الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربعين وثمانمائة
فيها توفي إبراهيم بن عبد الكريم الكردي الحلبي [1] .
قال ابن حجر: دخل بلاد العجم، وأخذ عن الشريف الجرجاني وغيره، وأقام بمكة، وكان حسن الخلق، كثير البشر بالطلبة، انتفعوا به كثيرا في عدة فنون وجلّها المعاني والبيان، وكان يقرّرها تقريرا واضحا.
مات في آخر المحرم. انتهى.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان بن عمر البوصيري الشافعي [2] .
ولد في المحرم سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وسكن القاهرة، ولازم العراقي على كبر فسمع منه الكثير، ولام ابن حجر فكتب عنه «لسان الميزان» و «النكت على الكاشف» والكثير من التصانيف، ثم أكب على نسخ الكتب الحديثية، وكان كثير السكون والعبادة والتّلاوة، مع حدّة الخلق، وجمع أشياء، منها «زوائد سنن ابن ماجة» على الكتب «الأصول الستة» [3] وعمل «زوائد المسانيد العشرة» [4]
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 431) و «الضوء اللامع» (1/ 19) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 431) و «الضوء اللامع» (1/ 251) و «النجوم الزاهرة» (15/ 209) و «درر العقود الفريدة» (2/ 323) .
[3]
وسمّاه «مصباح الزجاجة» وقد طبع في دار الجنان ببيروت بمجلدين سنة (1406 هـ) بتحقيق الأستاذ كمال يوسف الحوت.
[4]
وسمّاه «إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة» وهو غير مطبوع وتوجد نسخة منه في دار الكتب المصرية وتحتفظ بمصورة منها الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
و «زوائد السنن الكبير للبيهقي» [1] وكتاب «تحفة الحبيب للحبيب بالزوائد في الترغيب والترهيب» [2] لم يبيضه ولم يزل مكبّا على الاشتغال والنسخ إلى أن توفي ليلة ثامن عشري المحرم بالقاهرة.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن صلاح بن محمد بن محمد بن عثمان بن علي بن السّمسار الشافعي، المعروف بابن المحمّرة ويعرف أبوه بابن البحلاق [3] .
ولد في صفر سنة سبع وستين وسبعمائة، وحفظ القرآن وهو صغير، و «العمدة» و «المنهاج» . وسمع من عبد الله بن علي الباجي، وتقي الدّين بن حاتم، ونحوهما. وأكثر عن البرهان الشامي، وابن أبي المجد، وناب في الحكم، وباشر عدة مدارس.
قال ابن قاضي شهبة في «طبقاته» ناب في القضاء مدة ودخل في قضايا كبار وفصلها. وولي بعض البلاد فحصّل منها مالا، وصار يتجر بعد أن كان مقلّا يتكسّب من شهادة المخبز بالخانقاه الصّلاحية. ولما ولي قضاء الشام سار سيرة مرضية بحسب الوقت، ولم يعدم من يفتري عليه، إلّا أنه كان متساهلا بحيث لا يتجنب عن القضايا الباطلة، وكان لا يتولى الحكم بنفسه ولا يفصل شيئا، ولا ينكر على ما يصدر من نوّابه، مع اطلاعه على حالهم. انتهى.
وقال ابن حجر: استمرّ بالقاهرة إلى أن شعرت مشيخة الصّلاحية بصرف الشيخ عزّ الدّين القدسي عنها، فسار إليها في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين فباشرها إلى أن مات في شهر ربيع الآخر. انتهى.
[1] قال الأستاذ عمر رضا كحالة في «معجم المؤلفين» لا (1/ 175) : يقع في مجلدين أو ثلاثة.
[2]
انظر «إيضاح المكنون» (1/ 245) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 432- 434) و «الدليل الشافي» (1/ 81) و «النجوم الزاهرة» (15/ 206- 207) و «الضوء اللامع» (2/ 186- 187) و «درر العقود الفريدة» (1/ 268) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (4/ 107- 109) وفي بعض المصادر: «أحمد بن محمد بن صلاح» .
وفيها ستّ العيش أمّ عبد الله وأم الفضل عائشة بنت القاضي علاء الدّين علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد الكاتبة الفاضلة الصّالحة الكنانية العسقلانية الأصل ثم المصرية الحنبلية، سبطة القلانسي [1] .
ولدت سنة إحدى وستين وسبعمائة، وحضرت على جدّها فتح الدّين القلانسي أكثر «العلامات» وغيرها، وسمعت من العزّ ابن جماعة، والقاضي موفق الدّين الحنبلي، وناصر الدّين الحراوي. ولها إجازة من محبّ الدّين الخلاطي وجماعة من الشاميين والمصريين، وأكثر عنها الطلبة آخرا، وكانت خيّرة تكتب خطا جيدا، وهي والدة القاضي عزّ الدّين ابن قاضي المسلمين برهان الدّين إبراهيم بن نصر الله الحنبلي.
وفيها زين الدّين عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن عبد الله المروزي الأصل، نزيل القاهرة، المعروف بابن الخرّاط [2] الأديب الشاعر موقّع الدّست.
ولد بحماة في سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وقدم مع والده إلى حلب فنشأ بها، واشتغل على والده وغيره في الفقه وغيره، ثم تولّع بالأدب، واشتهر، وأكثر من مدح أكابر أهل حلب، ومدح جكم بقصائد طنّانة فأجازه، واختصّ به ونادمه، ثم بعد إقامته بمصر مدح ملوكها ورؤساءها. وقدم أخوه شمس الدّين إلى القاهرة صحبة ابن البارزي، فسعى له في كتابة السرّ بطرابلس فوليها، ثم قدم الديار المصرية فقطنها، وقرّر في كتابة الإنشاء، وكانت بيده وظائف كثيرة. وولي قضاء الباب [3] بعد والده، فاستمر معه إلى أن مات، واعتراه في آخر عمره انحراف بعد أن كان في غاية اللطافة والكياسة.
وتوفي ليلة الثلاثاء مستهلّ المحرم.
[1] ترجمتها في «إنباء الغمر» (8/ 438) و «الضوء اللامع» (2/ 78) و «أعلام النساء» (3/ 181) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 438) و «الضوء اللامع» (4/ 130) و «النجوم الزاهرة» (15/ 205) .
[3]
الباب: بلدة كبيرة تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب. انظر «معجم البلدان» (1/ 303) .
وفيها تاج الدّين عبد الرحمن بن عمر بن محمود بن محمد الشافعي الحلبي، المعروف بابن الكركي [1] .
ولد بحلب سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وسمع من جماعات، وولي قضاء حلب مدة، ثم نزل عن ذلك، واستمرّت بيده جهات قليلة يتبلغ منها. قال ابن حجر: سكن القاهرة مدة، وناب عني في الحكم، وحجّ، وتوجه، فلقيته بحلب لما توجهت إليها، وأجاز لأولادي.
وتوفي في ثاني عشري شهر رمضان.
وفيها شمس الدّين محمد بن إسماعيل بن أحمد بن الضبيّ الشافعي [2] .
قال ابن حجر: كان خطيبا بجامع يونس بالقرب من قنطرة السّباع، وكان ديّنا، خيّرا، مقبلا على شأنه، لازمني نحو الثلاثين سنة [3] ، وكتب أكثر تصانيفي، منها «أطراف المسند» ، وما كمل من «شرح البخاري» [4] وهو أحد عشر سفرا، و «المشتبه» [5] و «لسان الميزان» و «الأمالي» وهي في قدر أربع مجلدات، و «تخريج الرافعي» . وكتب لنفسه من تصانيف غيري. واشتغل بالعربية، ولم تكن له همّة في غير الكتابة. وكان متقلّلا من الدنيا، قانعا باليسير، صابرا.
توفي يوم الثلاثاء ثاني عشر [6] رمضان.
وفيها شمس الدّين محمد بن محمد بن أحمد المناوي الأصل الجوهري الشافعي، المعروف بابن الرّيفي [7] .
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 440) و «الضوء اللامع» (4/ 115) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 443) و «الضوء اللامع» (7/ 135) .
[3]
لفظة «سنة» سقطت من «آ» .
[4]
يعني «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» وهو مطبوع متداول.
[5]
يعني «تبصير المنتبه بتحرير المشتبه» وقد طبع منذ سنوات طويلة في مصر بأربع مجلدات، وقام بتحقيقه الشيخ علي محمد البجاوي، وراجعه الشيخ محمد علي النجار.
[6]
في «ط» : «ثاني عشري» .
[7]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 443) وفيه «المعروف بابن الريقي» بالقاف، و «الضوء اللامع» (9/ 46) .
قال ابن حجر: حصلت له ثرورة من قبل بعض حواشي الناصر من النساء، وأكثر من القراءة [1] على الشيخ برهان الدّين البيجوري، فقرأ عليه «الروضة» وفي «الرافعي الكبير» وفي «الرافعي الصغير» ، وغير ذلك ولازم [2] دروس الولي العراقي، وكان كثير التّلاوة والإحسان للطلبة.
توفي يوم الخميس خامس شوال وكانت جنازته مشهودة.
وفيها مجد الدّين أبو الطّاهر محمد بن محمد بن علي بن إدريس بن أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن العلوي- نسبة إلى بني علي بن بلي بن وائل- التّعزي الشافعي [3] .
ولد في أول شوال سنة ست وثمانمائة، وقرأ القرآن، وحصّل طرفا من العربية، ونظم الشعر، وأحبّ طلب الحديث، فأخذ عن الجمال ابن الخيّاط بتعز، وحضر عند الفيروزآبادي، وأجاز له، وحجّ سنة تسع وثلاثين، فسمع بمكّة، ثم قدم القاهرة فأكثر على ابن حجر السماع ليلا ونهارا، وكتب بخطّه كثيرا، ثم بغته الموت فتوعك أياما.
وتوفي يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الآخرة.
وفيها شمس الدّين محمد المغربي الأندلسي النحوي [4] .
قال ابن حجر: ولي قضاء حماة. وأقام بها مدة، ثم توجه إلى الرّوم فأقام بها، وأقبل الناس عليه، وكان شعلة نار في الذكاء، كثير الاستحضار، عارفا بعدة علوم خصوصا العربية، وقد قرأ في علوم الحديث عليّ، وكان حسن الفهم. مات في شعبان ببرصا من بلاد الرّوم.
[1] في «آ» : «من القراءات» .
[2]
في «آ» : «والتزم» .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 444) و «الضوء اللامع» (9/ 145) و «طبقات صلحاء اليمن» ص (323) .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 447) و «الضوء اللامع» (10/ 26) و «بغية الوعاة» (1/ 290) .
وفيها شرف الدّين موسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله بن سليمان السّبكي الشافعي [1] .
ولد سنة اثنتين [2] وستين [2] وسبعمائة تقريبا في شبك العبيد، وكان متصديا لشغل الطلبة بالفقه جميع نهاره، وأقام على ذلك نحو عشرين سنة، ولم يخلّف بعده نظيره في ذلك.
وتوفي بمرض السّلّ يوم الخميس سابع عشر ذي القعدة.
وفيها شهاب الدّين أبو الخير نعمة الله بن الشيخ شرف الدّين محمد بن عبد الرحيم البكري الجرهي- بكسر الجيم وفتح الراء الخفيفة [3]-.
ولد بشيراز سنة خمس عشرة وثمانمائة، وسمع الكثير، وحبّب إليه الطلب.
قال ابن حجر: سمع من أبيه وجماعة بمكة، ثم قدم القاهرة فأكثر عنّي، وعن الشيوخ، وفهم، وحصّل كثيرا من تصانيفي، ومهر فيها، وكتب الخطّ الحسن، وعرف العربية.
ثم بلغه أن أباه مات في العام الماضي فتوجه في البحر فوصل إلى البلاد، ورجع هو وأخوه قاصدين مكة فغرق نعمة الله في نهر الحسا في رجب أو شعبان ظنا، ونجاه أخوه، فلما وصل إلى اليمن ركب البحر إلى جدّة، فاتفق وقوع الحريق بها، فاحترق مع من احترق، لكنه عاش وفقد رجليه معا، فإنهما احترقتا [4] ، والله أعلم.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 449) و «الضوء اللامع» (10/ 176) .
[2، 2] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 449) و «الضوء اللامع» (10/ 202) .
[4]
في «آ» : «احترقا» وهو خطأ.