الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة
فيها ولد السّخاوي تلميذ ابن حجر.
وفيها توفي شمس الدّين محمد بن أحمد بن موسى بن عبد الله الكفيري [1] الشافعي العجلوني الأصل ثم الدمشقي [2] .
ولد في العشر الأول من شوال سنة سبع وخمسين وسبعمائة، وحفظ «التنبيه» وأخذ عن ابن قاضي شهبة وغيره، ولازم الشيخ شمس الدّين الغزّي مدة طويلة، واشتهر بحفظ الفروع، وكتب بخطه الكثير، وناب في الحكم، وولي بعض التداريس، وحجّ مرارا، وجاور، وولي مرة قضاء الركب، وجمع شرحا على «البخاري» في ست مجلدات.
وكان قد لخص شرح ابن الملقن، وشرح الكرماني، ثم جمع بينهما، وسمع على ابن أميلة، وابن قواليح [3] وابن المحبّ، وابن عوض، وخلائق وصنّف «عين النّبيه في شرح التنبيه» واختصر «الروض الأنف» للسهيلي وسماه «زهر الروض» .
وتوفي في ثالث عشر المحرم.
وفيها تاج الدّين أبو حامد محمد بن بهادر بن عبد الله [4] .
[1] في «آ» : «الكفري» .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 160) و «الضوء اللامع» (7/ 111) .
[3]
في «ط» : «ابن قوالح» .
[4]
ترجمته في «الضوء اللامع» (7/ 204- 205) .
قال البرهان البقاعي: الإمام العلّامة القدوة سبط ابن الشهيد.
كان يعرف علوما كثيرة، ويحلّ أي كتاب قرئ عليه سواء كان عنده له شرح أم لا، وكان فصيح العبارة، حسن التقرير، صحيح الذّهن، دينا، شديد الانجماع عن الناس، مع خفّة الروح، ولطافة المزاج، والصّبر على الطلبة، وعدم الميل إلى الدنيا، وكثرة التلاوة لكتاب الله تعالى، وإيثار العزلة والانقطاع في الجامع، مع التجمل في اللّباس والهيئة.
وتوفي صبح يوم الثلاثاء تاسع شهر رمضان بدمشق عن ثلاث وثلاثين سنة، ولم أر جنازة أحفل من جنازته، وو الله لم يحصل لي بأحد من النفع ما حصل لي به. انتهى ملخصا.
وفيها شمس الدّين محمد بن عبد الدائم بن عيسى بن فارس البرماوي الشافعي [1] .
ولد في نصف ذي القعدة سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وكان اسم والده فارسا فغيّره البرماوي، وتفقه وهو شاب، وسمع من إبراهيم بن إسحاق الآمدي، وعبد الرحمن بن علي [2] القارئ، وغيرهما.
قال الحافظ تاج الدّين بن الغرابيلي الكركي ما نصه: هو أحد الأئمة الأجلاء، والبحر الذي لا تكدّره الدّلاء، فريد دهره ووحيد عصره، ما رأيت أقعد منه بفنون العلوم، مع ما كان عليه من التواضع والخير، وصنّف التصانيف المفيدة، منها «شرح البخاري» شرح حسن، ولخص «المهمات» و «التوشيح» ونظم «ألفية» في أصول الفقه لم يسبق إلى مثل وضعها وشرحها شرحا حافلا نحو مجلدين، وكان يقول: أكثر هذا الكتاب هو جملة ما حصلت في طول عمري، وشرح «لامية ابن مالك» شرحا في غاية الجودة، واختصر «السيرة» وكتب الكثير، وحشّى الحواشي المفيدة، وعلّق التعاليق النّفيسة والفتاوي العجيبة، وكان من عجائب دهره.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 161) و «الضوء اللامع» (8/ 280) .
[2]
لفظة «علي» سقطت من «ط» .
جاور بمكة سنة، ثم قدم إلى القاهرة، فوافى موت شيخنا شمس بن عطا الهروي، فولّي الصّلاحية، وقدم القدس، فأقام بها قريب سنة غالبها ضعيف بالقرحة [1] .
وتوفي بها يوم الخميس ثامن عشري أحد الجمادين، ودفن بتربة ماملا بجوار الشيخ أبي عبد الله القرشي. انتهى.
وكان بينه وبين ابن حجر نوع وقفة، والله أعلم.
[1] في «آ» : «بالقرية» .