الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى عشرة وثمانمائة
في عاشر شعبانها جاءت زلزلة عظيمة في نواحي بلاد حلب وطرابلس، فخرب من اللّاذقية، وجبلة، وبلاطنس [1] أماكن عديدة، وسقطت قلعة بلاطنس، فمات تحت الرّدم خمسة عشر نفسا، وخرّبت شغر بكاس [2] كلها وقلعتها، ومات جميع أهلها إلّا خمسين نفسا، وانتقلت بلد قدر ميل بأشجارها وأبنيتها وأهلها لم يشعروا بذلك، وخرب من قبرص أماكن كثيرة، وشوهد ثلج [3] على رأس الجبل الأقرع، وقد نزل البحر وطلع وبينه وبين البحر عشرة فراسخ، وذكر أهل البحر أن المراكب في البحر المالح وصلت إلى الأرض لما انحسر البحر ثم عاد الماء كما كان. قاله ابن حجر.
وفيها توفي شهاب الدّين أحمد بن عبد الله بن الحسن بن طوغان بن عبد الله الأوحدي [4] ، المقرئ الأديب.
ولد في المحرم سنة إحدى وستين، وقرأ بالسبع على التّقي البغدادي، ولازم الشيخ فخر الدّين البلبيسي.
[1] جاء في «معجم البلدان» (1/ 478) : بلاطنس: حصن منيع بسواحل الشام مقابل اللاذقية من أعمال حلب.
[2]
في «آ» و «ط» : «شغر كاس» والتصحيح من «إنباء الغمر» مصدر المؤلّف.
وجاء في «معجم البلدان» (3/ 352) : «بلاد شغر: قلعة حصينة مقابلها أخرى يقال لها بكاس على رأس جبلين بينهما واد كالخندق لهما، كلّ واحدة تناوح الأخرى، وهما قرب أنطاكية، وهما اليوم لصاحب حلب
…
» .
[3]
في «آ» و «ط» : «بلح» والتصحيح من «إنباء الغمر» .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 112) و «الضوء اللامع» (1/ 358) و «حسن المحاضرة» (1/ 556) .
قال ابن حجر: وسمع معي من بعض مشايخي، وكان لهجا بالتاريخ، وكتب مسودة كبيرة لخطط مصر والقاهرة، وبيّض بعضه، وأفاد فيه وأجاد.
وله نظم كثير منه:
إنّي إذا ما نابني
…
أمر نفى تلذّذي
واشتدّ منه [1] جزعي
…
وجهّت وجهي للّذي
وتوفي في تاسع عشر جمادى الآخرة.
وفيها تاج الدّين أحمد بن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى البلبيسي الأصل المقري المالكي، المعروف بابن الظّريف [2] .
سمع من ناصر الدّين بن التّونسي وغيره، وطلب العلم، فأتقن الشروط، ومهر في الفرائض، وانتهى إليه التمييز في فنّه، مع حظّ كبير من الأدب، ومعرفة حلّ المترجم، وفك الألغاز، مع الذكاء البالغ، وقد وقّع للحكام، وناب في الحكم، وقد نقم عليه بعض شهاداته وحكمه، ثم نزل عن وظائفه بأخرة، وتوجه إلى مكّة فمات بها في شهر رجب.
وفيها أحمد بن محمد بن ناصر بن علي الكناني المكّي الحنبلي [3] .
ولد قبل الخمسين وسبعمائة، ورحل إلى الشام، فسمع من ابن قوالح، وابن أميلة بدمشق، ومن بعض أصحاب ابن مزهر بحماة، وتفقه، وكان خيّرا فاضلا، جاور بمكة فحصل له مرض أقعده [4] فعجز عن المشي حتّى مات.
وفيها تقيّ الدّين أبو بكر بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الدمشقي الحنفي، ابن شيخ الربوة [5] .
[1] في «آ» و «ط» : «مني» والتصحيح من «إنباء الغمر» مصدر المؤلف.
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 113) و «الضوء اللامع» (2/ 14) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 115) و «الضوء اللامع» (2/ 209) و «العقد الثمين (3/ 175) ووفاته سنة (812) .
[4]
في «آ» : «القعدة» وفي «ط» : «العقدة» وما أثبته من «إنباء الغمر» .
[5]
ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 116) و «الضوء اللامع» (11/ 68) .
اشتغل في الفقه، ومهر في المذهب، ودرّس بالمقدّمية، وأفتى، وكان اشتغل على الشيخ صدر الدّين بن منصور وغيره.
وتوفي في ربيع الأول عن ستين سنة.
وفيها أبو بكر بن محمد بن صالح الجبلي- بكسر الجيم وسكون الموحدة وباللام نسبة إلى جبلة مدينة باليمن- اليمني الشافعي [1] .
نشأ بتعز، وتفقه بجماعة من أئمة بلده، ومهر في الفقه، ودرّس بالأشرفية وغيرها من مدارس تعز، وتخرّج به جماعة، وكان يقرّر من «الرافعي» وغيره بلفظ الأصل، ويشارك في غير الفقه، وله أجوبة كثيرة على مسائل شتّى، وولي القضاء مكرها مدة يسيرة، ثم استعفى.
وتوفي في شهر رمضان.
وفيها الجنيد بن محمد البلياني الأصل، نزيل شيراز [2] .
قال ابن حجر: سمع مع أبيه بمكّة من ابن عبد المعطي، والشّهاب بن ظهيرة، وأبي الفضل النّويري، وجماعة، وبالمدينة وبلاده، وأجاز له القاضي عزّ الدّين بن جماعة، ومن دمشق عمر بن أميلة، وحسن بن هبل، والصّلاح ابن أبي عمر في آخرين، خرّج له عنهم الشيخ شمس الدّين الجزري مشيخة، وحدّث بها، وصار عالم شيراز ومحدّثها وفاضلها، وتوفي بها.
وفيها صدر الدّين سليمان بن عبد الناصر بن إبراهيم الأبشيطي الشافعي [3] .
ولد قبل الثلاثين وسبعمائة، واشتغل قديما، وسمع من الميدومي وغيره، وبرع في الفقه وغيره، وناب في الحكم بالقاهرة وغيرها، وكانت فيه سلامة، وكان
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 117) و «الضوء اللامع» (11/ 87) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (4/ 7) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 117) و «الضوء اللامع» (3/ 79) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 118) و «الضوء اللامع» (3/ 265) .
الصّدر المناوي يعظّمه، وعجز بأخرة وتغيّر قليلا، مع استحضاره للعلم جيدا، جاوز الثمانين. قاله ابن حجر.
وفيها زين الدّين أبو هريرة عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد بن الحسن بن سليمان بن فزارة بن محمد بن يوسف الكفري الحنفي [1] ، قاضي القضاة.
قال في «المنهل الصافي» : ولد سنة خمسين وسبعمائة تقريبا، وأحضر على محمد بن إسماعيل بن الخبّاز، وسمع على بشر بن إبراهيم بن محمود بن البعلي، وتفقه بعلماء عصره، حتّى برع في الفقه والأصلين والعربية، وشارك في عدة فنون، وأفتى، ودرّس، وتولى قضاء القضاة بدمشق هو وأبوه وأخوه وجدّه، وهم بيت علم وفضل ورئاسة، ثم قدم القاهرة بعد سنة ثلاث وثمانمائة، وولي قضاءها مدة وحمدت سيرته، وأفتى ودرّس بها، ولازم الاشتغال والإشغال إلى أن توفي ثالث ربيع الآخر. انتهى.
وفيها جمال الدّين أبو حفص عمر بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز ابن أبي جرادة، قاضي القضاة ابن العديم، الحنفي العقيلي الحلبي [2] .
ولد بحلب سنة ستين أو إحدى وستين وسبعمائة، ونشأ بها، وتفقه وبرع، وتولى قضاء العسكر بها، ثم استقلّ بقضائها سنة أربع وتسعين، وأفتى، ودرّس، وشارك في العربية والأصول والحديث، وسمع من ابن حبيب وابنه، وباشر القضاء بحرمة وافرة، وكان رئيسا محترما، من بيت علم وفضل ورئاسة.
قال ابن حجر: قدم القاهرة غير مرة، وفي الآخر استوطنها لما طرق التتار البلاد الشامية وأسر مع من أسر، ثم خلّص بعد رجوع اللّنك، فقدم القاهرة في شوال- أي سنة ثلاث وثمانمائة- ثم سعى، وولي قضاء القضاة بها في سادس
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 33 و 118) و «الضوء اللامع» (4/ 159) و «الدليل الشافي» (1/ 408) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 122) و «الضوء اللامع» (6/ 65) .
عشري رجب سنة خمس وثمانمائة، ودرّس بالشيخونية والمنصورية، ثم نزل عنهما لولده محمد، وباشرهما في حياته.
وكان عمر هذا من رجال الدّنيا دهاء ومكرا، ماهرا في الحكم، ذكيا، خبيرا بالسعي في أموره، يقظا، غير متوان في حاجته، كثير العصبية لمن يقصده، لا يتحاشى من جمع المال من أي وجه كان. انتهى ملخصا.
وقال صاحب «المنهل» : وحطّ عليه المقريزي، وذكر له مساوئ، وقوله فيه غير مقبول لأمور جرت بينهما.
وتوفي قاضيا بمصر ليلة السبت ثاني عشر جمادى الآخرة.
وفيها أبو القاسم قاسم بن علي بن محمد بن علي الفاسي المالكي [1] .
سمع من أبي جعفر الطّنجالي [2] الخطيب، والقاضي أبي القاسم بن سلمون، والحسين بن محمد بن أحمد التّلمساني في آخرين وتلا بالسبع على جماعة، وقرأ الأدب، وتعانى النّظم، وجاور بمكّة، فخرج له غرس الدّين خليل الأقفهسي «مشيخة» وحدّث بها، وكان يذكر أنها سرقت منه بعد رجوعه من الحجّ، ويكثر التأسف عليها.
ومن شعره:
معاني عياض أطلعت فجر فخره
…
لما قد شفى من مؤلم الجهل بالشّفا
مغاني رياض من إفادة ذكره
…
شذا زهرها يحيى من أشفى على شفا
وتوفي بالبيمارستان المنصوري.
وفيها شمس الدّين محمد بن إبراهيم بن عبد الله الكردي القدسي [3] ، نزيل القاهرة الشافعي.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 124) و «الضوء اللامع» (6/ 183) .
[2]
في «آ» و «ط» : «الطحالي» وفي «إنباء الغمر» : «الطحاوي» وكلاهما خطأ والتصحيح من «الضوء اللامع» .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 126) و «الضوء اللامع» (6/ 56) .
ولد سنة سبع وأربعين وسبعمائة، وصحب الصّالحين، ولازم الشيخ محمد القرمي ببيت المقدس، وتلمذ له، ثم قدم القاهرة فقطنها، وكان لا يضع جنبه إلى الأرض بل يصلي في الليل ويتلو فإذا نعس أغفى إغفاءة وهو محتبي، ثم يعود، وكان يواصل الأسبوع كاملا، وذكر أن السبب فيه أنه تعشى مع أبويه قديما، فأصبح لا يشتهي أكلا، فتمادى على ذلك ثلاثة أيام، فلما رأى أنه لم قدرة على الطي تمادى فيه فبلغ أربعينا، ثم اقتصر على سبع، وكان فقيها، وكان يكثر في الليل من قول سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا 17: 108 [الإسراء: 108] ، وكان يذكر أنه يقيم أربعة أيام لا يحتاج إلى تجديد وضوء.
ومن شعره:
لم يزل الطّامع في ذلّة
…
قد شبّهت عندي بذلّ الكلاب
وليس يمتاز عليهم سوى
…
بوجهه الكالح ثمّ الثياب.
توفي بمكة في ذي القعدة.
وفيها شمس الدّين محمد بن أحمد بن عبد الله القزويني ثم المصري [1] .
قال ابن حجر: سمع من مظفّر الدّين بن العطّار وغيره، وكان على طريقة الشيخ يوسف الكوراني المعروف بالعجمي لكنه حسن المعتقد، كثير الإنكار على مبتدعة الصّوفية، اجتمع بي مرارا، وسمعت منه أحاديث، وكان كثير الحجّ والمجاورة بالحرمين، ومات في شعبان بمكة.
وفيها رضي الدّين أبو حامد محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خلف الخزرجي المدني الشافعي ابن الطّبري [2] .
ولد سنة ست وأربعين وسبعمائة، وسمع من العز بن جماعة، وأجاز له يوسف القاضي، والميدومي، وغيرهما من مصر، وابن الخبّاز وجماعة من دمشق،
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 127) و «الضوء اللامع» (7/ 105) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 128) و «الضوء اللامع» (7/ 299) .
وكان نبيها في الفقه، له حظّ من حسن خطّ ونظم، ودرّس، وكان مؤذّن الحرم النّبوي وبيده نظر مكة.
قال ابن حجر: ثم نازع صهره شيخنا زين الدّين بن الحسين في قضاء المدينة فوليه في أول سنة إحدى عشرة، فوصلت إليه الولاية وهو بالطائف، فرجع إلى مكة، وسار إلى المدينة فباشره بقية السنة، وحجّ فتمرض فمات في خامس عشر ذي الحجّة عن اثنتين وستين سنة.
وفيها شمس الدّين محمد بن علي بن محمد بن محمود بن يحيى بن عبد الله بن منصور السّلمي الدمشقي الحنفي، المعروف بابن خطيب زرع [1] .
كان جدّ والده خطيب زرع، فاستمرت بأيديهم، وولد هذا في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وسبعمائة، وكان حنفيا فتحول شافعيا، وناب في قضاء بلده، ثم تعلّق على فنّ الأدب ونظم [2] الشعر، وباشر التوقيع عند الأمراء، ثم اتصل بابن غراب امتدحه، وقدم معه إلى القاهرة، وكان عريض الدعوى جدا، واستخدمه ابن غراب في ديوان الإنشاء، وصحب بعض الأمراء، وحصّل وظائف، ثم رقّت حاله بعد موت ابن غراب.
ومن شعره:
وأشقر في وجهه غرّة
…
كأنّها في نورها فجر
بل زهرة الأفق لأني أرى
…
من فوقها قد طلع البدر
وله فيما يقرأ مدحا، فإذا صحّف كان هجوا:
التّاج بالحقّ فوق الرأس يرفعه
…
إذ كان فردا حوى وصفا مجالسه
فضلا وبذلا وصنعا فاخرا وسخا
…
فأسأل [3] الله يبقيه ويحرسه
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 130) و «الضوء اللامع» (8/ 210) .
[2]
في «آ» و «ط» : «ونظام» والتصحيح من «إنباء الغمر» .
[3]
في «ط» : «وأسأل» .
وتصحيفه هجو كما قال:
الباخ بالخفّ فوق الرأس يرقعه
…
إذ كان قردا حوى وضعا مخالسه
فصلا ونذلا وضيعا فاجرا وسخا
…
فأسأل الله ينفيه ويخرسه
وفيها نجم الدّين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد القرشي الهاشمي المكّي الشافعي [1] .
ولد بمكة سنة ستين وسبعمائة تقريبا، وسمع من العزّ ابن جماعة ما لا يحصى، ومن ابن حبيب «سنن ابن ماجة» بفوت، و «مقامات الحريري» وغير ذلك، وأجاز له عدة مشايخ من الشام ومصر والإسكندرية، وحدّث، وكان رحل إلى القاهرة، وسكن بالصّعيد ببلدة يقال لها أصفون لأن جدّه لأمّه الشيخ نجم الدّين الأصفوني كان له بها رزق ودور موقوفة على ذريته فأقام بها مدة، ثم عاد إلى مكة.
وتوفي بها يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول.
وفيها جلال الدّين محمد بن بدر الدّين محمد بن أبي البقاء محمد بن عبد الله بن يحيى بن علي بن تمّام السّبكي الشافعي المصري [2] .
ولد سنة سبعين وسبعمائة، واشتغل في صباه قليلا، وكان جميل الصورة.
قال ابن حجر: لكنه صار قبيح السيرة، كثير المجاهرة بما أذرى بأبيه في حياته وبعد موته، بل لولا وجوده لما ذمّ أبوه، وقد ولي تدريس الشافعي بعد أبيه بجاه ابن غراب بعد أن بذل في ذلك دارا تساوي ألف دينار، وولي تدريس الشيخونية بعد صدر الدّين المناوي بعد أن بذل لنوروز [3] مالا جزيلا، وكان ناظرها.
مات في جمادى الأولى. انتهى.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 131) و «الضوء اللامع» (9/ 231) و «العقد الثمين» (2/ 333) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 132) و «الضوء اللامع» (9/ 224) .
[3]
في «ط» : «النوروز» .
وفيها يلبغا بن عبد الله السّالمي الظّاهري [1] .
قال ابن حجر كان من مماليك الظّاهر ثم صيّره خاصكيا، وكان ممن قام له بعض القبض عليه في أخذ صفد فحمد له ذلك، ثم ولّاه النّظر على خانقاه سعيد السّعداء سنة سبع وتسعين، وتنقلت به الأحوال فعمل الاستدارية الكبرى، والإشارة، وغير ذلك، وكان طول عمره يلازم الاشتغال بالعلم ولم يفتح عليه بشيء سوى أنه يصوم يوما بعد يوم ويكثر التّلاوة، وقيام الليل، والذكر، والصّدقة، وكان يحبّ العلماء والفضلاء ويجمعهم، وقد لازم سماع الحديث معنا مدة، وكتب بخطّه الطّباق، وأقدم علاء الدّين بن أبي المجد من دمشق حتّى سمع الناس عليه «صحيح البخاري» ومرارا، وكان يبالغ في حبّ ابن العربي وغيره من أهل طريقته ولا يؤذي من ينكر عليه.
مات مخنوقا وهو صائم في رمضان بعد صلاة عصر يوم الجمعة. انتهى ملخصا، والله أعلم.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (6/ 133) و «الضوء اللامع» (10/ 289) و «الدليل الشافي» (2/ 794) و «النجوم الزاهرة» (13/ 171) .