك بعده ابنه تاشفين. قاله في «العبر» [3] .
وقال ابن الأهدل: كان من أئمة الهدى علما وعملا.
وفيها عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن لقمان النّسفي السمرقندي الحنفي الحافظ، ذو الفنون، يقال: له مائة مصنّف. روى عن إسماعيل بن محمد النّوحي فمن بعده، وله أوهام كثيرة. قاله في «العبر» [4] .
وقال غيره: كان فاضلا مفسرا أديبا، صنّف كتبا في التفسير، والفقه، ونظم «الجامع الصغير» لمحمد بن الحسن [5] ، وقدم بغداد وحدّث بكتاب «تطويل الأسفار لتحصيل الأخبار» من جمعه، وروى عنه عامة مشايخه.
وفيها كوخان [6] سلطان التّرك والخطا، الذي هزم المسلمين وفعل
[1] يعني الغزالي.
[2]
مستدركة من «العبر» مصدر المؤلف، وقد سبقني إلى استدراكها الأستاذ حسام الدّين القدسي ناشر الطبعة السابقة رحمه الله دون أن يشير إلى المصدر الذي استدركها عنه.
[3]
(4/ 102) .
[4]
(4/ 102) .
[5]
يعني الإمام محمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة (189) هـ رحمه الله، وكتابه «الجامع الصغير» في فقه الإمام أبي حنيفة النعمان، جمع فيه أربعين كتابا مشتملة على مسائل الفقه ولم يبوب الأبواب لكل كتاب منها، ثم إن القاضي أبا طاهر بن الدبّاس بوبه ورتبه ليسهل على المتعلمين حفظه ودراسته، وقد طبع في إدارة القرآن والعلوم الإسلامية في كراتشي بالباكستان مع شرحه «النافع الكبير» للكنوي، وذلك عام (1407) هـ.
[6]
في «آ» : «كوخان خان» وفي «ط» : «كوخان خال» وما أثبته من «العبر» بطبعتيه. وقال ابن الأثير في «الكامل» (11/ 83) : «كو» بلسان الصين، لقب لأعظم ملوكهم، و «خان» لقب
الأفاعيل في السنة الماضية، واستولى على سمرقند وغيرها، هلك في رجب ولم يمهله الله، وكان ذا عدل على كفره، وكان مليح الشكل، حسن الصورة، كامل الشجاعة، لا يمكّن أميرا من إقطاع بل يعطيهم من خزانته، ويقول: إن أخذوا الإقطاعات ظلموا الناس. وكان يعاقب على السّكر، ولا ينكر الزّنا ولا يستقبحه، وتملّكت ابنته بعده، ولم تطل مدتها، وتملّكت أمّها [1] بعدها، فحكمت على الخطا وما وراء النهر.
وفيها محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز، القاضي المنتجب، أبو المعالي القرشي الدمشقي الشافعي، قاضي دمشق، وابن قاضيها القاضي الزكي. سمع أبا القاسم بن أبي العلاء وطائفة، وسمع بمصر من الخلعي، وتفقّه على نصر المقدسي وغيره، وتوفي في ربيع الأول عن سبعين سنة.
وفيها مفلح بن أحمد أبو الفتح الرّومي ثم البغدادي الورّاق. سمع من أبي بكر الخطيب، والصّريفيني، وجماعة. توفي في المحرم.
لملوك الترك، فمعناه أعظم الملوك.
[1] في «آ» و «ط» : «أمّه» وهو تحريف، والتصحيح من «العبر» بطبعتيه، وانظر «الكامل في التاريخ» (11/ 86) .