المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة ثمان وأربعين وخمسمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٦

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السادس]

- ‌كلمة حول منتخب شذرات الذهب لابن شقدة

- ‌سنة إحدى وخمسمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسمائة

- ‌سنة أربع وخمسمائة

- ‌سنة خمس وخمسمائة

- ‌سنة ست وخمسمائة

- ‌سنة سبع وخمسمائة

- ‌سنة ثمان وخمسمائة

- ‌سنة تسع وخمسمائة

- ‌سنة عشر وخمسمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وخمسمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وخمسمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وخمسمائة

- ‌سنة أربع عشرة وخمسمائة

- ‌سنة خمس عشرة وخمسمائة

- ‌سنة ست عشرة وخمسمائة

- ‌سنة سبع عشرة وخمسمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وخمسمائة

- ‌سنة تسع عشرة وخمسمائة

- ‌سنة عشرين وخمسمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وخمسمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وخمسمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وخمسمائة

- ‌سنة ست وعشرين وخمسمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وخمسمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وخمسمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وخمسمائة

- ‌سنة ثلاثين وخمسمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وخمسمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وخمسمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وخمسمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وخمسمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وخمسمائة

- ‌سنة أربعين وخمسمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وخمسمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وخمسمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وخمسمائة

- ‌سنة ست وأربعين وخمسمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وخمسمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وخمسمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وخمسمائة

- ‌سنة خمسين وخمسمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وخمسمائة

- ‌سنة ثنتين وخمسين وخمسمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وخمسمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وخمسمائة

- ‌سنة ست وخمسين وخمسمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وخمسمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وخمسمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وخمسمائة

- ‌سنة ستين وخمسمائة

- ‌سنة إحدى وستين وخمسمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وخمسمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وخمسمائة

- ‌سنة أربع وستين وخمسمائة

- ‌سنة خمس وستين وخمسمائة

- ‌سنة ست وستين وخمسمائة

- ‌سنة سبع وستين وخمسمائة

- ‌سنة ثمان وستين وخمسمائة

- ‌سنة تسع وستين وخمسمائة

- ‌سنة سبعين وخمسمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وخمسمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وخمسمائة

- ‌سنة ست وسبعين وخمسمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وخمسمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وخمسمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وخمسمائة

- ‌سنة ثمانين وخمسمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وخمسمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وخمسمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وخمسمائة

- ‌سنة ست وثمانين وخمسمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وخمسمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وخمسمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وخمسمائة

- ‌سنة تسعين وخمسمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وخمسمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وخمسمائة

- ‌سنة ست وتسعين وخمسمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وخمسمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وخمسمائة

- ‌سنة ستمائة

الفصل: ‌سنة ثمان وأربعين وخمسمائة

‌سنة ثمان وأربعين وخمسمائة

فيها توفي ابن الطّلّاية أبو العبّاس أحمد بن أبي غالب بن أحمد البغدادي [1] الحنبلي، الورّاق الزاهد العابد. سمع من عبد العزيز الأنماطي وغيره، وانفرد بالجزء التاسع من «المخلّصيّات» حتّى أضيفت عليه، وقد زاره السلطان مسعود في مسجده بالحربية، فتشاغل عنه بالصلاة، وما زاده على أن قال له: يا مسعود، اعدل، وادع لي، الله أكبر، وأحرم بالصلاة، فبكى السلطان وأبطل المكوس والضرائب وتاب، وكان الشيخ من أعاجيب دهره في الاستقامة، لازم مسجده سبعين سنة لم يخرج منه إلا للجمعة، وكان متقللا من الدّنيا، متعبدا، لا يفتر ليلا ولا نهارا، لم يكن في زمنه أعبد منه، لازم ذلك حتّى انطوى طاقين، قانعا بثوب خام، وجرة ماء، وكسر يابسة، رحمه الله تعالى.

وفيها الرّفّاء عين الزّمان [2] أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي، الشاعر المشهور. كان رافضيا [3] هجّاء فائق النظم، له

[1] انظر «سير أعلام النبلاء» (20/ 260- 263) و «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 224) و «المنهج الأحمد» (2/ 309- 310) .

[2]

في «آ» و «ط» : «عين النهار» وما أثبتناه من «وفيات الأعيان» (1/ 156) و «الوافي بالوفيات» (8/ 193) .

[3]

في «ط» : «شيعيا» .

ص: 241

ديوان شعر، وكان أبوه ينشد الأشعار ويغني في أسواق طرابلس، ونشأ أبو الحسين المذكور، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم اللغة والآداب، وقال الشعر، وقدم دمشق فسكنها، وكان رافضيا [1] كثير الهجاء، خبيث اللّسان، ولما كثر ذلك منه سجنه بوري بن أتابك طغتكين، صاحب دمشق مدة، وعزم على قطع لسانه، ثم شفعوا فيه فنفاه، وكان بينه وبين ابن القيسراني مكاتبات وأجوبة ومهاجاة، وكانا مقيمين بحلب ومتنافسين في صناعتهما كما جرت عادة المتماثلين.

ومن شعره من جملة قصيدة:

وإذا الكريم رأى الخمول نزيله

في منزل فالحزم أن يترحّلا

كالبدر لمّا أن تضاءل جدّ في

طلب الكمال فحازه متنقّلا

سفها لحلمك أن رضيت بمشرب

رنق [2] ورزق الله قد ملأ الملا

ساهمت عيسك مرّ عيشك قاعدا

أفلا فليت بهنّ ناصية الفلا

فارق ترق كالسيف سلّ فبان في

متنيه ما أخفى القراب وأخملا

لا تحسبنّ ذهاب نفسك ميتة

ما الموت إلّا أن تعيش مذلّلا

للقفر لا للفقر هبها إنما

مغناك ما أغناك أن تتوسّلا

لا ترض من دنياك ما أدناك من

دنس وكن طيفا جلا ثمّ انجلى

وهي طويلة كلها حسن.

ومن محاسن شعره القصيدة التي أولها:

من ركّب البدر في صدر الرّديني

وموّه [3] السّحر في حدّ اليمانيّ

[1] في «ط» : «شيعيا» .

[2]

في «آ» و «ط» : «زيف» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» و «الوافي بالوفيات» .

[3]

في «ط» : «ومره» .

ص: 242

وأنزل النّيّر الأعلى إلى فلك

مداره في القباء الخسروانيّ

طرف رنا أم قراب سلّ صارمه

وأغيد ماس أم أعطاف خطّيّ

أذلّني بعد عزّ والهوى أبدا

يستعبد اللّيث للظبي الكناسيّ

[ومنها أيضا][1] :

وما يجنّ [2] عقيقيّ الشفاه من ال

ريق الرّحيقيّ والثّغر الجمانيّ

لو قيل للبدر من في الأرض تحسده

إذا تجلّى لقال ابن الفلانيّ

أربى عليّ بشتّى [3] من محاسنه

تألّفت بين مسموع ومرئيّ

إباء فارس في لين الشآم مع الظّ

رف العراقيّ والنّطق الحجازيّ

وما المدامة بالألباب أفتك من

فصاحة البدر في ألفاظ تركيّ

وله أيضا:

أنكرت مقلته سفك دمي

وعلا وجنته فاعترفت

[4]

لا تخالوا خاله في خدّه

قطرة من دم جفني نطفت

ذاك من نار فؤادي جذوة

فيه ساخت وانطفت ثم طفت

وكانت ولادته سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة بطرابلس، ووفاته في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بحلب، ودفن بجبل جوشن، وزرت قبره ورأيت [5] عليه مكتوبا:

من زار قبري فليكن موقنا

أن الذي ألقاه يلقاه

فيرحم الله امرءا زارني

وقال لي: يرحمك الله

[1] ما بين حاصرتين زيادة من «وفيات الأعيان» .

[2]

في «آ» و «ط» : «وما يحن» وما أثبته من «وفيات الأعيان» و «الوافي بالوفيات» .

[3]

في «آ» و «ط» : «بشيء» وما أثبته من «وفيات الأعيان» و «الوافي بالوفيات» .

[4]

في «آ» و «ط» : «فاحترقت» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» و «الوافي بالوفيات» .

[5]

في «ط» : «ووجدت» .

ص: 243

ومنير: بضم الميم وكسر النون، وسكون الياء المثناة من تحتها، وبعدها راء. انتهى ما قاله ابن خلّكان ملخصا.

وفيها رجّار [1] الفرنجي، صاحب صقلية، هلك في ذي القعدة بالخوانيق، وامتدت أيامه.

وفيها أحمد [2] بن عبد الرحمن بن محمد الأزجي القاضي أبو علي.

سمع من أبي محمد التميمي وغيره، وتفقّه على أبي الخطّاب الكلوذاني، وولي قضاء المدائن وغيرها.

ذكره ابن السمعاني فقال: أحد فقهاء الحنابلة وقضاتهم، كتبت عنه يسيرا. توفي يوم السبت سابع عشر شعبان.

وفيها أبو الفتح الكروخي- بالفتح وضم الراء، آخره معجمة، نسبة إلى كروخ، بلد بنواحي هراة- عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الهروي، الرجل الصالح، راوي «جامع الترمذي» . كان ورعا ثقة، كتب بالجامع نسخة ووقفها، وكان يعيش من النسخ، حدّث ببغداد، ومكّة، وعاش ستا وثمانين سنة، توفي في ذي الحجّة.

وفيها أبو الحسن البلخي علي بن الحسن الحنفي الواعظ الزاهد، درّس بالصّادريّة، ثم جعلت له دار الأمير طرخان مدرسة، وقام عليه الحنابلة لأنّه تكلّم فيهم، وكان يلقّب برهان الدّين، وكان زاهدا معرضا عن الدّنيا، وهو الذي قام في إبطال (حيّ على خير العمل) من حلب، وكان معظما

[1] تصحف في «آ» و «ط» إلى «رحار» والتصحيح من «الكامل في التاريخ» (11/ 187) و «وفيات الأعيان» (6/ 218) و «العبر» (4/ 130) .

[2]

في «آ» و «ط» : «حمد» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 223) و «المنهج الأحمد» (2/ 309) .

ص: 244

مفخما في الدولة، درّس أيضا بمسجد خاتون ومدرسته داخل الصدرية. قاله في «العبر» [1] .

وفيها أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي محدّث بغداد، كان خيّرا متواضعا متقنا مكثرا، صاحب حديث وإفادة. روى عن أبي نصر الزّينبي وخلق، وتوفي في المحرم، عن أربع وثمانين سنة.

وفيها القاضي أبو المعالي الحسن بن محمد بن أبي جعفر البلخي الشافعي، تفقّه على البغوي، وروى عنه أبو سعد بن السمعاني، وأثنى عليه، وذكر أنه توفي في رمضان. قاله الإسنوي [2] .

وفيها عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسين بن محمد ابن عمر بن زيد عماد الدين أبو محمد النّيهي [3]- بكسر النون، وسكون التحتية، وهاء، نسبة إلى نيه، بلدة صغيرة بين سجستان وإسفرايين- الشافعي.

قال ابن السمعاني في «الأنساب» [4] : كان إماما فاضلا عالما عاملا، حافظا للمذهب، راغبا في الحديث ونشره، ديّنا مباركا، كثير الصلاة والعبادة، حسن الأخلاق، تفقّه على البغوي، وتخرّج عليه جماعة كثيرة من العلماء، وروى الحديث عن جماعة، وحضرت مجالس أماليه بمرو مدة مقامي.

[1](4/ 131) .

[2]

انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 252) .

[3]

انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (1/ 359- 360) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 475- 476) .

[4]

انظر «الأنساب» (12/ 189) وقد نقل المؤلف كلامه عن «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة.

ص: 245

وقال غيره: كان شيخ الشافعية بتلك الدّيار، وله كتاب في المذهب وقف عليه ابن الصلاح وانتخب منه غرائب، وتوفي في شعبان.

وفيها عبد الرحمن بن محمد البوشنجي الخطيبي [1] الفقيه الشافعي، تفقّه على أبي نصر بن القشيري وغيره. احترق في فتنة الغزّ بمرو في المنارة.

قاله ابن الأهدل.

وفيها الملك العادل علي بن السلّار الكردي ثم المصري، وزير الظافر. أقبل من ولاية الإسكندرية إلى القاهرة ليأخذ الوزارة بالقهر، فدخل وحكم، ففرّ الوزير نجم الدّين سليم بن [محمد بن] مصال [2] ، وجمع العساكر وجاء، فجهز ابن السلّار جيشا لحربه، فالتقوا بدلاص [3] . فقتل ابن مصال وطيف برأسه في سنة أربع وأربعين، وكان ابن السلّار سنّيا شافعيا شجاعا مقداما، بنى للسّلفيّ مدرسة معروفة، لكنه جبار عنيد، ظالم، شديد البأس، صعب المراس، وكان زوج أم عبّاس بن باديس، فقتله نصر بن عبّاس هذا على فراشه بالقاهرة في المحرم، وولي عبّاس الملك.

وفيها الشهرستاني الأفضل، محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح الشافعي المتكلم، صاحب التصانيف، أخذ علم النظر والأصول عن أبي القاسم الأنصاري، وأبي نصر بن القشيري، ووعظ ببغداد، وظهر له القبول التام.

قال في «العبر» [4] : واتهم بمذهب الباطنية.

وقال ابن قاضي شهبة [5] : صنّف كتبا كثيرة، منها «نهاية الإقدام في علم

[1] انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 211- 212) .

[2]

ما بين الحاصرتين مستدرك من «وفيات الأعيان» (3/ 416) وحاشية «النجوم الزاهرة» (5/ 295) .

[3]

قال ياقوت في «معجم البلدان» (2/ 459) : دلاص، كورة بصعيد مصر على غربي النيل.

[4]

(4/ 132) .

[5]

انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (1/ 366- 368) .

ص: 246

الكلام» ، وكتاب «الملل والنّحل» و «تلخيص الأقسام لمذاهب الأعلام» .

وقال ابن خلّكان [1] : كان إماما، مبرّزا، فقيها، متكلما، واعظا، توفي في شعبان.

وقال ابن الأهدل [2] : سمع الحديث من ابن المديني، وكتب عنه ابن السمعاني، وعظم صيته في الدّنيا.

وشهرستان: اسم لثلاث مدن.

الأولى: بين نيسابور وخوارزم.

والثانية: قصبة ناحية نيسابور.

والثالثة: مدينة على نحو ميلين من أصبهان. انتهى.

وفيها أبو علي محمد بن عبد الله بن محمد البسطامي [3] الشافعي المعروف بإمام بغداد. كان فقيها مناظرا، وشاعرا مجيدا، تفقّه على إلكيا الهرّاسي، وسمع من ابن العلّاف، ولم يحدّث شيئا، وتوفي ببلخ [4][سنة] ثمان وأربعين وخمسمائة. ذكره ابن السمعاني.

وفيها أبو طاهر السّنجي- بالكسر والسكون، نسبة إلى سنج بجيم قرية بمرو- محمد بن محمد بن عبد الله المروزي [5] الحافظ، خطيب مرو، تفقّه على أبي المظفّر السمعاني، وعبد الرحمن البزّاز. وسمع من طائفة، ولقي ببغداد ثابت بن بندار وطبقته، ورحل مع أبي بكر بن السمعاني، وكان ذا معرفة وفهم، مع الثقة والفضل والتعفف، توفي في شوال، عن بضع وثمانين سنة.

[1] انظر «وفيات الأعيان» (4/ 273) ولفظة «واعظا» لم ترد فيه.

[2]

انظر «مرآة الجنان» لليافعي (3/ 290) .

[3]

انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 253) و «الوافي بالوفيات» (3/ 333) .

[4]

تحرفت في «آ» و «ط» إلى «سلخ» والتصحيح من «طبقات الشافعية» للإسنوي ولفظة «سنة» مستدركة منه.

[5]

انظر «الأنساب» (7/ 166) و «العبر» (4/ 132- 133) .

ص: 247

وفيها أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن محمد الكشميهني المروزي الخطيب، شيخ الصوفية ببلده، وآخر من روى عن محمد بن أبي عمران «صحيح البخاري» عاش ستا وثمانين سنة.

وفيها أبو عبد الله بن القيسراني محمد بن نصر بن صغير [1] بن خالد الأديب، حامل لواء الشعر في عصره، تولى إدارة الساعات التي بدمشق مدة، ثم سكن حلب، وكان عارفا بالهيئة، والنجوم، والهندسة، والحساب، مدح الملوك والكبار، وعاش سبعين سنة، ومات بدمشق.

قال ابن خلّكان [2] : كان [هو، و] ابن منير ينسب إلى التحامل على الصحابة، رضوان الله عليهم، ويميل إلى التشيع، فكتب إليه ابن القيسراني، وقد بلغه أنه هجاه، قوله:

ابن منير هجوت مني

حبرا أفاد الورى صوابه

ولم تضيّق بذاك صدري

فإن لي أسوة الصحابة

ومن محاسن شعره قوله:

كم ليلة بتّ من كأسي وريقته

نشوان أمزج سلسالا بسلسال

وبات لا تحتمي عنّي [3] مراشفه

كأنّما ثغره ثغر بلا وال

وقوله في مدح خطيب:

شرح المنبر صدرا

لتلقّيك رحيبا

أترى ضمّ خطيبا

منك أم ضمخ طيبا

وقوله في الغزل:

بالسفح من لبنان لي

قمر منازله القلوب

[1] تصحف في «ط» إلى «صعير» .

[2]

انظر «وفيات الأعيان» (4/ 458- 461) وما بين الحاصرتين مستدرك منه.

[3]

في «آ» و «ط» : «عنه» والتصحيح من «وفيات الأعيان» وفي «الوافي بالوفيات» (5/ 114) :

«منّي» .

ص: 248

حملت تحيته الشما

ل فردّها عنّي الجنوب

فرد الصفات غريبها

والحسن في الدّنيا غريب

لم أنس ليلة قال لي

لما رأى جسمي [1] يذوب

بالله قل لي من أعلّ

ك يا فتى؟ قلت: الطبيب

وكانت ولادته بعكا سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وتوفي ليلة الأربعاء حادي عشري شعبان بدمشق، ودفن بمقبرة باب الفراديس.

وفيها محمد بن يحيى العلّامة أبو سعد [2] النيسابوري محيي الدّين، شيخ الشافعية، وصاحب الغزالي، انتهت إليه رئاسة المذهب بخراسان [3] وقصده الفقهاء من البلاد، وصنف التصانيف، منها «المحيط في شرح الوسيط» .

وهو القائل:

وقالوا يصير الشّعر في الماء حيّة

إذا الشمس لاقته فما خلته صدقا

[4]

فلمّا التوى صدغاه في ماء وجهه

وقد لسعا قلبي تيقّنته حقّا

[5]

توفي في رمضان شهيدا على يد الغزّ- قبحهم الله- عن اثنتين وسبعين سنة، ورثاه جماعة، منهم: علي البيهقي فقال:

يا سافكا دم عالم متبحّر

قد طار في أقصى الممالك صيته

[1] في «وفيات الأعيان» : «جسدي» .

[2]

انظر «وفيات الأعيان» (223- 224) و «طبقات الشافعية الكبرى» للسبكي (7/ 25- 28) بتحقيق الطناحي والحلو، و «سير أعلام النبلاء» (20/ 312- 315) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (1/ 369- 370) وقد كنّي في بعض المصادر بأبي سعيد.

[3]

كذا في «آ» و «ط» و «العبر» بطبعتيه، و «مرآة الجنان» (3/ 291) :«انتهت إليه رئاسة المذهب بخراسان» وفي المصادر الأخرى: «وانتهت إليه رئاسة المذهب بنيسابور» .

[4]

في «طبقات الشافعية الكبرى» : «فما خلته حقا» .

[5]

في «طبقات الشافعية الكبرى» : «تيقنته صدقا» .

ص: 249

بالله قل لي يا ظلوم ولا تخف

من كان محيي الدّين [1] كيف تميته

وفيها محمود بن الحسين بن بندار، أبو نجيح، الطّلحي [2] الواعظ المحدّث الحنبلي. سمع الحديث الكثير، وطلبه بنفسه، وقرأ وسمع بأصبهان كثيرا من يحيى بن مندة الحافظ وغيره، ورحل إلى بغداد وسمع بها من ابن الحصين، والقاضي أبي الحسين، وكتب بخطه كثيرا، وخطه حسن متقن، ووعظ وقال الشعر، وسمع منه ابن سعدون القرطبي. وحدّث عنه محمد بن مكّي الأصبهاني بها وغيره.

وفيها نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي ثم الدمشقي [3] . روى عن أبي القاسم بن أبي العلاء وجماعة، وكان شيخا مباركا، توفي في ربيع الأول.

وفيها هبة الله بن الحسين بن أبي شريك الحاسب [4] ، مات ببغداد في صفر. سمع من أبي الحسين بن النّقور، وكان حشريا مذموما.

وفيها أبو الحسين المقدسي [5] الزاهد، صاحب الأحوال والكرامات، دوّن الشيخ الضياء سيرته في جزء، وقبره بحلب يزار.

[1] في «طبقات الشافعية الكبرى» : «يحيي الدّين» .

[2]

انظر «المنهج الأحمد» (2/ 308) و «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 222- 223) .

[3]

انظر «العبر» (4/ 134) .

[4]

انظر «العبر» (4/ 134) .

[5]

انظر «العبر» (4/ 134) و «سير أعلام النبلاء» (20/ 380- 384) ولا يعرف اسمه.

ص: 250