الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وعشرين وثمانمائة
فيها توفي شهاب الدّين أحمد بن أبي بكر بن عبد الله الأسدي العبشمي، الشهير جدّه بالطواشي [1] .
ولد بعد الستين وسبعمائة، وأحضر في الثالثة على ابن جماعة، وأسمع على الضّياء الهندي وغيره، وأجاز له الكمال بن حبيب، ومحمد بن جابر، وأبو جعفر الرّعيني، وأبو الفضل النّويري، والزّرندي، والأميوطي، وغيرهم، وكان خيّرا، ديّنا، منقطعا عن الناس.
توفي بمكة يوم الجمعة سابع عشر شعبان.
وفيها الإمام في الأدب وفنونه الزّين شعبان بن محمد بن داود المصري الأثاري [2] . قاله في [3]«ذيل دول الذهبي» .
وفيها الحافظ نور الدّين أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن سلامة بن عطوف الشّافعي المكي السّلمي، المعروف بابن سلامة [4] .
ولد في سابع شوال سنة ست وأربعين وسبعمائة بمكّة، وسمع بها من الشيخ خليل المالكي، والعزّ ابن جماعة، وغيرهما، ورحل إلى بغداد، فسمع بها على جماعة، ورحل إلى البلاد الشامية والمصرية، فسمع بها على من لا يحصى ما لا
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 80) و «الضوء اللامع» (1/ 256) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 82) و «الضوء اللامع» (3/ 301) و «الذيل التام على دول الإسلام» .
[3]
لفظة «في» سقطت من «آ» .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 85) و «الضوء اللامع» (5/ 183) و «العقد الثمين» (6/ 139) .
يحصى، وسمع ببيت المقدس، وبلد الخليل، ونابلس، والإسكندرية، وعدة من البلاد، وأجاز له جماعة كثيرة، وله مشيخة شيوخة بالسّماع والإجازة، و «فهرست» ما سمعه وقرأه من الكتب والأجزاء تخريج الإمام تقي الدّين بن فهد، وتفقه بجماعة، وأذن له بالإفتاء والتدريس جماعة، منهم سراج الدّين بن الملقّن، وبرهان الدّين الأبناسي، وكان له حظ من العبادة، وله عناية كثيرة بالقراءات.
ومن نظمه وقد أهدى للشيخ شمس الدّين بن الجزريّ من ماء زمزم:
ولقد نظرت فلم أجد يهدى لكم
…
غير الدّعاء المستجاب الصّالح
أو جرعة من ماء زمزم قد سمت
…
فضلا على مدّ الفرات السّائح
هذا الذي وصلت له يد قدرتي
…
والحقّ قلت ولست فيه بمازح
فأجابه الشيخ شمس الدّين بن الجزري:
وصل المشرّف من إمام مرتضى
…
نور الشّريعة ذي الكمال الواضح
وذكرت أنّك قد نظرت فلم تجد
…
غير الدّعاء المستجاب الصّالح
أو جرعة من ماء زمزم حبّذا
…
ما قد وجدت ولست فيه بمازح
أما الدّعاة فلست أبغي غيره
…
ما كنت قطّ إلى سواه بطامح
وتوفي ابن سلامة بمكّة المشرّفة يوم السبت رابع عشري شوال.
وفيها القاضي علاء الدّين أبو الحسن علي بن محمود بن أبي بكر بن مغلي الحنبلي [1] أعجوبة الزّمان الحافظ.
قال في «المنهل» : ولد بحماة، وقيل بسلمية سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، ونشأ بحماة، وطلب العلم، وقدم دمشق، فتفقّه بابن رجب الحنبلي وغيره، وسمع «مسند الإمام أحمد» وغيره، وبرع في الفقه، والنحو، والحديث، وغير ذلك.
وتولى قضاء حماة وعمره نحو عشرين سنة، ثم قضاء حلب، وعاد إلى بلده حماة،
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 86) و «الضوء اللامع» (6/ 34) و «الدليل الشافي» (1/ 481) .
وولي قضاءها، وحمدت سيرته، إلى أن طلبه السلطان المؤيد شيخ إلى الدّيار المصرية، وولاه قضاء قضاة الحنابلة بها مضافا إلى قضاء حماة.
وكان إماما، عالما، حافظا، يحفظ في كل مذهب من المذاهب الأربعة كتابا يستحضره في مباحثه.
وكان سريع الحفظ إلى الغاية، ويحكى عنه في ذلك غرائب، منها ما حكى بعض الفقهاء قال: استعار منّي أوراقا نحو عشرة كراريس، فلما أخذها منّي احتجت إلى مراجعتها في اليوم، فرجعت إليه بعد ساعة هنيّة وقلت: أريد أنظر في الكراريس نظرة ثم خذها ثانيا، فقال: ما بقي لي فيها حاجة قد حفظتها، ثم سردها من حفظه.
وتوفي بالقاهرة قاضيا يوم الخميس العشرين من المحرّم، ودفن بتربة باب النصر، وخلّف مالا جمّا ورثه ابن أخيه محمود. انتهى.
وفيها شمس الدّين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الحريري البيري [1] الشافعي [2] أخو جمال الدّين الاستادار.
ولد في حدود الخمسين وسبعمائة، وتفقه على أبي البركات الأنصاري، وسمع من أبي عبد الله بن جابر، وأبي جعفر الغرناطي نزيل البيرة بحلب، وولي قضاء البيرة مدة، ثم قضاء حلب سنة ست وثمانمائة، ثم تحوّل إلى القاهرة في دولة أخيه، وتوجه إلى مكّة فجاور بها، ثم قدم فعظم قدره، وعيّن للقضاء، ثم ولي مشيخة البيبرسية، ثم درّس بالمدرسة المجاورة للشافعي، ثم انتزعتا منه بعد كائنة أخيه، ثم أعيدت إليه البيبرسية في سنة ست عشرة، ثم صرف عنها بابن حجر في سنة ثماني عشرة، ثم قرّر في مشيخة سعيد السّعداء، وكان قد ولي خطابة بيت المقدس.
وتوفي في سحر يوم الجمعة رابع عشري ذي الحجّة.
[1] لفظة «البيري» سقطت من «آ» .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 89) و «الضوء اللامع» (7/ 43) و «الدليل الشافي» (2/ 595) .
وفيها شمس الدّين محمد بن القاضي شهاب الدّين أحمد الدّمزي المالكي [1] .
ولد سنة بضع وستين وسبعمائة، وتفقّه، وأحبّ الحديث، فسمعه وطاف على الشيوخ.
قال ابن حجر: وسمع معنا كثيرا من المشايخ [2] وكان حسن المذاكرة، جيد الاستحضار، ودرّس بالناصرية الحسنية وغيرها [2] . وكان قليل الحظ.
مات في العشرين من جمادى الأولى. انتهى.
وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن المحبّ عبد الله السّعدي المقدسي الأصل ثم الدمشقي الحنبلي [3] ، المحدّث الإمام.
ولد في شوال سنة خمس وخمسين وسبعمائة، وأحضره والده في السنة الأولى من عمره مجالس الحديث، وأسمعه كثيرا على عدة شيوخ، منهم عبد الله ابن القيّم، وأحمد بن الحوفي، وعمر بن أميلة، وستّ العزّ ابنة محمد بن الفخر بن البخاري، وحدّث قبل فتنة تمرلنك وبعدها، وصنّف شرحا على البخاري، وله نظم ونثر، وكان يقرأ «الصحيحين» في الجامع الأموي، وحصل به النّفع العام.
توفي بطيبة في رمضان وقد رأى في نومه من نحو عشرين سنة ما يدل على موته هناك.
وفيها شمس الدّين محمد الحموي النّحوي، المعروف بابن العيّار [4] .
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 91) وفيه «الدفري» .
[2- 2] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 93) و «الضوء اللامع» (9/ 194) و «السحب الوابلة» ص (427) .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 93) و «بغية الوعاة» (1/ 289) .
قال ابن حجر: كان في أول أمره حائكا، ثم تعانى الاشتغال فمهر في العربية، وأخذ عن ابن جابر وغيره، ثم سكن دمشق، ورتّب له على الجامع تصدير بعناية البارزي، وكان حسن المحاضرة، ولم يكن محمودا في تعاطى الشهادات.
مات في ذي القعدة. انتهى.