الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولئن كان المحقّق قد وفق التوفيق كله في تحقيق متن الكتاب، إنه قد أخذ نفسه من بعد، بتهيئة فهارس ضافية، تفتح مغاليق هذا الكتاب الضخم، لتجعله لقارئه على طرف الثّمام.
لا أملك إلا أن أهنئ الأستاذ محمود الأرناؤوط على ما بذل من جهد حتى أظهر كتاب (شذرات الذهب) بحلّته القشيبة، ميسرا للواردين.
جزاه الله الجزاء الأوفى على ما بذل وقدم وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلًا 18: 46.
دمشق في 8 ربيع الأول 1413 هـ.
5 أيلول 1992 م الدكتور شاكر الفحّام
نسخة أخرى من منتخب شذرات الذّهب بين أيدينا
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنعمت فتمم، ويسرت السّبيل فسدّد الخطا، يا أرحم الراحمين.
وبعد: فقد من الله تعالى علينا بمصورة نسخة خطية أخرى من «منتخب شذرات الذهب» للعلّامة المؤرخ البارع الشيخ عبد الرحيم بن مصطفى بن أحمد بن محمد الشهير بابن شقدة الدّمشقي الصّالحي [1] ، وهذه النسخة الجديدة هي في الأصل من محفوظات مكتبة الرئيس الشيخ محمد تاج الدّين الحسنيّ الدّمشقي [2] ، وهي نسخة خزائنية نفيسة وخطها جميل جدا، وتقع في (1489) صفحة، وقد وقفت عليها في مكتب البحث العلمي العائد للشركة المتحدة للتوزيع بدمشق في بداية عام (1412) هـ، واستأذنت القائمين عليه بالاستفادة منها وتصوير نسخة عنها فأذنوا لي بذلك، جزاهم الله تعالى خير الجزاء [3] .
[1] هكذا ورد اسمه في صدر «المنتخب» بنسختيه، وقد سبق التعريف به وبكتابه في صدر المجلد السادس عند الكلام على مصورة النسخة الخطية الأخرى من «المنتخب» التي توفرت لنا واستعنا بها في التحقيق ابتداء من أول المجلد المذكور.
[2]
انظر ترجمته في «الأعلام» للعلّامة الأستاذ خير الدّين الزركلي (7/ 82- 83) الطبعة السادسة، و «معالم وأعلام» للأستاذ أحمد قدامة (1/ 304) و «أعلام دمشق في القرن الرابع عشر» للدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفورص (252) و «تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري» للأستاذين محمد مطيع الحافظ ونزار أباظة (2/ 576- 578) .
[3]
ومن حسنات هذه النسخة القيّمة من «المنتخب» أنها نسخت عن نسخة بخط العالم الكبير الشيخ حسن بن عمر الشّطّي البغدادي الأثري الحنبلي السّلفي المتوفى سنة (1274 هـ) كما هو مبين في صورة الصفحة الأخيرة منها المرفقة مع هذه الكلمة.
وقد استفدت من المراجعة في نسخة «المنتخب» هذه ابتداء من أول المجلد التاسع من الكتاب وإلى نهاية المجلد العاشر والأخير منه.
وأرى من المفيد أن أشير هنا إلى أن القيمة الحقيقة لكتاب «شذرات الذهب» إنما تكمن في العدد الكبير جدا من التراجم المختلفة المنوعة التي احتوت عليها مجلداته العشر، والتي لا يجاريه في عددها وتنوعها أي مصدر آخر من المصادر الموثوقة الأخرى لفنّي التأريخ والسّير مما خلّفه الأسلاف من علماء هذه الأمّة العظيمة، أحسن الله إليهم.
وأضرع إلى الله عز وجل أن يعينني ويعين والدي- المشرف على تحقيق الكتاب- على الانتهاء من إخراج ما بقي من مجلدات هذا السّفر الجليل على أحسن صورة ترضي الله تعالى، وتسعد فؤاد كل محبّ للتراث العربي الإسلامي إن شاء الله تعالى.
وختاما اكرر ما قلته في آخر مقدمتي للمجلد الأول من هذا الكتاب [1] وفي الكلمة التي كتبتها بين يدي المجلد الخامس منه: إن هذا الكتاب هو في نهاية الأمر إرث لأفراد الأمة جميعهم، والنصح للقائمين على تحقيقه وإخراجه هو نصح للناطقين بالعربية في مشارق الأرض ومغاربها. راجيا من جميع العالمين في فنّ التحقيق وسواهم أن لا يبخلوا عليّ بملاحظاتهم وتصويباتهم، ولسوف أذكر أصحابها بالجميل في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى [2] .
اللهم إني أسألك أن تسدّد خطاي لما فيه الخير والفلاح في الدّنيا والآخرة، وأن تجعلني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وممن يعملون أضعاف ما يتكلمون، والحمد لله أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا.
دمشق 29 من شهر رمضان المبارك لعام 1412 هـ.
محمود الأرناؤوط
[1] ص (99) .
[2]
عنواني الدائم هو: (ص. ب/ 6000/ دمشق- الجمهورية العربية السورية) .