الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وخمسين وثمانمائة
فيها توفي زين الدّين أبو الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ تقي الدّين أبي الصّدق أبي بكر بن الشيخ نجم الدّين أبي سليمان داود بن عيسى الحنبلي الدمشقي الصّالحي الصّوفي القادري البسطامي [1] شيخ الطّريقة، وعلم الحقيقة، العالم الناسك.
ولد سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة، وتفقه بجماعة، منهم برهان الدّين، وأكمل الدين ابنا شرف الدّين بن مفلح صاحب «الفروع» وتخرّج بجماعة، منهم والده. ونشأ على طريقة حسنة، ملازما للذكر وقراءة القرآن والأوراد التي رتّبها والده.
كان محبّبا إلى الناس، يتردد إليه النّواب، والقضاة، والفقهاء، من كل مذهب.
اشتغل في فنون كثيرة، وكتب بخطّه الحسن كثيرا، وألّف كتبا عديدة، منها «الكنز الأكبر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وهو أجلّها، وكتاب «نزهة النّفوس والأفكار في خواص النبات والحيوان والأحجار» وكتاب «الدرّ المنتقى المرفوع في أوراد اليوم والليلة والأسبوع» و «المولد الشريف» .
وكان بشوشا يتعبّد بقضاء الحوائج، مسموع الكلمة في الدولة الأشرفية والظّاهرية، وتكلّم على مدرسة الشيخ أبي عمر، والبيمارستان القيمري، فحصل
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (4/ 62) و «معجم الشيوخ» لابن فهد ص (124- 125) و «الدارس في تاريخ المدارس» (2/ 202) .
له [1] به النّفع من عمارة جهاتهما، وعمل مصالحهما، ورغب الناس في نفع الفقراء بكل ممكن.
وتوفي ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر، ودفن بالتربة التي أنشأها قبلي زاويته المشرفة على الطريق يمين الداخل.
أخبرني أخي في الله الشيخ أحمد بن علي بن أبي سالم أنه سلّم عليه فردّ عليه السلام من قبره [2] ، رحمه الله تعالى.
وفيها القاضي أمين الدّين عبد الرحمن بن قاضي القضاة شمس الدّين محمد، وأخو شيخ الإسلام سعد الدّين بن عبد الله بن الدّيري العبسي المقدسي الحنفي [3] ، ناظر حرمي القدس والخليل.
ولد بالقدس في شعبان سنة سبع عشرة وثمانمائة، وحفظ القرآن العزيز، وبعض مختصرات في مذهبه، وتفقه بأخيه سعد الدّين، وغلب عليه الأدب، وقال الشعر الجيد، وكان له خفّة وزهو، ويتزيّا بزيّ الأمراء، وله كرم وإفضال على ذويه، وربما يتحمل من الديون جملا بسبب ذلك.
وتوفي على نظر القدس الشريف في أوائل ذي الحجّة.
وفيها علي [4] الدّين أبو الفتوح علي بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي القلقشندي الشافعي القرشي [5] .
ولد بالقاهرة في ذي الحجّة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، ونشأ بها، وحفظ
[1] لفظة «له» لم ترد في «آ» .
[2]
أقول: هذا من المبالغات والشطحات التي لا دليل عليها، فردّ السلام في القبر خاص بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم لحديث «ما من أحد يسلّم عليّ إلا ردّ الله عليّ روحي حتى أردّ عليه السلام» . رواه أبو داود رقم (2041) وإسناده حسن. (ع)
[3]
ترجمته في «الضوء اللامع» (4/ 134) و «الدليل الشافي» (1/ 406) .
[4]
في «ط» : «علاء» وهو خطأ
[5]
ترجمته في «الضوء اللامع» (5/ 161) و «نظم العقيان» ص (130) و «حسن المحاضرة» (1/ 443) و «النجوم الزاهرة» (16/ 12) و «معجم الشيوخ» لابن فهد ص (166) و «الدليل الشافي» (1/ 450) .
القرآن العظيم وعدة متون في مذهبه، وتفقّه بعلماء عصره، كالسّراج البلقيني، وولده جلال الدّين، والعز بن جماعة، وسراج الدّين ابن الملقّن، وغيرهم. وأخذ الحديث عن الزّين العراقي، والنّور الهيثمي، وسمع على جماعة منهم البرهان الشامي، والعلاء بن أبي [1] المجد، والجمال الحلاوي، وبرع في الفقه، والأصول، والعربية، والمعاني، والبيان، والقراآت، وشارك في عدة علوم، وتصدى للإفتاء، والتدريس، والأشغال، وانتفع به الطلبة. وتفقّه به جماعة من الأعيان. وولي تدريس الشافعي، وطلب إلى قضاء دمشق فامتنع، ورشح لقضاء القضاة بالديار المصرية غير مرة، وتصدّر للتدريس وسنّة دون العشرين، وولي عدة مدارس.
وتوفي أول يوم من هذه السنة.
وفيها القاضي كمال الدّين محمد بن محمد [2] بن محمد [2] بن عثمان بن محمد الجهني الأنصاري الحموي ثم القاهري الشافعي [3] أوحد الرؤساء، كاتب السرّ، بمصر.
كان إماما، عالما، ناظما، نائرا.
ولد بحماة في ذي الحجّة سنة ست وتسعين وسبعمائة، ونشأ بها تحت كنف والده، وحفظ القرآن العظيم، و «التمييز» في الفقه، وقرأه على الحافظ برهان الدّين الحلبي، المعروف بالقوف. ثم قدم الدّيار المصرية مع والده، فتفقه بالولي العراقي، والعزّ بن جماعة، وأخذ عنهما العقليات، وعن القاضي شمس الدّين البساطي المالكي، وغيرهم. وأخذ النحو عن الشيخ يحيى المغربي العجيسي، واجتهد في التحصيل، وساعده فرط ذكائه واستقامة ذهنه، حتى برع في المنطوق والمفهوم، وصارت له اليد الطولى في المنثور والمنظوم.
[1] لفظة «أبي» سقطت من «آ» .
[2، 2] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[3]
ترجمته في «الضوء اللامع» (9/ 236) و «نظم العقيان» ص (168) و «معجم الشيوخ» لابن فهد ص (279- 280) و «النجوم الزاهرة» (16/ 13) و «الدليل الشافي» (2/ 677) .
ومن شعره ما كتب [1] به على سيرة ابن ناهض تهكّما بعد كتابة والده:
مرّت على فهمي وحلو لفظها
…
مكرّر فما عسى أن أصنعا
ووالدي دام بقا سؤدده
…
لم يبق فيها للكمال موضعا
وولي قضاء قضاة دمشق، وحج.
قال في «المنهل» : وكان أعظم من رأينا في هذا العصر.
وتوفي بالقاهرة يوم الأحد سادس عشري صفر.
وفيها يوسف بن الصّفّي الكركيّ ثم القاهري [2] .
كان فاضلا أديبا.
ومن شعره [3] :
كلّ يوم إلى ورا
…
بدّل البول بالخرا
فزمانا تهوّدا
…
وزمانا تنصّرا
وستصبو إلى المجو
…
س إن الشّيخ عمّرا
توفي في رجب عن نحو تسعين سنة.
[1] في «ط» : «ما كتبه» .
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» (10/ 318) و «النجوم الزاهرة» (16/ 21) و «الدليل الشافي» (2/ 802) .
[3]
تنبيه: هكذا عزا المؤلف الأبيات لصاحب الترجمة وهو وهم منه، والصواب كما قال السخاوي نقلا عن المقريزي بأنها لأبي القاسم خلف بن فرج الألبيري المعروف بالسمير. وانظر التفاصيل في ترجمته في «الضوء اللامع» (10/ 318) .