الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة عشرين وثمانمائة
فيها قتل الشيخ نسيم الدّين التّبريزي [1] ، نزيل حلب، وهو شيخ الحروفية [2] .
سكن حلب، وكثر أتباعه، ونشأت بدعته، وشاعت، فآل أمره إلى أن أمر السلطان بقتله، فضربت عنقه، وسلخ جلده، وصلب.
وفيها- كما قال ابن حجر- وضعت جاموسة ببلبيس [3] مولودا برأسين وعينين وأربع أيد وسلسلتي ظهر، ودبر واحد، ورجلين اثنتين لا غير، وفرج واحد أنثى، والذنب مفروق باثنين، فكانت من بديع صنع الله تعالى.
وفي أواخرها مالت المئذنة التي بنيت على البرج الشمالي بباب زويلة بمصر من جامع المؤيد، وكادت تسقط، واشتد خوف الناس منها، وتحولوا من حواليها، فأمر السلطان بنقضها فنقضت بالرّفق إلى أن أمنوا شرّها، وعامل السلطان من ولي بناءها بالحلم، وكان ناظر العمارة ابن البرجي، فقال تقي الدّين بن حجّة في ذلك:
على البرج من بابي زويلة أنشئت
…
منارة بيت الله والمعبد المنجي
فأخنى بها البرج الخبيث أمالها
…
ألا صرّحوا يا قوم باللعن للبرجي
[1] انظر «إنباء الغمر» (7/ 269- 270) .
[2]
الحروفية: فرقة من فرق الشيعة اشتقت اسمها من حروف الأبجدية الثمانية والعشرين لاعتقادهم أن لهذه الحروف أسرارها لها أثر في حياة الإنسان، وتنسب هذه الفرقة إلى فضل الله الاستراباذي. انظر «القاموس الإسلامي» للأستاذ أحمد عطية الله (2/ 68) .
[3]
لفظة «بلبيس» سقطت من «آ» ، وفي «إنباء الغمر» (7/ 271) :«ببلقيس» .
وقال الشّهاب بن حجر العسقلاني:
لجامع مولانا المؤيد رونق
…
منارته بالحسن تزهو وبالزّين
تقول وقد مالت عن القصد أمهلوا
…
فليس على جسمي أضرّ من العين
فغضب الشيخ بدر الدّين العيني وظنّ أن ابن حجر عرّض به، فاستعان بالنّواجي الأبرص فنظم له بيتين معرّضا بابن حجر، ونسبهما العينيّ لنفسه، وهما:
منارة كعروس الحسن إذ جليت
…
وهدمها بقضاء الله والقدر
قالوا أصيبت بعين قلت ذا غلط
…
ما أوجب الهدم إلّا خسة الحجر
وفيها توفي [1] شهاب الدّين أحمد بن أحمد الغزّاوي المالكي [2] .
قال ابن حجر: اشتغل كثيرا، وبرع في العربية وغيرها، وشارك في الفنون، وشغل الناس، وقد عيّن مرّة للقضاء فلم يتمّ ذلك.
مات في تاسع عشر شعبان. انتهى.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن يهودا الدمشقي الطرابلسي النحوي الحنفي [3] .
ولد سنة بضع وسبعين وسبعمائة، وتعابى العربية، فمهر في النحو، واشتهر به، وأقرأ فيه، ونظم «التسهيل» في تسعمائة بيت، وكان تحول بعد فتنة اللّنك إلى طرابلس فقطنها فانتفع به أهلها إلى أن مات في آخر هذه السنة، وكان يتكسّب بالشهادة.
وفيها برهان الدّين حيدرة الشيرازي ثم الرّومي [4] .
[1] لفظة «توفي» سقطت من «آ» .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 283) وفيه «الفراوي» .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 284) و «الضوء اللامع» (2/ 246) و «بغية الوعاة» (1/ 401) .
[4]
ترجمته في «الضوء اللامع» (3/ 168) وفيه «حيدر بن أحمد بن إبراهيم و «بغية الوعاة» (1/ 549) ولفظة «أقرأ» التي بين حاصرتين في الترجمة مستدركة منه.
قال السيوطي: كان علّامة بالمعاني، والبيان، والعربية، وأخذ عن التّفتازاني، وشرح «الإيضاح» للقزويني شرحا ممزوجا وقدم الرّوم [وأقرأ] وأخذ عنه شيخنا العلّامة محيى الدّين الكافيجي. انتهى.
وفيها داود بن موسى الغماري المالكي [1] .
عني بالعلم، ثم لازم العبادة، وتزهّد، وجاور بالحرمين أزيد [2] من عشرين سنة، وكانت إقامته بالمدينة المنوّرة أكثر منها بمكة.
وتوفي في مستهل المحرّم.
وفيها جمال الدّين عبد الله بن إبراهيم بن خليل البعلبكي الدمشقي، المعروف بابن الشرائحي الشافعي [3] .
قال ابن حجر: ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وأخذ عن الشيخ جمال الدّين بن بردس وغيره، ثم دخل دمشق، فأدرك جماعة من أصحاب الفخر، وأحمد بن سنان، ونحوهم، فسمع منهم، ثم من أصحاب ابن القوّاس، وابن عساكر، ثم من أصحاب القاضي، والمطعّم، ومن أصحاب الحجّار، ونحوه، ومن أصحاب الجزري، وبنت الكمال، والمزّي فأكثر جدا، وهو مع ذلك أمّي وصار أعجوبة دهره في معرفة الأجزاء والمرويات ورواتها، ولديه مع ذلك محفوظات وفضائل ومذاكرات حسنة، وكان لا ينظر إلّا نظرا ضعيفا، وقد حدّث بمصر والشام، وسمعت منه، وسمع معي الكثير في رحلتي، وأفادني أشياء، وكان شهما، شجاعا، مهابا جدا كله، لا يعرف الهزل.
قدم القاهرة بعد الكائنة العظمى فقطنها مدة طويلة، ثم رجع إلى دمشق، وولي تدريس الحديث بالأشرفية إلى أن مات في هذه السنة. انتهى.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 285) و «الضوء اللامع» (3/ 216) و «العقد الثمين» (4/ 261) و «التحفة اللطيفة» (2/ 37) .
[2]
في «ط» : «أكثر» .
[3]
ترجمته في «التبيان شرح بديعة البيان» الورقة (195/ آ) و «إنباء الغمر» (7/ 286) و «الضوء اللامع» (5/ 2) .
وقال ابن ناصر الدّين: الحافظ المفيد الضّرير.
كان فقيها، فرضيا، آية في حفظ الرّواة المتأخرين.
حدّث ب «صحيح مسلم» وثاني ليلة ختمه مات. انتهى.
وفيها جمال الدّين عبد الله بن أحمد بن عبد العزيز بن موسى بن أبي بكر البشيتي [1]- بفتح الموحدة، وكسر الشين المعجمة، وتحتية، وفوقية، نسبة إلى بشيت قرية بأرض فلسطين [2] .
ولد عاشر شعبان سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وتفقه بسراج الدّين بن الملقّن، وأخذ العربية عن الشّمس الغماري، واختصّ به، وبرع في الفقه والعربية واللغة، وكتب الخطّ المنسوب، وصنّف كتابا جليلا في الألفاظ المعرّبة، وكتابا استوعب فيه أخبار قضاة مصر، وكتابا في شواهد العربية أوسع الكلام فيه.
وتوفي بالإسكندرية في رابع ذي القعدة.
وفيها فراج الكفل الحنبلي [3] .
قال العليمي في «طبقاته» : هو الشيخ الإمام العالم الفقيه.
توفي في هذه السنة. انتهى.
وفيها عزّ الدّين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز النّويري ثم المكّي العقيلي الشافعي [4] .
ولد سنة أربع أو خمس وسبعين وسبعمائة، واشتغل وهو صغير، وناب لأبيه في الخطابة والحكم، ثم استقلّ بعد وفاته في رمضان سنة تسع وتسعين إلى أن صرف في ذي الحجّة سنة ثمانمائة، ثم وليها مرارا، ثم استقرّت بيده الخطابة
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 287) وفيه «البششي» وهو خطأ و «الضوء اللامع» (5/ 7) .
[2]
انظر «معجم البلدان» (1/ 429) .
[3]
ترجمته في «المنهج الأحمد» الورقة (498) من القسم المخطوط منه، و «السحب الوابلة» ص (321) .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 288) و «الضوء اللامع» (7/ 44- 45) و «العقد الثمين» (1/ 371) .
وغيرها، ثم استقرّ في الخطابة ونظر الحرم والحسبة حتّى مات. وكان مشكور السيرة في غالب أموره.
وتوفي في ربيع الأول.
وفيها شمس الدّين محمد بن علي بن جعفر البلالي- نسبة إلى بلالة من أعمال عجلون-.
نشأ هناك، وسمع الحديث، واشتغل بالعلم، وسلك طريق الصّوفية، وصحب الشيخ أبا بكر الموصلي. ثم قدم القاهرة فاستوطنها بضعا وثلاثين سنة، واستقرّ في مشيخة سعيد السعداء مدة متطاولة، مع التواضع الكامل، والخلق الحسن، وإكرام الوارد [1] ، وصنّف «مختصر الإحياء» فأجاد فيه، وطار اسمه في الآفاق، ورحل إليه بسببه، ثم صنّف تصانيف أخرى، وكانت له مقامات وأوراد، وله محبون معتقدون ومبغضون منتقدون.
توفي في رابع شوال وقد جاوز السبعين.
وفيها عزّ الدّين محمد بن بهاء الدّين علي بن عزّ الدّين عبد الرحمن بن محمد بن التّقي سليمان المقدسي الحنبلي [2] ، خطيب الجامع المظفّري بالصّالحية وابن خطيبه.
ولد سنة أربع وستين وسبعمائة، وحفظ «المقنع» وسمع الحديث وبرع في الفقه والحديث، وأخذ عن ابن رجب، وابن المحبّ، وكان له النّظم الرائق، وباشر القضاء، وحج وأكثر المجاورة بمكة، ودرس بدار الحديث الأشرفية بالجبل، وكان في آخره عين الحنابلة، وألف مؤلفات حسنة، منها «نظم المفردات» سمّاه «النّظم المفيد الأحمد في مفردات الإمام أحمد» واقترح عليه صاحب مجد الدّين عمل مؤلّف على نمط «عنوان الشرف» لابن المقري [3] فعمل قطعة نظما أولها:
[1] تحرفت في «ط» إلى «الوارد» .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 290) و «الضوء اللامع» (8/ 187) و «السحب الوابلة» ص (418) .
[3]
هو إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني، المعروف بابن
أشار المجد مكتمل المعاني
…
بأن أحذو على حذو اليماني
وتوفي مغرب ليلة الأحد سابع عشري ذي القعدة.
وفيها كمال الدّين أبو البركات محمد بن أبي السّعود محمد بن حسين بن علي بن ظهيرة المخزومي المكّي الشافعي قاضي مكة [1] .
ولد سنة خمس وستين وسبعمائة، وأحضر في سنة سبع وستين على العزّ بن جماعة، وسمع من غير واحد، وولي قضاء مكة، ونظر الأوقاف بها والرّبط، وباشر ذلك، ثم عزل، واستمرّ معزولا إلى أن توفي بمرض ذات الجنب ليلة الخميس ثالث عشر ذي الحجّة ودفن صبيحتها بالمعلاة، وخلّف عدة أولاد صغار. قاله في «المنهل» .
وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبادة السّعدي [2] الأنصاري الحنبلي قاضي قضاة دمشق.
أخذ عن ابن رجب، وابن اللّحام، وكان فردا في زمنه في معرفة الوقائع والحوادث، استقلّ بقضاء دمشق بعد وفاة ابن المنجّى، وكانت وظيفة القضاء دولا بينه وبين القاضي عزّ الدّين ناظم المفردات، إلى أن لحق بالله تعالى ليلة الخميس خامس رجب وله خمسون سنة.
وأما ولده قاضي القضاة شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد فولد في صفر سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وكان من خيار المسلمين، كثير التّلاوة لكتاب الله العزيز ناب لأبيه في القضاء، ثم استقلّ بعد وفاة والده في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين، ثم عزل في صفر سنة ثلاث وعشرين، ثم عرض عليه المنصب مرارا فلم يقبله، وحصلت له الراحة الوافرة إلى أن توفي، ودفن عند والده بالروضة قريبا من الشيخ موفق الدّين ولم أطلع على تاريخ وفاته.
المقري، عالم باحث من أهل اليمن. مات سنة (837 هـ-) . انظر «بغية الوعاة» (1/ 444) و «كشف الظنون» (2/ 1175) و «الأعلام» (1/ 310- 311) .
[1]
ترجمته في «الضوء اللامع» (9/ 77) و «العقد الثمين» (2/ 287) و «الدليل الشافي» (2/ 701) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 291) و «الضوء اللامع» (9/ 88) و «المقصد الأرشد» (2/ 491) .
وفيها شرف الدّين نعمان بن فخر بن يوسف الحنفي [1] .
ولد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، وكان والده عالما، فأخذ عنه، وقدم دمشق، وجلس بالجامع بعد اللّنك للاشغال، ودرّس في أماكن، وكان ماهرا في الفقه، بارعا في ذلك.
مات في شعبان. قاله ابن حجر، والله أعلم.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 293) و «الضوء اللامع» (10/ 201) .