الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسعمائة
فيها توفي برهان الدّين النّاجي إبراهيم بن محمد بن محمود بن بدر الحلبي القبيباتي الشافعي [1] الإمام العالم.
توفي بدمشق عن أزيد من تسعين سنة [2] .
وفيها عبد الرحمن بن حسن بن محمد الدّميري الشافعي [3] الإمام العالم.
توفي في ربيع الثاني عن خمس وسبعين سنة.
وفيها قاضي القضاة علاء الدّين أبو الحسن علي بن شمس الدّين محمد بن العطار الشّيبي الحموي الحنبلي، المشهور بابن إدريس [4] .
كان إماما علّامة، له سند عال في الحديث، ناب في القضاء بحماة مدة، ثم ولي قضاء طرابلس نيفا وعشرين سنة، وكانت له معرفة بطرق الأحكام ومصطلح الزمان.
وتوفي بطرابلس وقد جاوز الثمانين.
وفيها علاء الدّين أبو الحسن علي بن محمد بن البهاء البغدادي [5] الحنبلي الإمام العلّامة الفقيه المحدّث.
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (1/ 166) و «الأعلام» (1/ 65) .
[2]
أقول: وله تعليقة جيدة على «الترغيب والترهيب» ومخطوطته موجودة في المدينة المنورة، واسمها عجالة الإملاء المتيسرة من التذنيب على ما وقع للحافظ المنذري من الوهم وغيره في كتابه «الترغيب والترهيب» وهو كتاب هام جدا. (ع) .
[3]
ترجمته في «الضوء اللامع» (4/ 74) و (3/ 233) في «زكريا بن حسن» فقد عرف بالاسمين فتنبه.
[4]
ترجمته في «المنهج الأحمد» الورقة (519) .
[5]
ترجمته في «المنهج الأحمد» الورقة (519) و «السحب الوابلة» ص (305) و «معجم المؤلفين» (7/ 187) .
ولد سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة تقريبا في جهة العراق، وقدم من بلاده إلى مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر بصالحية دمشق في سنة سبع وثلاثين، وأخذ الحديث عن الأمين الكركي، والشمس ابن الطحّان، وابن ناظر الصاحبة، وأخذ العلم عن الشيخ تقي الدّين بن قندس، والنّظام والبرهان ابني مفلح، وصار من أعيان الحنابلة.
أفتى، ودرّس، وصنّف كتاب «فتح الملك العزيز بشرح الوجيز» في خمس مجلدات. وتوجه إلى القاهرة، فاجتمع عليه حنابلتها، وقرأوا عليه، وأجاز بعضهم بالإفتاء والتدريس، وزار بيت المقدس، والخليل [1] عليه السلام، وباشر نيابة القضاء بدمشق، وكان معتقدا عند أهلها وأكابرها، ورعا، متواضعا، على طريقة السّلف.
وتوفي بها يوم السبت ثالث عشري جمادى الآخرة ودفن بسفح قاسيون.
وفيها القاضي ناصر الدّين أبو البقاء محمد بن القاضي عماد الدّين أبي بكر بن زين الدّين عبد الرحمن، المعروف بابن زريق الصّالحي الحنبلي [2] الإمام العالم المحدّث، تقدم ذكر أسلافه.
ولد بصالحية دمشق في شوال سنة اثنتي عشرة وثمانمائة، وهو من ذرية شيخ الإسلام أبي عمر. قرأ على علماء عصره، وبرع ومهر، وأفاد، وعلّم، وروى عنه خلق من الأعيان، وكان منوّر الشيبة، شكلا حسنا، على طريقة السّلف الصّالح.
وولي الناظر على مدرسة جدّه أبي عمر مدة طويلة، وناب في الحكم، ثم تنزه عن ذلك.
وتوفي بالصالحية عشية يوم السبت تاسع جمادى الآخرة.
[1] يعني مدينة الخليل ردّها الله تعالى إلى أيدي المسلمين مع بيت المقدس وسواها من بلدان فلسطين العزيزة بفضله ورحمته وكرمه.
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» (7/ 169) و «السحب الوابلة» ص (365) .
وفيها القاضي شمس الدّين محمد بن عمر الدّورسي الحنبلي [1] الإمام العالم.
كان من أصحاب البرهان ابن مفلح، وباشر عنده نيابة الحكم مدة ولايته، وكانت نيفا وثلاثين سنة، ثم باشر عند ولده نجم الدّين، ثم فوّض إليه الحكم في آخر عمره، واستمر إلى أن توفي.
وفيها بدر الدّين أبو المعالي قاضي القضاة محمد بن ناصر الدّين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن خالد بن إبراهيم السّعديّ المصريّ الحنبلي [2] شيخ الإسلام الإمام العلّامة الرّحلة.
ولد بالقاهرة سنة خمس أو ست وثلاثين وثمانمائة، وسمع على الحافظ ابن حجر وغيره، واشتغل في الفقه على عالم الحنابلة جمال الدّين ابن هشام ولازمه، ثم لازم العزّ الكناني، وجد واجتهد، وقرأ كثيرا من العلوم وحقّقها، وحصّل أنواعا من الفنون وأتقنها، وبرع في المذهب، وصار من أعيانه، وأخذ عن علماء الديار المصرية وغيرهم ممن ورد إلى القاهرة، وأتقن العربية وغيرها من العلوم الشرعية والعقلية، وتميّز وفاق أقرانه، ولزم خدمة شيخه القاضي، عزّ الدّين، وفضل عليه، فاستخلفه في الأحكام الشرعية، وهو شاب له خمس وعشرين سنة أو نحوها، وأذن له في الإفتاء والتدريس، وشهد بأهليته، وندبه للوقائع المهمة والأمور المشكلة، فساد على أبناء جنسه، وعظم أمره، وعلا شأنه، واشتهر صيته، وأفتى ودرّس، وحجّ إلى بيت الله الحرام، وقرأ على القاضي علاء الدّين المرداوي لما توجه إلى القاهرة كتابه «الإنصاف» وغيره، ولازمه، فشهد بفضله، وأذن له بالإفتاء والتدريس أيضا، ولم يزل أمره في ازدياد وعلمه في اجتهاد، وباشر نيابة الحكم أكثر من خمس عشرة سنة، وصار مفتي دار العدل، وكانت مباشرته بعفّة ونزاهة، ثم ولي قضاء القضاة بالديار المصرية بعد موت شيخه العزّ الكناني، فحصل بتوليته
[1] ترجمته في «متعة الأذهان» الورقة (92/ آ) و «السحب الوابلة» ص (422) .
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» (9/ 59) و «المنهج الأحمد» الورقة (520) و «السحب الوابلة» ص (434) .
الجمال لممالك الإسلام، وسلك أحسن الطرق من النّزاهة والعفّة، حتى في قبول الهدية، وصنّف «مناسك الحج» على الصحيح من المذهب، وهو كتاب في غاية الحسن.
وبالجملة فقد كان آية باهرة، من حسنات الدهر، ذكره تلميذه العليمي في «طبقاته» وهو آخر من ذكرهم فيها إلا أنه قال: توفي فجأة ليلة الثلاثاء ثالث ذي القعدة، والله أعلم.
تم بحمد الله تعالى وحسن توفيقه تحقيقنا للمجلد التاسع من «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» للإمام ابن العماد الحنبلي الدمشقي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وذلك ليلة الخميس الثامن عشر من شهر ذي الحجّة لعام (1412) هـ-.
ونسأل الله العظيم أن يتولانا بعنايته ويمدنا بتأييده وتوفيقه وكريم رعايته، ويعيننا على تحقيق بقية الكتاب بحوله وقوته، إنه خير مسؤول وأسرع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمود الأرناؤوط