الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المجلد التاسع]
تقديم [1] للأستاذ الدكتور شاكر الفحّام نائب رئيس مجمع اللّغة العربيّة بدمشق المدير العام لهيئة الموسوعة العربيّة
- 1- أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الصالحي الحنبلي المعروف بابن العماد (1032- 1089 هـ) من أبرز من أنجبته دمشق من المؤرخين في القرن الحادي عشر الهجري.
وصفه تلميذه المحبي في (خلاصة الأثر) فأضفى عليه حلل الثناء تقديرا لمكانته العلمية، وتحدّث بإعجاب بالغ عن سعة معرفته بالعلوم المختلفة، وعدد تآليفه، وأشاد بمهارته في تعليم طلابه والآخذين عنه.
شهر ابن العماد بكتابه العظيم: (شذرات الذهب) الذي لخص فيه أحداث ألف عام (سنة 1- 1000 هـ) ، وعني فيه بتراجم العلماء والأعلام.
وقد فرغ من تأليفه في يوم الاثنين التاسع عشر من شهر رمضان المعظم من شهور سنة ثمانين وألف [2] وكان في نحو الثامنة والأربعين من عمره.
[1] تفضل الأستاذ الكبير الدكتور شاكر الفحّام بكتابة هذا التقديم بعد اطلاعه على المجلدات السبعة الأولى الصادرة من الكتاب، وعلى تجربة الطبع الأولى للمجلد الثامن منه، فجزاه الله تعالى خير الجزاء وحفظه ذخرا لطلبة العلم في هذه الدّيار. (المحقق) .
[2]
شذرات الذهب (مكتبة القدسي) 8: 443.
ودلّ هذا الكتاب على سعة اطلاع ابن العماد، وكثرة الكتب التي نقل عنها. وقد ذكر طائفة من تلك الكتب في مقدمة كتابه [2] ، ونثر الكثير منها في متن الكتاب، وأغفل ذكر جملة منها فقال:
«وربما لم أعز ما أنقله إلى كتاب لظهور ما أثبته ولطلب الاختصار» [3] .
وعني الخالفون بكتاب (الشذرات) ووألوا إليه، ومما يدل على تلك العناية ما انتهى إلينا من اختصار ابن شقدة الدمشقي (ت. 116 هـ) له في كتابه:
(منتخب شذرات الذهب)[4] .
- 2- طبع كتاب (شذرات الذهب) طبعته الأولى سنة (1350- 1351 هـ) .
أصدرته مكتبة القدسي بالقاهرة في ثمانية أجزاء، وأثبتت على صفحته الأولى أنه طبع عن نسخة المصنّف المحفوظة في دار الكتب المصرية، مع مقابلة بعضها بنسختين في الدار أيضا، وبعضها بنسخة الأمير عبد القادر الجزائري.
ونشرت في مطلع الجزء الأول من الكتاب صورة الصفحة الأولى من مخطوط (الشذرات) وقد ظهر فيها: «انتقل، ولله الحمد والمنّة، إلى ملك جامعه الفقير أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد، غفر الله تعالى ذنوبه، آمين» ، وتحت هذا التملك ختمه. ثم ظهر في أسفل الصفحة:
«دخل، ولله الحمد والمنة، وفي
…
وأحوجهم إلى وجود ربه
…
ابن عبد الحي بن
…
العماد، غفر
…
لهم أجمعين، آمين» .
ثم جاء في ختام الجزء الرابع المطبوع: «نجز الجزء الأول [أي من تجزئة الأصل] من (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) في منتصف جمادى الثانية الذي هو من شهور سنة إحدى وثمانين وألف على يد أفقر عباد الله محمد بن أحمد بن شيخ المحيا
…
وهذه نسخة نقلت من خط المصنّف حفظه الله تعالى.
وهي ثاني نسخة، ولله الحمد» [5] .
[2] شذرات الذهب (دار ابن كثير) 1: 111- 112.
[3]
شذرات الذهب (مكتبة القدسي) 8: 443.
[4]
شذرات الذهب (دار ابن كثير) 6: المقدمة (1- 2) .
[5]
شذرات الذهب (مكتبة القدسي) 4: 348.
وقال الناسخ في آخر الكتاب: «وكان الفراغ من نسخه يوم الخميس خامس عشر شهر رجب الفرد الذي هو من شهور سنة أربعة وثمانين وألف على يد الفقير الحقير محمد بن أحمد المحيوي الصالحي
…
وهي أول نسخة نقلت من خط المصنّف حفظه الله تعالى» . [6] وذكر الناشر في مطلع الكتاب ترجمة ابن العماد مقتبسة من (النعت الأكمل) و (السحب الوابلة) ، و (خلاصة الأثر) . ثم ذكر جملة من مصادر ابن العماد [7] . ووعد بإضافة تعليقات للسيد أحمد رافع الطهطاوي، ولكنه لم يستطع الوفاء بما وعد [8] .
وقد يسرت مكتبة القدسي بطبعتها الاطلاع على كتاب نفيس، كانت تتشوق إليه النّفوس.
- 3- لم يلق الكتاب آنذاك ما يستحق من التحقيق والتدقيق والمراجعة، فوقع فيه التصحيف والتحريف والسقط. ومرّت على طبعته تلك خمس وخمسون سنة، وهي الطبعة الوحيدة التي تصورها المطابع، وتتداولها الأيدي، حتى انتدب الأستاذ محمود الأرناؤوط لتحقيق الكتاب تحقيقا علميا، فأعد للأمر عدته، وشدّ له حيازيمه، واعتمد مخطوطة الظاهرية (رقم 3465 عام) أصلا [9] . وهي نسخة فرغ شعبان بن عبد الله الشافعي المخزومي من كتابتها صبيحة يوم الجمعة رابع عشر شهر شوال من شهور سنة خمس وثمانين وألف. ونقلت من خط مؤلّفها. وهي ثالث نسخة تمت. كما عاد في تحقيقه إلى النسخة المطبوعة [10] .
[6] شذرات الذهب (مكتبة القدسي) 8: 443.
[7]
شذرات الذهب (مكتبة القدسي) 1: 363- 364، 8:487.
[8]
شذرات الذهب (مكتبة القدسي) 1: 362.
[9]
انظر وصف المخطوطة في فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية- التاريخ وملحقاته للأستاذ يوسف العش ص 11، فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية- التاريخ وملحقاته للأستاذ خالد الريان ص 656.
[10]
شذرات الذهب (دار ابن كثير) 1: 97- 98، 105.
ثم أفاد في التحقيق من كتاب: (منتخب شذرات الذهب) لابن شقدة [11] .
وعني بتخريج النصوص والأشعار من مظانها، ونسبة ما أغفله ابن العماد فلم يعزه، مستدركا تارة من المصادر، ومصححا تارة أخرى. وقد ضبط الألفاظ وفسّر المشكل.
وقد تولى والد المحقق الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، وهو العالم المحدّث الثقة، تخريج الأحاديث النبوية والإشراف على التحقيق فحظي الكتاب بمزيّة لا تضاهى [12] .
وقدّم الأستاذ محمود للكتاب بمقدمة أطال فيها عنان القول متحدثا عن مشهوري المؤرخين الذين سبقوا ابن العماد، ثم ترجم لابن العماد، وكشف عن قيمة كتاب (الشذرات) بين كتب المؤرخين، وبيّن النهج الذي سلك في تحقيق الكتاب [13] .
وقد كلّفته هذه الخطة العلمية التي انتهجها العودة إلى مصادر كثيرة تطالعك بوجوهها في حواشي الكتاب، وتكشف لك عن هذا الجهد الجاهد الذي أخذ به نفسه ليقدّم الكتاب في أبهى حلّة، وقد استكمل حقّه في التحقيق.
وزيّن المحقّق الكتاب بتعليقات ضافية تلوح كالدرر، فبدا الكتاب بتعليقاته ومصادره مجمع فوائد، تأخذ بيد قارئه لتهديه إلى مراده بأيسر سبيل.
ولا أزعم أن الكتاب قد خلا من الغلط والسهو فذلك فوق الوسع، وقد سأل الأستاذ المحقّق ألا يبخل أحد عليه باستدراك وقع له، فالكتاب إرث الأمة، يتعاون الناصحون المخلصون ليبلغوا بالكتاب المحقّق ما يرجون له من الإتقان [14] .
[11] شذرات الذهب (دار ابن كثير) 5: 6، 6: المقدمة (1- 2) .
[12]
شذرات الذهب (دار ابن كثير) 1: 10 و 95- 101.
[13]
شذرات الذهب (دار ابن كثير) 1: 7- 105.
[14]
شذرات الذهب (دار ابن كثير) 1: 99.