المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة ثمان وثمانمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٩

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد التاسع]

- ‌تقديم [1] للأستاذ الدكتور شاكر الفحّام نائب رئيس مجمع اللّغة العربيّة بدمشق المدير العام لهيئة الموسوعة العربيّة

- ‌نسخة أخرى من منتخب شذرات الذّهب بين أيدينا

- ‌سنة إحدى وثمانمائة وهي أول القرن التاسع من الهجرة

- ‌سنة اثنتين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثمانمائة

- ‌سنة ست وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثمانمائة

- ‌سنة عشر وثمانمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وثمانمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وثمانمائة

- ‌سنة أربع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة خمس عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ست عشرة وثمانمائة

- ‌سنة سبع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وثمانمائة

- ‌سنة تسع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة عشرين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة وست وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة أربعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة خمسين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ست وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ستين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وستين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وستين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وستين وثمانمائة

- ‌سنة ست وستين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وستين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وستين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وستين وثمانمائة

- ‌سنة سبعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمانين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ست وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسعمائة

الفصل: ‌سنة ثمان وثمانمائة

‌سنة ثمان وثمانمائة

فيها توفي شهاب الدّين أحمد بن عماد بن محمد بن يوسف الأقفهسي- بفتح الهمزة، وسكون القاف، وفتح الفاء وسكون الهاء- المعروف بابن العماد [1] .

أحد أئمة الفقهاء الشافعية.

ولد قبل الخمسين وسبعمائة، واشتغل في الفقه والعربية، وغير ذلك، وأخذ عن الجمال الإسنوي وغيره، وصنّف التصانيف المفيدة نظما ونثرا ومتنا وشرحا، منها «أحكام المساجد» و «أحكام النّكاح» و «حوادث الهجرة» وكتاب «التبيان فيما يحلّ ويحرم من الحيوان» و «رفع الإلباس عن دهم الوسواس» و «شرح حوادث الهجرة» له، و «القول التّام في أحكام المأموم والإمام» وغير ذلك.

وسمع منه ابن حجر، وكتب عنه برهان الدّين محدّث حلب.

وفيها أبو هشام أحمد بن محمد بن إسماعيل بن عبد الرحيم بن يوسف بن شمير بن حازم المصري، المعروف بابن البرهان الظّاهري التّيمي [2] .

ولد بين القاهرة ومصر في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وسبعمائة، وهو أحد من قام على الظّاهر برقوق، وكان أبوه من العدول، ونشأ أحمد بالقاهرة، واشتغل بالفقه على مذهب الشافعي، ثم صحب شخصا ظاهريّ المذهب

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 313) و «الضوء اللامع» (2/ 47) و «الطبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (4/ 15) و «البدر الطالع» (1/ 93) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 316) و «الضوء اللامع» (2/ 96) .

ص: 110

فجذبه [1] إلى النّظر في كلام أبي محمد بن حزم فأحبه، ثم نظر في كلام ابن تيميّة فغلب عليه، حتّى صار لا يعتقد أن أحدا أعلم منه، وكانت له نفس أبيّة ومروءة وعصبية، ونظر كثيرا في أخبار الناس، فكانت نفسه تطمح إلى المشاركة في الملك وليس له قدم فيه، لا من عشيرة، ولا من وظيفة، ولا من مال، ثم رحل إلى الشام والعراق يدعو إلى طاعة رجل من قريش، فاستقرأ جميع الممالك فلم يبلغ قصدا، ثم رجع إلى الشام فاستغوى كثيرا من أهلها ومن أهل خراسان، وآخر الأمر قبض عليه وعلى جماعة من أصحابه بحمص، وحمل الجميع في القيود إلى الديار المصرية فأوقفه الظّاهر برقوق بين يديه ووبّخه على فعله، وضرب أصحابه بالمقارع، ثم حبسه مدة طويلة، ثم أطلقه في سنة إحدى وتسعين، وطال خموله إلى أن توفي.

وأطنب المقريزي في الثناء عليه، وأمعن، وزاد، لكونه كان ظاهريا، وذكر أنه كان فقيرا عادما للقوت.

وتوفي يوم الخميس السادس والعشرين من جمادى الأولى.

وفيها شيخ زادة العجمي الحنفي [2] .

قدم من بلاده إلى حلب سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وهو شيخ ساكن يتكلّم في العلم بسكون، ويتعانى حلّ المشكلات، فنزل في جوار القاضي محبّ الدّين بن الشّحنة، فشغل الناس.

قال ابن حجر: وكان عالما بالعربية والمنطق والكشّاف، وله اقتدار على حلّ المشكلات من هذه العلوم، ولقد طارحه سراج الدّين الفوّي بأسألة من العربية وغيرها، نظما ونثرا [3]، منها في قول «الكشّاف» [4] إن الاستثناء في قوله تعالى:

إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلَّا آلَ لُوطٍ 15: 58- 59 [الحجر: 58- 59] متصل أو

[1] في «ط» : «مجلبة» .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 321) و «الضوء اللامع» (3/ 231) .

[3]

في «آ» و «ط» : «نظم ونثر» وما أثبته من «إنباء الغمر» مصدر المؤلّف.

[4]

انظر «الكشّاف» (2/ 581- 582) وقد نقل عنه بتصرف.

ص: 111

منقطع؟ فأجابه جوابا حسنا بأنه إن كان يتعلق بقوم يكون منقطعا لأن القوم صفتهم الإجرام أو عن الضّمير في صفتهم فيكون متصلا، واستشكل أن الضّمير هو الموصوف المقيّد بالصّفة، فلو قلت: مررت بقوم مجرمين إلا رجلا صالحا كان الاستثناء منقطعا، فينبغي أن يكون الاستثناء منقطعا في الصورتين، فأجاب بأنه لا إشكال. قال: وغاية ما يمكن أن يقال إن الضّمير المستكن في المجرمين، وإن كان عائدا إلى القوم بالإجرام إلّا أن إسناد الإجرام إليه يقتضي تجرّده عن اعتبار اتصافه بالإجرام فيكون إثباتا للنائب إلى آخر كلامه.

ثم دخل القاهرة وولي بعد ذلك تدريس الشيخونية ومشيختها، فأقام مدة طويلة إلى أن كان في أواخر هذه السنة فإنه طال ضعفه، فسعى عليه القاضي كمال الدّين بن العديم أنه خرّف، ورتّب على الوظيفة، فاستقرّ فيها بالجاه، فتألم لذلك هو وولده، ومقت أهل الخير ابن العديم بسبب هذا الصنيع، ومات الشيخ زاده عن قرب ودفن بالشيخونية.

وفيها أمين الدّين سالم بن سعيد بن علوي الحسّاني الشافعي [1] .

قدم القدس وهو ابن عشرين سنة، فتفقه بها، ثم قدم دمشق في حياة السّبكي، واشتغل وداوم على ذلك، وتفقه بعلاء الدّين حجي وغيره، وأخذ النّحو عن السّكسكي وغيره، وقدم القاهرة، فقرأ في النحو على ابن عقيل، وفي الفقه على البلقيني، وقدم معه دمشق، ولما ولي قضاءها ولّاه قضاء بصرى، ثم لم يزل ينتقل في النيابة بالبلاد إلى أن مات في جمادى الأولى وقد جاوز السبعين.

وفيها زين الدّين أبو العزّ طاهر بن الحسن بن عمر بن الحسن بن حبيب بن شريح الحلبي الحنفي [2] .

ولد بعد الأربعين وسبعمائة بقليل، واشتغل بالعلم، وتعانى الأدب، ولازم الشيخين أبا جعفر الغرناطي، وابن حازم، وسمع من إبراهيم بن الشّهاب محمود

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 323) و «الضوء اللامع» (3/ 241) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 324) و «الضوء اللامع» (4/ 3) .

ص: 112

وغيره، وأجاز له أبو العبّاس المرداوي خاتمة أصحاب ابن عبد الدائم وجماعة، وحصّل، وبرع في الأدب وغيره، وصنّف، وكتب في ديوان الإنشاء بحلب، ثم رحل إلى دمشق، وأقام بها مدة، ثم توجه إلى القاهرة، وكتب بها في ديوان الإنشاء، وولي عدة وظائف، وكان يكتب الخطّ المنسوب، وله نظم ونثر، نظم «تلخيص المفتاح» في المعاني والبيان، وشرح «البردة» للبوصيري، وخمّسها، وذيّل على تاريخ والده.

ومن شعره:

قلت له إذ ماس في أخضر

وطرفه ألبابنا يسحر

لحظك ذا أو أبيض مرهف

فقال هذا موتك الأحمر

وتوفي بالقاهرة [1] يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجّة.

وفيها زين الدّين عبد الرحمن بن علي بن خلف الفارسكوري [2] الشافعي العلّامة.

ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة، وقدم القاهرة، ولازم الاشتغال، وتفقه على الشيخ جمال الدّين، والشيخ سراج الدّين وغيرهما. وسمع الحديث فأكثر، وكتب بخطّه المليح كثيرا، ثم تقدّم وصنّف، وعمل شرحا على «شرح العمدة» لابن دقيق العيد، وجمع فيه أشياء حسنة، وكان له حظّ من العبادة والمروءة والسّعي في قضاء حوائج الغرباء لا سيما أهل الحجاز، وقد ولي قضاء المدينة، ولم تتم له مباشرة ذلك، واستقرّ في سنة ثلاث وثمانمائة في تدريس المنصورية، ونظر الظّاهرية ودرسها فعمرها أحسن عمارة، وحمد [3] في مباشرته، وقد جاور بمكة، وصنّف بها شيئا يتعلق بالأحكام.

قال ابن حجر: وكان يودني وأوده، وسمع بقراءتي وسمعت بقراءته، وأسفت

[1] في «ط» : «في القاهرة» .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 326) و «الضوء اللامع» (4/ 96) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (4/ 30) و «معجم المؤلفين» (5/ 155) .

[3]

في «ط» : «وجد» .

ص: 113

عليه جدا، وقد سئل في مرض موته أن ينزل عن بعض وظائفه لبعض من يحبّه من رفقته، فقال لا أتقيّد بها حيّا وميتا.

وتوفي في رجب وله ثلاث وخمسون سنة.

وفيها ولي الدّين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم الحضرمي الإشبيلي المالكي، المعروف بابن خلدون [1] .

ولد يوم الأربعاء أول شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة بمدينة تونس، ونشأ بها، وطلب العلم، وسمع من الوادي آشي وغيره، وقرأ القرآن على عبد الله بن سعد بن نزال إفرادا وجمعا، وأخذ العربية عن أبيه، وأبي عبد الله السّائري وغيرهما، وأخذ الفقه عن قاضي الجماعة ابن عبد السلام وغيره، وأخذ عن عبد المهيمن الحضرمي، ومحمد بن إبراهيم الإربلي شيخ المعقول بالمغرب، وبرع في العلوم، وتقدم في الفنون، ومهر في الأدب والكتابة، وولي كتابة السّرّ بمدينة فاس لأبي عنان، ولأخيه أبي سالم، ورحل إلى غرناطة في الرسيلة سنة تسع وستين، وكان ولي بتونس كتابة العلّامة ثم ولي الكتابة بفاس، ثم اعتقل سنة ثمان وخمسين نحو عامين، ودخل بجاية، فراسله صاحبها فدبّر أموره، ثم رحل بعد أن مات إلى تلمسان باستدعاء صاحبها فلم يقم بها، ثم استدعاه عبد العزيز بفاس، فمات قبل قدومه فقبض عليه، ثم خلص فسار إلى مراكش، وتنقلت به الأحوال إلى أن رجع إلى تونس سنة ثمانين فأكرمه سلطانها، فسعوا به عند السلطان إلى أن وجد غفلة ففرّ إلى الشرق، وذلك في شعبان سنة أربع وثمانين، ثم ولي قضاء المالكية بالقاهرة، ثم عزل، وولي مشيخة البيبرسية، ثم عزل عنها، ثم ولي القضاء مرارا آخرها في رمضان من هذه السنة فباشره ثمانية أيام فأدركه أجله، وكان ممن رافق العسكر إلى تمرلنك، وهو مفصول عن القضاء، واجتمع بتمرلنك،

[1] ترجمته في «الإحاطة» (3/ 497- 516) و «إنباء الغمر» (5/ 327) و «الضوء اللامع» (4/ 145) و «نيل الابتهاج» ص (169) و «حسن المحاضرة» (1/ 462) و «الأعلام» (3/ 330) و «معجم المؤلفين» (5/ 188- 191) .

ص: 114

وأعجبه كلامه وبلاغته وحسن ترسله، إلى أن خلّصه الله من يده، وصنّف «التاريخ الكبير» في سبع مجلدات ضخمة، ظهرت [1] فيه فضائله، وأبان فيه عن براعته، وكان لا يتزيّا بزيّ القضاة [2] بل هو مستمر على طريقته في بلاده.

قال لسان الدّين بن الخطيب في «تاريخ غرناطة» : رجل فاضل، جمّ الفضائل، رفيع القدر، وأصيل [3] المجد، وقور المجلس، عالي الهمّة، قوي الجأش، متقدم في فنون عقيلة ونقلية، كثير الحفظ، وصحيح التّصوّر، بارع الخطّ [4] ، حسن العشرة، مفخرة [5] من مفاخر الغرب [6] . قال هذا كلّه في ترجمته والمترجم في حد الكهولة. انتهى.

وتوفي وهو قاض فجأة يوم الأربعاء لأربع بقين من شهر رمضان، ودفن بمقابر الصّوفية خارج باب النصر، وله ست وسبعون سنة وخمسة وعشرون يوما.

وفيها قوام الدّين قوام بن عبد الله الرّومي الحنفي [7] .

قال ابن حجر: قدم الشام وهو فاضل في عدة فنون، فأشغل وأفاد، وصاهر بدر الدّين بن مكتوم، وولي تصديرا بالجامع، وصحب النّواب، وكان سليم الباطن، كثير المروءة والمساعدة للناس.

مات في ربيع الآخر بدمشق.

وفيها شمس الدّين محمد بن أبي بكر بن إبراهيم الجعبري الحنبلي العابر [8] .

[1] في «ط» : «أظهرت» .

[2]

في «ط» : «القضاء» .

[3]

في «ط» : «أسيل» وما جاء في «آ» موافق لما في «الاحاطة» مصدر المؤلف.

[4]

في «ط» : «بارع الحظ» .

[5]

في «ط» : «فخر» .

[6]

في «الاحاطة» : «مفخرة من مفاخر التخوم المغربية» .

[7]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 335) و «الضوء اللامع» (6/ 225) .

[8]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 336) و «الضوء اللامع» (7/ 157) و «السّحب الوابلة» ص (365) وفيه: «محمد بن أبي بكر بن إسماعيل

» .

ص: 115

كان يتعانى [1] صناعة القبان، وتنزل [2] في دروس الحنابلة، وتنزل [2] في سعيد السعداء، وفاق في تعبير الرؤيا.

ومات في جمادى الآخرة.

وفيها أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بن المعتضد أبي بكر بن المستكفي سليمان بن الحاكم أحمد العبّاسي [3] .

ولد سنة ست وأربعين وسبعمائة أو نحوها، وتولى الخلافة في سنة ثلاث وستين بعهد من أبيه إليه، واستمرّ في ذلك إلى أن مات في شعبان من هذه السنة سوى ما تخلّل من السنين التي غضب عليه فيها الظّاهر برقوق.

واستقرّ بعده في الخلافة ولده أبو الفضل العبّاسي ولقّب المستعين بالله بعهد من أبيه.

وفيها شمس الدّين محمد بن شرف الدّين أبي بكر بن محمد بن الشّهاب محمود بن سلمان بن فهد الحلبي الأصل الدمشقي [4] .

ولد في شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، وحضر علي البرزالي، وأبي بكر بن قوام، وشمس الدّين بن السّرّاج، والعلم سليمان المنشد، بطريق الحجاز في سنة تسع وثلاثين، وسمع في سنة ثلاث وأربعين من عبد الرحيم بن أبي اليسر، ويعقوب بن يعقوب الجزري، وغيرهما، وحدّث، وكان شكلا حسنا، كامل الثّغر، مفرط السّمن، ثم ضعف بعد الكائنة العظمى وتضعضع حاله بعد ما كان مثريا، وكان يكثر الانجماع عن الناس، مكبّا على الأشغال بالعلم، ودرّس بالبادرائية نيابة، وكان كثير من الناس يعتمد عليه لأمانته ونقله.

[1] في «ط» : «يتعاطى» .

[2]

في «إنباء الغمر» مصدر المؤلف: «ونزل» .

[3]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 336) و «الضوء اللامع» (7/ 168) و «تاريخ الخلفاء» ص (501- 505) و «حسن المحاضرة» (2/ 81- 84) و «السلوك» (4/ 1/ 23- 24) .

[4]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 338- 340) و «الضوء اللامع» (7/ 201) .

ص: 116

توفي في خامس عشري جمادي الأولى، وكان أبوه موقّع الدّست بدمشق، وكان قد ولي قبل ذلك كتابة السّرّ.

وفيها شمس الدّين محمد بن الحسن الأسيوطي [1] .

كان عالما بالعربية، حسن التعليم لها، انتفع به جماعة، وكان يعلّم بالأجرة، وله في ذلك وقائع عجيبة ننبئ عن دناءة شديدة وشح مفرط، وكان منقطعا إلى القاضي شمس الدّين بن الصّاحب الموقّع، ونبغ [2] له ولده شمس الدّين محمد، لكن مات شابا قبله رحمهما الله تعالى. قاله ابن حجر.

وفيها محمد بن عبد الرحمن بن عبد الخالق بن سنان البرشسي- بفتح الموحدة التحتية وسكون الراء وفتح المعجمة بعدها سين مهملة [3]- الشافعي [4] .

اشتغل قديما، وسمع من القلانسي ونحوه، وحدّث، وأفاد، ودرّس، مع الدّين والخير، وله منظومة في علم الحديث، وشرحها، وشرح أسماء رجال الشافعي، وله كتاب في فضل الذّكر، وغير ذلك، وسمع عليه ابن حجر، وتوفي عن سبعين سنة.

وفيها شمس الدّين محمد بن محمد بن محمد بن الخضر الزّبيري [5] العيزري الغزّي الشافعي [6] .

ولد في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وتفقه بالقاهرة على ابن عدلان، وأحمد بن محمد العطّار، ومحيى الدّين ولد مجد الدّين الزّنكلوني. وقرأ على البرهان الحكري، ورجع إلى غزّة سنة أربع وأربعين وسبعمائة، فاستقرّ بها،

[1] ترجمته في «إنباه الرواة» (5/ 340) و «بغية الوعاة» (1/ 91) وفيه: «السيوطي» .

[2]

تصفحت في «ط» إلى «ونبع» .

[3]

تنبيه: كذا قال المؤلف رحمه: «البرشسي» وفي «إنباء الغمر» و «الضوء اللامع» : «البرشنسي» .

[4]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 341) و «الضوء اللامع» (7/ 290) .

[5]

في «ط» : «ابن الخضري الزبيدي» وهو خطأ.

[6]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 344) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (4/ 73) و «الضوء اللامع» (9/ 218) و «البدر الطالع» (2/ 254) .

ص: 117

ودخل دمشق، وأخذ عن البهاء المصري، والتّقي والتاج السّبكيّين، وغيرهم، وأذن له البدر محمود بن علي بن هلال في الإفتاء، وأخذ عن القطب التّحتاني [1] ، وصنّف تصانيف في عدة فنون، وكتب على أسئلة من عدة علوم، وله مناقشة على «جمع الجوامع» وذكر أنه شرحه، واختصر «القوت» للأذرعي، وله «تعليق على الشرح الكبير» للرافعي، ونظم في العربية أرجوزة سمّاها «قضم الضّرب في نظم كلام العرب» .

وتوفي في نصف ذي الحجّة.

وفيها كمال الدّين أبو البقاء محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدّميري [2]- بالفتح والكسر، نسبة إلى دميرة قرية بمصر- الشافعي العلّامة.

ولد في أوائل سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، وتفقه على الشيخ بهاء الدّين أحمد السّبكي، والشيخ جمال الدّين الإسنوي، والقاضي كمال الدّين النّويري المالكي، وأجازه بالفتوى والتدريس، وأخذ الأدب عن الشيخ برهان الدّين القيراطي، وبرع في الفقه، والحديث، والتفسير، والعربية، وسمع «جامع الترمذي» على المظفّر العطّار المصري، وعلى علي بن أحمد الفرضي الدمشقي «مسند أحمد بن حنبل» بفوت يسير، وسمع بالقاهرة من محمد بن علي الحراوي وغيره، ودرّس في عدة أماكن، وكان ذا حظّ من العبادة تلاوة وصياما ومجاورة بالحرمين، ويذكر عنه كرامات كان يخفيها، وربما أظهرها وأحالها على غيره، وصنّف «شرح المنهاج» في أربع مجلدات، ونظم في الفقه أرجوزة طويلة، وله كتاب «حياة الحيوان» كبرى وصغرى ووسطى، أبان فيها عن طول باعه وكثرة اطلاعه، وشرع في «شرح ابن ماجة» [3] فكتب مسودة وبيّض بعضه، ودرّس بالأزهر وبمكة المشرّفة، وتزوج بها في بعض مجاوراته، ورزق فيها أولادا.

[1] تقدمت ترجمته في المجلد الثامن ص (355) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 347) و «الطبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (4/ 77- 79) و «الضوء اللامع» (10/ 59) و «حسن المحاضرة» (1/ 439) .

[3]

يعني «سنن ابن ماجة» .

ص: 118

وتوفي بالقاهرة في الثالث جمادى الأولى.

وفيها شمس الدّين محمد الحنبلي، المعروف بابن المصري [1] .

قال ابن حجر: كان من نبهاء الحنابلة، يحفظ «المقنع» ، وهو آخر طلبة القاضي موفق الدّين موتا، وكان قد ترك وصار يتكسّب في حانوت بالصّاغة.

وفيها محيى الدّين محمود بن نجم الدّين أحمد بن عماد الدّين إسماعيل بن العزّ الحنفي بن الكشك [2] .

اشتغل قليلا، وناب عن أبيه، واستقلّ بالقضاء وقتا، ولما كانت فتنة تيمور دخل معهم في المنكرات، وولي القضاء من قبلهم، ولقّب قاضي المملكة، واستخلف بقية القضاة من تحت يده، وخطب بالجامع، ودخل في المظالم، وبالغ في ذلك فكرهه الناس ومقتوه، ثم اطلع تمر على أنه خانه فصادره وعاقبه وأسره إلى أن وصل تبريز، فهرب ودخل القاهرة، فكتب توقيعا بقضاء الشام فلم يمضه نائب الشام شيخ، واستمرّ خاملا، وتفرّق أخوه وأولاده وظائفه، ثم صالحوه على بعضها.

وتوفي في ذي الحجة. قاله ابن حجر.

وهو والد رئيس الشام شهاب الدّين.

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 348) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 348) و «الضوء اللامع» (10/ 127) .

ص: 119